السبت ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢
بقلم عبد الله المتقي

ملتقى السّرد العربيّ بالجريد في نسخته الأولى

مساهمة منها في دعم السرد الوجيز نظمت جمعيّة مداد للقراءة والكتاب بالجريد التّونسيّ، بشراكة مع المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بمدينة توزر، ملتقاها التأسيسي للسّرد العربيّ بالجريد في نسخته الأولى أيّام 7 و8 و9 جانفي 2022، تحت "أسئلة القصّة القصيرة جدّا وقضايا الواقع."

في يومه الأول ودعما للسياحة الثقافية، كان موعد الضيوف مع رحلة استطلاعية لمعالم وذواكر كل من ودقاش ونفطة توزر. أما صبيحة يوم السبت 7 يناير 2022، وبعد الكلمات الافتتاحية لكل من المبدع محمد بوحوش رئيس الجمعية، ونصر الدّين الشّابّي عن المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بتوزر، ثم الأديب ابراهيم درغوثي باسم المشاركين في الملتقى، كان الموعد مع ثلاث مداخلات. الأولى للدّكتور فتحي بن معمّر موسومة ب: تسريد القصّة القصيرة جدّا بين الإيجاز والمباغتة من خلال آيس كريم.. رجاء، لعبد اللّه المتّقي من المغرب وضحك أسود، لمحمّد بوحوش، من تونس. لامس من خلالها عنصري الإيجاز والمباغتة من خلال نماذج قصصيّة تطبيقية، في حين ساهم الرّوائيّ والقاصّ إبراهيم درغوثي بمقاربة وسمها ب: القصّة القصيرة جدّا في الإبداع العربيّ الحديث الواقع والآفاق، تناول فيها قضايا تجنيس القصّة القصيرة جدّا، مع استعراض بعض الإحصائيّات حول كتّاب هذا الجنس السّرديّ عربيا، مشيرا إلى اهتمام الدرس النقدي بهذا السرد الوامض في السنوات الأخيرة، أما مقاربة الدّكتور عبد المجيد البحري، فاختارلها اسما " بلاغة القصّ الوجيز في الأقصوصة الومضة من خلال ضحك أسود لمحمّد بوحوش"، لامس من خلالها إشكاليّة التّجنيس، وبلاغة القصّ وعلاقته بالتراث وبقية الفنون، إضافة إلى شعرية الميتاسرد،

أمّا الجلسة العلميّة الثّانية التي انطلقت مساء. برئاسة الدّكتور عبد المجيد البحري، فقد دشنها الرّوائيّ والقاصّ عبّاس سليمان بمداخلة عنوانها: القصّة القصيرة جدّا جنسا أدبيّا مستقلّا؟ تناول فيها إشكاليّة المصطلح وعلاقته بفنّ القصّ والسّرد قديما وحديثا من خلال نماذج قصصيّة لإبراهيم درغوثي وحسن سالمي وفاطمة بن محمود وعبد اللّ المتّقي وزكريّا ثامر. الأستاذة والرّوائيّة فتحيّة بن فرج شاركت بمداخلة رشحت لها من العناوين " القصّة القصيرة جدّا بين ضيق المبنى واتّساع المعنى، تونس نموذجا "، وجاءت مقاربة تطبيقية لنصوص كل من إبراهيم درغوثي ومحمّد بوحوش، وفاطمة بن محمود ويونس سلطاني وغيرهم. ثم أسدل ستار الجلسة بمداخلة للدّكتور مصطفى بوقطف عنونها ب : " نزوع السّرد إلى التّلويح في مئة قصّة قصيرة جدّا لمحمّد بوحوش"، مبرزا انفتاح القصّ الوجيز على التّشكيل والشعر والسرد المرئي من خلال نماذج تطبيقية دالّة.

ثمّ تخصيص أمسية قصصية وشهادات إبداعية عن قرب و عن بعد من خلال تقنية الشاشة، أثثتها مجموعة من المبدعين من تونس والمغرب، وفلسطين، وليبيا، والأردن،والسعودية وسلطنة عمان، والكويت
.ولا تفوتنا الإشارة إلى تكريم الملتقى للقاص والرائد عمر عزّ الدّين، وكذا تنظيم معرض للكاتب لدار الكتاب والذي أشرف عليه الناشر الحبيب الزغبي.

وختاما أسدل الستار بتثمين هذا العرس السردي الذي يعتبر مكسبا للجريد ولتونس حتى، وتكريما للسارد البشير خريف، وإضافة نوعية تؤثث المشهد الثقافي بتوزر إلى جانب ملتقاها الدولي للشعر، وفي انتظار النسخة السردية الثانية، وذاكرة لهذا الملتقى في كتاب، كل عام والجريد بألف خير شعري وسردي، مع شكر أثقل من جبل للمنظمين وكل الشركاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى