الاثنين ٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم محمد الحريشي

معرفة الناس كنز

مند وصوله إلى الإعدادية سكن احمد بالداخلية في منطقة شبه حضرية تبعد كيلومترات عدة عن الدوار كان لا يعود لبيته إلا مرة في الأسبوع يقضي السبت الأحد ويركب بداية الأسبوع عائدا إلى الفيلاج وقد استولى عليه حزن عميق، كانت هده يومياته تتكرر برتابة مملة.

ذات يوم وبينما هو في المحطة يستعد للعودة إلى المنزل، لمح رجلا يعرفه، رجل من الدوار، لاحظ نظرات الرجل الغريبة فأقترب منه وتكلم معه قليلا واخبره أيضا انه ذاهب إلى الدوار، ركبا سيارة الأجرة الممتلئة برائحة البنزين القدرة، وانظم إليهما رجال ونساء حتى أصبح يصعب عليهم التنفس في كثرة الزحام.

في الطريق حينما طلب السائق من الركاب ثمن الرحلة، تلعثم الرجل واخرج محفظة النقود و بها ورقة مالية عالية القيمة، نظر إلى الفتى وطلب منه أن يؤدي الدراهم عنه حتى يصل إلى الدوار، لبى الفتى رغم دراهمه القليلة الثمينة التي كان يستجديها من أبويه ليقضي بها أسبوع الفيلاج القاسي، عندما وصلوا خرج الرجل من السيارة وتبعه الفتى، تحرك الرجل دون أن يعير اهتماما للفتى أدلى يده في جيب جلبابه واخرج الورقة النقدية اشترى سيجارة أشعلها وتحرك تاركا الفتى يمضغ أشواك الحسرة، عندما فقد الأمل تحرك الفتى إلى بيته الغير بعيد عن محطة الدوار متأسفا على ثروته الضائعة.

في المساء جلس يستمع لحديث الأسرة المسائي، أب وجد وأعمام وكؤوس شاي تكسر رتابة ليلة القرية.

قاطع الفتى لحظة صمت في حديث الكبار، واخبرهم بحكايته مع الجار، بدا مزهوا بأنه فعل خيرا وانه ليس الخاسر ما دام قد عرف حقيقته.

عم الصمت الغرفة وعمت نظرات باردة الجالسين حتى تكلم الجد العجوز:" بكم عرفته بعشرة دراهم، كم من الناس ستعرف في هده الدنيا، وكم سيلزمك لتعرفهم، مالك كله، عزيزي اعرف الناس بلا درهم وإلا ستعيش تدفع رزقك لمعرفة الناس"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى