الخميس ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١

مسابقة عربية في القصة القصيرة جدا

تعلن المجلة الثقافية "أوراق مبعثرة" التي تصدر من لندن عن إطلاق مسابقة عربية في القصة القصيرة جدا باسم الكاتبة التونسية فاطمة بن محمود في دورتها الأولى إضافة إلى مسابقة ثانية في المقالة الصحفية باسم الكاتب الصحفي الليلي يوسف القويري الذي عرف بكتابة المقالة الساخرة، آخر أجل لتلقي المشاركات يوم 30 جانفي على الايميل التالي : gueriprize@scatteredp.net.

الجائزة تتمثل في نشر الكتاب الفائز الذي يتحصل منه صاحبه على مائة نسخة إضافة إلى جائزة مالية ودرع المسابقة.

تمّ اختيار لجنة تتكون من أهل الاختصاص لكل مسابقة من بلدان عربية مختلفة ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الفائزين في لقاء أدبي على هامش فعاليات معرض تونس للكتاب وتستقبل المشاركة بمخطوط في القصة القصيرة جدا يضم على الأقل 60 نص وآخر أجل لتلقي المشاركات موفى شهر جانفي على الايميل المذكور في نص المسابقة.

تخصيص جائزة أدبية عربية باسم الكاتبة فاطمة بن محمود يعتبر انتصارا للأدب التونسي الذي يشع عربيا واختيار فاطمة بن محمود يعود الى اعتبارها من رواد هذا الفن القصصي في تونس وأول امرأة تنشر كتابا في هذا النمط الأدبي علما و أنها عضو مؤسس للرابطة العربية للقصة القصيرة جدا بالمغرب و لها اصدارين في القصة القصيرة جدا الأول نشر في المغرب عن دار الوطن بعنوان "من ثقب الباب" و الثاني نشر في تونس عن دار المنتدى بعنوان "الغابة في البيت" كما تم ترجمة مختارات من الكتابين من طرف المترجم الايراني رحيم فروغي الى اللغة الفارسية و نشر في طهران.

الكاتبة فاطمة بن محمود لها أكثر من ثلاثة عشرة اصدارا في أنماط أدبية مختلفة تجمع بين الشعر والرواية والقصة القصيرة جدا والمقالة النقدية.


مشاركة منتدى

  • الشعرية : مساءلة الحد والمفهوم
    د.علي كرزازي / المغرب

    1- عن الشعرية :
    إن كلمة شعرية "Poétique " ، بما يتلبسها من غموض ويعتمل في فحواها من تشويشات دلالية متناقضة ، أصبحت مسألة خلافية : أي مركز جذب للعديد من التساؤلات والأفكار المفهومية المتمحورة أساسا حول طبيعتها الحدية هل هي مصطلح أم مفهوم؟ هل هي قديمة أم حديثة؟ ما وضعيتها الابستيمولوجية؟ أهي نظرية أم علم؟ أم مجرد منهج من المناهج الأدبية؟
    1-1- تعريف الشعرية :
    بدءا من القرن الماضي انخرط سيل من الدراسات والتنظيرات في الإجابة عن الأسئلة السابقة انطلاقا من رؤى وخلفيات متعددة. وإذا كان من العسير جدا الإحاطة بهذا الأفق المتسع من التنظيرات ، فإننا سنحاول - قدر الإمكان- تقديم الشعرية في خطوطها العريضة وعند أبرز ممثليها.
    يعود استخدام مصطلح الشعرية إلى القرون الأولى للنقد والدراسة الأدبية عند الأوربيين، ويعتبر كتاب "فن الشعر" لأرسطو أول مظهر لهذا الاستخدام الذي سار بهذا المصطلح/الصيغة في اتجاهين:
    أ- الاتجاه الأول يطلق المصطلح على العناصر المشكلة لماهية الخطاب فيوسع من دائرة الشعري ويربطه بالعناصر الجمالية في الفن عموما، بحيث تكون كل قيمة شعرية في الأثر رهينة بتحقيقها لنوع من جمالية الموضوع، فالشعرية إذن خصيصة فنية في الموضوع وهي بؤرة الدراسة فيه مما يعني أن الشعرية لم تتحول إلى نظرية أو نسق للغة الواصفة للموضوع أي الشعر.
    ب- الاتجاه الثاني يعني بهذا المصطلح الصياغة النظرية للقوانين والمبادئ التي تدرس أدبية الخطاب وتحلله في ضوئها ، وعلى ذلك فهي اللغة الواصفة بامتياز؛ وإذا كانت هذه الدلالة تقترب من الدلالة الشعرية في إطلاق أرسطو فإنها ستغدو في العصر الحديث انطلاقا من مجهودات الشكلانيين الروس وبول فاليري P.valery ورومان جاكبسون R.JACKOBSON الدلالة الاصطلاحية ذات العناصر النظرية المكتملة وعنها ستنبثق المرحلة التالية المؤسسة للشعرية بصفتها مفهوما.
    وعلى هذا الأساس سيصبح الكلام عن شعريات متعددة جائزا ، وذلك ما فطن إليه صاحب "معجم النقد" جيرار دينيس فارسي G.D.FARCY حينما قال " يجدر بنا أن نقيم فروقات هامة – بالنظر إلى طبيعة وسعة الموضوع – بين شعرية عامة وشعريات نوعية (génériques) فالأولى تهتم بالأدبية وبالسؤال التالي: ما هي الشروط الدنيا لوجود أدبية ما؟ والثانية تهتم بالأجناس المتفق عليها (canoniques) وتطرح عليها نفس نوعية الأسئلة ما هو التمسرح (théâtralité)؟ السردية (narrativité)؟ الشاعرية ؟ وما العمل لجعلها تتحقق....؟
    عديدة إذن هي التعاريف التي أصبغت على الشعرية ، لدرجة أن وفرتها أصبحت تشكل مؤشرا لقلق الباحثين اتجاه القانون الأساسي للشعرية ؛ ومن ثم غدت الصعوبة التي تعترض سبيلهم ماثلة في الغموض الاصطلاحي الذي يلف الشعرية وفي التطاولات التي تحصل من بعض الميادين المتاخمة للشعرية كالبلاغة التي امتزجت بها أو الدلائلية التي أدمجتها أو الأسلوبية التي لم تحدد موضوعها خارجها...إلخ. ومن بين التعاريف الكثيرة التي تمحورت حول الشعرية ننتخب تعريف تودروف Todorov وديكرو Ducrot في معجمهما الموسوعي:
    «إن مصطلح "شعرية"، كما نقلته إلينا التقاليد يعني أولا كل نظرية داخلية للأدب
    وينطبق ثانيا على اختيار مؤلـف مـن ضمن كل الإمكانيات الأدبية (من حيث الغرض والتأليف والأسلوب الخ): شعـرية هوجو. كما أنه يحيل ثالثـا علـى القوانين المعيارية المبنية من طرف مدرسة أدبية وكذلك على مجموع القواعد التطبيقية التي يصبح استعمالها ضروريا» .
    لا يخرج هذا التعريف عن التصورات السابقة لتودروف وإفادته تتجلى في كونه يدمج عناصر مختلفة لصياغة الشعرية، إضافة إلى أنه يراعي كما يبدو نظرية الشعرية في طموحها العلمي معينا موضوعها في "الخطاب الأدبي بما هو مبدأ لخلق نصوص لانهائية" ومسندا إليها )الشعرية( محاولة نقل هذه الظاهرة السوسيولوجية المسماة "أدب" إلى كلية داخلية ونظرية. بيد أن هذا التعريف مع ذلك لا يستنفذ المعاني النهائية للشعرية التي سيتبدى بعضها في الخطوات التالية:
    1-2- تاريخية الشعرية:
    يلتقي كل من جيرار جنيت G.Genette ورولان بارت R.Barthe في طرحهما لمسألة تاريخية الشعرية إشكالا مزدوجا للقدامة والحداثة؛ فيرى الأول أن "الشعرية علم عجوز وحديث السن والقليل الذي تعرف به قد يكون في بعض الحالات جديرا بالنسيان" ، قدامة الشعرية هذه تطرح طبيعة العلاقة التي كانت تتعاطاها مع البلاغة التي لا يماري أحد في أصالة أعرافها ،إن لم نقل أنها كانت جزءا منها باعتبار كون الأولى (أي الشعرية) مجموعة من القوانين والمكونات التي يتشكل منها كل نص يدعى أدبيا أو شعريا ،وكون الثانية (أي البلاغة) مجموعة من الوسائل والمحسنات التي تميز الخطاب الأدبي وتقننه، ولعل هذا ما تنبهت إليه جماعة مو Groupe Mu حينما لاحظت أن «بعض منظري القرنين السابع عشر والثامن عشر لا يميزون ولا يفصلون بين العلمين بقدر ما ينظرون إليهما تراتبيا، فحسب معيارهم تتقدم البلاغة الشعرية التي تأتي في الدرجة الثانية كما يشير إلى ذلك بوضوح كاف إطلاقهم لعبارة "البلاغة الثانية" على الشعرية» .
    و إذا كان بارت هو الآخر قد ربط قدم الشعرية بمسألة صلتها بمجموع الثقافة البلاغية للحضارة الغربية ، فإنه أرجع حداثة عهدها لإفادتها من التجريد المهم لعلوم اللغة في وقتنا الراهن ، وفي هذا الصدد يرى جاكبسون أن الشعرية تابعة للسانيات معتبرا أن هذه الأخيرة بما أنها«هي العلم الشامل للبنايات اللسانية، فإنه يمكن اعتبار الشعرية جزءا لا يتجزأ من اللسانيات» .
    ولاشك أن جميع الشاعريين يتفقون على أن شعرية أرسطو هي الأصل التاريخي وقد تأسست هذه الشعرية على نظرية الأجناس الأدبية فكانت «أشهر الشعريات [التي] لم تكن سوى نظرية تهتم بخصائص بعض أنماط الخطاب الأدبي» وليس بالأدب وهي إلى ذلك "شعرية معيارية أساسها العناصر والقوانين القبلية، ومطلقة تعتمد المحاكاة والاستعارة فيما هي وصفية".
    ولئن كان لشعرية أرسطو دورها الكبير في تاريخ العلم والشعرية فان مسالة القطيعة معها ومع سلالة التقليد التي انبثقت عنها( ديدروDIEDROT وبوالوBOILEAU مثلا) كانت ضرورية لكي يتخذ مفهوم الأدب استقلاله ، ثم تتأسس بداية نظرية الأدب مع حلول النزعة الرومانسية (جماعة يينا الألمانية) التي لعبت دورا حاسما في بناء الشعرية الأوربية خلال القرن العشرين.
    1-3-موضوع الشعرية :
    تتقاطع دوما صياغة تعريف للشعرية مع تحديد موضوعها لدى جل الدارسين، هذا الموضوع الذي خص بالشعر وحده أحيانا وشمل الأدب أحيانا أخرى ليتعين في الأخير في الكتابة.
    كان فاليري قد خرق في محاضرته بالكوليج دي فرانس قواعد دراسة الشعر الأكاديمية وحاول إعطاء الخطوط العريضة للخصوصية الشعرية والآثار الفكرية ، التي يشكل الشعر في نظره القيمة الأدبية لها ، لكونه يمثل الأدب في جوهر حيويته ولم يبعد العدد الأول من مجلة "الشعرية" Poétique عن هذا الطرح عندما حدد مشروع الشعرية وعرفها بكونها« دراسة للأدب باعتباره أدبا في حد ذاته».
    وانشغالا بنفس الهاجس أي البحث عن الأدبية بلور تودروف الشعرية في صياغة شاملة ماز فيها خصائصها النظرية: «ليس العمل الأدبي في حد ذاته هو موضوع الشعرية، فما تستنطقه هو خصائص هذا الخطاب النوعي الذي هو الخطاب الأدبي [...] ولكل ذلك فإن هذا العلم لا يعني بالأدب الحقيقي بل بالأدب الممكن وبعبارة أخرى يعني بتلك الخصائص المجردة التي تصنع فرادة الحدث الأدبي أي الأدبية» ،التي ليست شيئا مشاعا للمعني ولكنها اشتغال للدال والمدلول في تقرير المعلومة (المعلومات) وتشكيل معناها تشكيلا أدبيا.
    بالالتفات إلى ناقد آخر هو جان كوهن J.Cohen نجده يفتتح كتابه "بنية اللغة الشعرية" بما يلي:« الشعرية علم موضوعه الشعر» ثم يشير إلى أن كلمة "شعرية" عرفت من التوسع ما جعلها أهلا لأن ترتبط بموضوعات خارج-لغوية، وأن تكتسب صفة المعرفة التي تخول لها مكانها ضمن العلوم والمعارف الإنسانية، يقول في هذا الصدد: «لم يتوقف مجال هذه الكلمة عن التوسع حتى أصبحت تحتوي اليوم شكلا خاصا من أشكال المعرفة بل بعدا من أبعاد الوجود» ، وهذا التضييق في موضوع الشعرية يدفع الباحث إلى المقارنة بين اللغة الشعرية واللغة غير الشعرية في الخطاب لأن الشعرية في نظره ليست عامة للخطاب، ولكونها مرتبطة بالشاعرية Poéticité فإنه يمكن سحبها إلى الخارج –لغوي بدون تحديد ومن ثم فكوهن يميز بين الاصطلاحيين ناسبا الشاعرية إلى الصور والحالات التي تلابس اللغة وغيرها، والشعرية إلى الميدان النظري الخاص بدراسة تلك الحالات.
    انطلاقا من المنظور الإبيستمولوجي الذي «تبنته اللسانيات التي اختارت اللسان بدلا من الكلام والنسق بدلا من تحييناته» طرح ميشونيك H.Meschonnic نظرية الكتابة موضوعا للشعرية مميزا هذه الأخيرة عن الأدب لأن الشعرية في نظره ليست إلا ابستمولوجيا للكتابة، وبذلك فهي تكف عن أن تكون دراسة شكلية تقتصر على النص في تمظهراته اللغوية مستخلصة قوانينه وبنياته النظامية لتقدم نفسها فعالية نظرية في النص تأخذ بعين الاعتبار مادته اللغوية وعلاقته الوجودية بالمعيش (le vivre) «فالشعرية تتكون انطلاقا من فكرة النسق عند "سوسير" ونقطة الانطلاق اللسانية لا تمنع من طرح المشاكل الإيديولوجية وإنما يجب أن يكون الانطلاق ابستيمولوجيا، انطلاقا لسانيا [...] »
    بفضل هذا الطرح الشمولي للشعرية « كقراءة- كتابة، كمشروع يشمل العمل -الموضوع والعمل-الذات، وكذا دراسة هذا العمل وشروط هذه الدراسة» ،استطاعت شعرية ميشونيك أن تعطي الجواب على البحوث الشكلية التي سارت فيها الشعرية لدى كثير من البلاغيين (جماعة مو)واللسانيين(جاكسون) والدلائليين (كريماص وكورتيس) وكذلك على الإيديولوجيين المتشبثين بالمدلول والتأويلات المضمونية.
    تأسيسا على ما سبق ورغم الاختلافات التي تميز كل تصور وكل نظرية عن الشعرية، فإن جميع النقاد يجمعون على أن الشعرية " نظرية لم تكتمل" ولا ينتظر أن تكتمل لأن موضوعها: الشعر أو الأدب أو الكتابة، موضوع لا يمكن تخصيصه إلا في إطار حل إشكالية الخطاب على اختلاف أنواعه وأدواته ، لذا فميدان اشتغال الشعرية متغير ومتحول لا يمكن حصره، إلا إذا تم استيفاء حل إشكاليات تكون الخطاب لغويا وفنيا ودلائليا وتاريخيا. وعليه فالشعرية لا تستطيع أن تكون نظرية اكتملت عناصرها من ذاتها وإنما هي نظرية تتغير بالممارسة و تتجدد فيها و بها.

    • هوامش

    Gerard Denis Farcy ; lexique de la critique ; 1er Ed ;1991.P.U.F.Paris P :76 -

    Oswald Ducrot /Tzvetan Todorov Dictionnaire encyclopédique Des sciences du langue Ed Seuil -2
    collection Points Paris 1979 p : 106
    Ibid P107 -3
     Ibid P1074
    5 - جيرار جينيت. مدخل لجامع النص. تر، عبد الرحمان أيوب ط. 2 ،دار توبقال، المغرب، 1986 . م ص80 .
    6- Groupe Mu, Rhétorique de la Poésie, Ed : complexe Bruxelles Groupe Mu Rhétorique 1977p :15

    7- R.Barthes; le retour du poéticien in la Quinzaine littéraire, CT 1972

    8جاكسون قضايا شعرية ترجمة محمد الولي ومبارك حنون دار توبقال للنشر البيضاء ط I 1988 ص 24
    9 توردوف: تطور النظرية الأدبية ضمن عيون المقالات ع 1 سنة 1986 ص 14

    10 تودروف ،الشعرية، ترجمة شكري المبخوت ورجاء بن سلامة دارتوبقال ط 1990ص 12
    11 محمد بنيس ،الشعرية العربية بنياته وإبدالاتها ج1، دار توبقال البيضاء 199 ص 41.
    12 تودروف: الشعرية م س ص 14
    13 Revue poétique N°1- 1970- Paris p2.
    14 Gérard D. Farcy. Op.Cit.p76
    15 جان كوهن، بنية اللغة الشعرية، ت. محمد العمري والولي محمد، دال توبقال للنشر البيضاء، 1986، ص9
    16 Gerard Denis Farcy ; lexique de la critique ; 1er Ed ;1991.P.U.F.Paris P :76
    17- Henri Meschonnic, pour la poétique II, Ed. Gallimard Paris 1972 p22.
    18- Gerard Denis Farcy ; lexique de la critique ; 1er Ed ;1991.P.U.F.Paris P :76

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى