الثلاثاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩
بقلم مكرم رشيد الطالباني

مرايا بين التشكيل والاقصوصة

بقلم : صابر رشيد ترجمة: مكرم رشيد الطالباني

اللوحة الأولى

تعقدت حبال خياله في المعرض، ثبتت أوراق ناظريه في اللوحة التي كانت عبارة عن المنظر التالي: رجل بين الحياة والموت.. وقد انغرس خنجر مسموم في رأسه.. وكان جسده المتعب والمهلك ملطخاً بالدماء.. لو كانت في اللوحة حياة كان سيبادر إلى إحتضانه ويقول له:

ـ ابتاه ساختار بدوري طريقك الصعب هذا!

اللوحة الثانية

وبعد أن أنهى الفنان لوحته، أدركه التعب، لذا فقد قام بمغادرة المرسم.. من ناحية اخرى كان إبنه الذي كثيراً ما كان يقوم بمرافقته ومراقبته، منهمكاً في تقليده. وقد قام بقلب اللوحة رأساً على عقب.. ورسم الطير الذي كان والده قد وضعه في قفص، على غصن شجرة خضراء في سفح جبل.. وحينما عاد والده وشاهد اللوحة، أشاد به غير أنه قام برسم صياد وقد اصاب ببندقيته الطير.

اللوحة الثالثة

في قاعة المعرض كان الجمهور منهمكين في مشاهدة اللوحات، غير أنه من جانبه لم يكن ليرفع نظره عن لوحة واحدة.. كان ينظر فيها ملياً بعمق حتى غدت نواة تراجيدياً حياته.. أراد تكملة اللوحة، لذا فقد امسك بقوة بالسكين المغروس في ظهر المرأة، كي يخرجه من جسدها.. غير أنه وإثر إنفعاله الهستيري تحركت يداه وسقطت اللوحة أرضاً. عندها عاد إلى طبيعته وشعر أن روح اللوحة أثارت فكره وخياله كي يقوم بسفرة خيالية طويلة.

اللوحة الرابعة

وضعتْ جمجمة فوق منضدة.. وقد أنغرستْ فيها أعداداَ من الخناجر المسمومة.. وكانت مئات الايدي تتسابق لإخراجها دون جدوى!!

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى