الخميس ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

مِنْ قلبِ الوَجَع... «ريان» يهمس....

شميسة غربي

لا... لا تبكِ أمّي...
نامي... أمّي....
ريانُ عند الرّحمان...
قِرّي عيْنا أمّي....
"ريانُ" طائرٌ في الجِنان
لا... لا تبكِ أمّي....
لا... لا تحزني أمّي....
"ريانُ" عند المساء؛
عريسٌ فوق غصْن البان...
تطوف به ملائكة الرّحمان...
"ريانُ"؛ لم يرْحلْ أمّي...
ألْعابُهُ؛
ثيابهُ؛
أشياؤه؛
أحْلامُهُ؛
تُبلِّلُ؛ شوْقَكِ أمّي....
ناوليني يدَكِ أمّي....
أنا "ريانُ"؛ أمّي....
سيَحْكي التّاريخُ عنّي...
ستئنُّ الضُّلوعُ لذِكْري...
أنا؛ "ريّانُ " أمّي....
أسرحُ بين المُروج الخُضْر...
أقطف عقيق النّور....
أهمسُ للشتاء... للرّبيع...
للطيْر.... للزّهْر.....
صَبِّرُوا قلبَ أمّي....
أطفئوا حُرْقة أمّي....
أخْبِروها أنّي؛
تحت التراب؛
فوق التراب؛
أشعر بحنان أمّي....
ظِلُّها... في كفني....
صوتُها... في أذني...
خوفها... في ضلوعي....
يدها... فوق رأسي....
وهي تُوَدِّعُني....
لا تحزني أمّي....
أغْنِياتُكِ؛ وأنا في حِجْرِكِ أمّي؛
صداها، يسْكنُ قلبي....
نظراتُكِ؛ وأنا بيْن ذِراعيْكِ أمّي؛
تسْقي الرُّوحَ حُبّاً...أمّي....
لا... لا تحْزَني أمّي....
غِيَابي.... قبْل غِيابِكِ؛
حكمةٌ؛ مِنْ ربّي.... أمّي....
ألمْ يقولوا....:
هو القدرُ الجاري على الكره والرّضى ** فصبْراً وتسليماً لِما قدّر اللهُ
تذكّري، تذكّري أمّي....
أنّنا... سنلتقي في دار الخُلد....أمّي....
فلا... لا تحزني أمّي....
حتّى ولوْ في غيْرِ هذا السِّياقِ، أمِّي....
ألمْ يقولوا....:
ولو عرف الناسُ التّلاقي وحُسْنَهُ ** لَحُبِّبَ من أجلِ التّلاقي؛ التّفرُّقُ !
وداعا.... وداعا..... أمّي....

شميسة غربي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى