الأحد ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم سلمان ناطور

مسرحية «هبوط اضطراري»

في ثلاثة مهرجانات عربية

حكاية الشقيقين العالقين بين الوطن والمنفى أبكت وأضحكت وأوقدت حبا وتعاطفا مع فلسطين

عاد الى الوطن (فلسطين) طاقم مسرحية «هبوط اضطراري» للأديب سلمان ناطور بعد جولة عروض في المغرب وابو ظبي وليبيا احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية وضمن اسابيع الثقافة الفلسطينية التي نظمت في هذه البلدان العربية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقضيته العادلة. وقد استقبلت المسرحية بحماس كبير وتركت أثرا عميقا على الجمهور الذي ضحك وبكى وتعاطف مع الانسان الفلسطيني ومع فلسطين بعد أن شاهد حكاية الشقيقين محمد وصلاح علوش العالقين في المطارات بين الوطن والمنفى والذي أصبح ماضي كل منهما عبئا عليه ولعنة في نظر محققين يمثلان الاحتلال والديكتاتورية ولا يتركان لهما فرصة للقاء الا في الحلم.

كما استقطبت المسرحية وسائل الاعلام ومحطات التلفزيون المحلية والفضائية ونقلت الاخبار والتعليقات التي تشيد بهذا العمل الفني وقدرته على تصوير تفاصيل معاناة الانسان الفلسطيني وتحدياته اليومية وصموده وتفاؤله الثوري رغم كل النكبات والتحديات.

وقد بدأت هذه الجولة في مدينة تطوان المغربية في مهرجانها السنوي : فضاء تطاون المسرحي، ونشرت العشرات من وكالات الانباء والمواقع العربية والصحف الخبر الذي عممته وكالة معا من مراسلها في المغرب تحت عنوان: مسرحية هبوط اضطراري تحول ليل تطوان الى نهار، وجاء فيه:

"لم تستطع الجماهير المغربية انتظار ساعة عرض المسرحية الفلسطينية هبوط اضطراري فباشرت الحضور الى المسرح في مدينة الثقافة المغربية تطوان قبل ساعتين من العرض بحشود لم يسبق لها مثيل.

وبدأ العرض الفلسطيني لرائعة الاديب الفلسطيني الكبير سلمان ناطور(هبوط اضطراري) وسط جو من الصمت ساد اجواء القاعة من خلال اداء رائع قدمه الفنانان حسام ابو عيشة وعماد مزعرو ومتابعة رائعة من مصمم الاضاءة والصوت رمزي الشيخ قاسم. وقد تفاعلت الجماهير المغربية والوفود العربية المشاركة في المهرجان باحداث المسرحية التي تتحدت عن المعاناة التي يعيشها الفرد الفلسطيني اينما تواجد،حيث تصل الامور الى حرمانه من رؤية شقيقه لاكثر من اربعين عاما اذ لا يلتقيان الا بالحلم فتنتهي المسرحية بمقولة واحدة للشقيقين تقول (هينا بنستنا) في تعبير عن حالة الانتظار التي يعاني منها فلسطينيو الشتات ، واختزالا لمأساة شعب بأكمله دامت معاناته اكثر من ستين عاما. وما ان انتهى العرض حتى ضجت القاعة عن بكرة ابيها بتصفيق وهتاف لفلسطين دام اكثر من عشرين دقيقة حيث صعد الى خشبة المسرح مدير مهرجان تطوان السيد عبد الواحد شطار الذي عبر عن سعادته الكبيرة بهذا العرض المميز وقام بتكريم طاقم العمل بدرع المهرجان الذي تسلمه الفنانان عماد مزعرو وحسام ابو عيشة.

وفي أبو ظبي غصت قاعة مسرح «كاسر الامواج» بحضور متنوع فلسطيني وعربي حضر لمشاهدة المسرحية التي كانت صحف الخليج ووسائل اعلامها روجت لها بأخبار وصفتها بأنها تعكس معاناة الانسان الفلسطيني اليومية بأسلوب ساخر يضحك ويبكي في نفس الوقت، وقد تركت المسرحية أصداء عميقة وواسعة في نفوس المشاهدين ووسائل الاعلام.

واختتمت هذه الجولة العربية في مدينة طرابلس بليبيا، حيث عرضت على خشبة المسرح القومي الليبي (الكشافة) برعاية سفير فلسطين عاطف عودة وحضور وزير الثقافة الليبي محمد العموري ورئيس النقابات الفنية وعدد كبير من السفراء العرب ومن المثقفين الليبيين وجمهور حاشد انسجم تماما مع روح المسرحية وتفاعل مع مشاهدها الساخرة والمحزنة وعاش ساعة مع الفلسطيني العالق بين المنفى والوطن والحالم بحياة أفضل والمناضل من أجل الخلاص من حياته العبثية الراهنة. ووصف وزير الثقافة الليبي العمل بأنه رائع جدا وجريء، كما أعرب السفير الفلسطيني عن سعادته بهذا العمل الفني الراقي وبهذا المستوى المتكامل نصا واخراجا واداء، ونظمت لطاقم المسرحية حفلات استقبال خلال أيام مكوثه في طرابلس كما قام التلفزيون الليبي بتصوير المسرحية كاملة وبثها على شاشته اضافة الى تغطية اعلامية شاملة في وسائل الاعلام المختلفة.

ويذكر أن المسرحية ستعرض في الاسابيع القادمة في محافظات الوطن ثم ستقوم بجولة عروض أخرى عربية وأوروبية تلبية لدعوات تلقاها مسرح حكايا من مهرجانات مختلفة.

في ثلاثة مهرجانات عربية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى