الثلاثاء ١٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم عبد السلام مصباح

ناجي نعمان يرفضُ ميداليَّةَ الحرِّيَّة العالميَّة

اعتذر الشاعر ناجي نعمان، صاحب دار نعمان للثقافة، عن قبول "ميداليَّة الحرِّيَّة العالميَّة" لعام 2006، والتي منحَه إيَّاها المعهدُ البيوغرافيُّ الأمريكيّ في كارولينا الشَّماليَّة.

وإذ شكرَ الشاعر نعمان المعهدَ على التَّقدير الذي أولاه إيَّاه، فقد علَّلَ اعتذارَه عن قبول الميداليَّة بما يجري حاليّاً في وطنه لبنانَ، وفي فلسطينَ والعراق، قائلاً:

إنَّ الميداليَّةَ تُقرنُ في نظره بمبدأَ الحرِّيَّة الغالي جدّاً على قلبه،لا بالسَّيطرة الأمريكيَّة على العالم. لأن تلك السَّيطرةُ تُغَلَّفُ باسم الحرِّيَّة نفسِها، وتَعتمدُ مبادئَ تلك الأخيرة بمعاييرَ وطُرُقٍ مختلِفةٍ ومُلتَوِيَة، وذلك تبعاً لتفريقٍ صارخٍ بين الدُّول والمَجموعات البشريَّة.

ونبَّه ناجي نعمان، من جهةٍ أخرى، إلى كثرة الألقاب التي توزَّع في هذه الأيَّام وتهدفُ إلى الكسب المادِّي العائِد إلى المؤسَّسات التي تُطلقُها لا أكثر، مُشيراً إلى أنْ لا قيمةَ لهذه الألقاب إلاَّ في أذهان مَن يقعون في شِباكها من السُّذَّج، أو مَن يستغلُّونها إعلاميّاً من النَّرجسيِّين.

وكان المعهدُ البيوغرافيُّ الأمريكيُّ قرَّرَ منحَ نعمانَ ميداليَّةَ الحرِّيَّة العالميَّة تكريماً لعطاءاته في المجالَين، الثَّقافيّ والأدبي. ففي المجال الأوَّل، أنشأ نعمان، ومن ماله الخاصّ، سلسلةً من الكتب الأدبيَّة المجَّانيَّة (سلسلة "الثقافة بالمجَّان، 1991) بلغَ عددُ كتبها العشرات، كما أطلقَ جوائزَ أدبيَّةً (جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة، 2002) توَّجت إلى اليوم 155 أديباً وأديبةً من أصقاع العالم المختلِفة. وفي المجال الثاني، صدرت لنعمان أعمالٌ أدبيَّةٌ عديدةٌ جاءَ آخرُها بعنوان "المُسالِم" (2005)، ممَّا يؤكِّدُ على مسعى هذا الأديب الإنسانيّ المُرتَكِز على مبدأَي الحرِّيَّة والسَّلام من ضمن وَحدة الإنسان العالميَّة. هذا، علماً بأنَّ ناجي نعمان مرشَّحٌ دائمٌ لجائزة كاتالونيا العالميَّة (منذ عام 2003)، وقد حازَ الجائزةَ العالميَّةَ الكبرى للشِّعر (رومانيا، 2002).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى