الاثنين ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

نبض

تتزاحمُ الألوانُ
الباهتةُ والفاقعةُ
فوقَ ركنٍ الوجعِ
في معركةِ الألوانِ
نبضٌ متواصلٌ
فتلاطمُ الأحمرِ يقتاتُ
الضجرَ..
الأبيضُ يسكنُ وجهِي
ويرتقُ جبينَ النَّورسِ
ما أقسَى البنيّ في
حيرتهِ حينَ يصبحُ وحيدًا
ولا يتصالحُ معَ نفسهِ.
بينمَا عمقُ الأزرقِ يحوِّلُ
الكائناتِ إلى فضاءٍ
متخثّرٍ!
يبقَى الليلكيُّ متربعًا علَى عرشِ
العنفوانِ.
في تجرّدِ الأسودِ وعدمِ مبالاتِهِ
وانشغالِهِ عمَّا يُحيطُ بِهِ.
لِمَ لا نتحاورُ معَ الزمرّديِّ
و نصرخُ في وجهِ الأصفرِ؟
حيرةُ الألوانِ ترسمُنَا
من داخلِنَا حتّى نعثرُ علَى
النهاياتِ
لتفكّك رموزنَا المعقّدَة
وتحوِّلنَا من دهشةٍ
إلى إبهارٍ.

2 ــ ملامحُ رثَّةٌ

هكذَا تبدُو الأشياءُ باهتةً
تمطر ُ أرواحًا
مطليَّةً بالخوفِ
رائحةُ الصمتِ
تعترِي الشوارعَ
المجهولُ يلتهمُ
الطرقاتِ
حاراتٌ ملوّنةٌ
برائحةِ العشبِ
والطينِ
فوانيسُ مُعتمةٌ
سكانٌ غرباءُ
غيومٌ هاربةٌ
نفوسٌ صدئةٌ
تلتحفُ الوجعَ
عزلةٌ بالغةٌ
القمرُ يبهتُ
ويتلاشَى
مدينةٌ تؤرجحُهَا الريحُ
يعانقُهَا الغيمُ
خشخشةُ شجرِ
الحورِ
وهمُ الطريقِ
وقفَ كهرمٍ يتابعُ
الاحتضارَ
مطرٌ متخاذلٌ
غيمٌ وغبارٌ
يوقظُ
وسنَ النجومِ
أنينُ المدينةِ
مرَّ عابرًا علَى الألمِ
الطرقُ موصدةٌ
التعبُ افترشَ زاويةً
وتثاءَب.

3 ـ رحلةٌ خارجَ الزَّمنِ*

حقيبةٌ تتكئُ علَى وسادةِ الصمتِ
هكذَا انسكبَ الخوفُ دفعةً واحدةً
تدافعُ عقاربِ الساعةِ
الدقائقِ الدَبقةِ
الصمتُ يقتاتُ المكانَ..
يمتلئُ بالفراغِ
ذاتٌ ترصدُ اللّحظاتِ
لرحلةٍ ألغيتْ قبلَ موعدِهَا
خلتُ أنّي أصارعُ انعتاقِي
حمّى سكنتْ مساحةَ
الجسدِ
أستيقظُ علَى صدَى الرّيحِ
تعبثُ في أروقةِ نفسِي
تحملُني فوقَ صهوتِهَا
وأمسي خافت الإيقاعِ
ظلا يتأرجحُ
أطوفُ بينَ مدنٍ
ومطاراتٍ جديدةٍ
لمْ أعدْ أرَى سوَى
تعاريجِ الظلامِ
مطرٌ وصقيعٌ
تفاجئنِي المدينةُ
بوجوهِ أصحابِهَا.. الملوّنةِ
في زحامِ الأقنعةِ
بشوارعِهَا الضيّقةِ
أعبرُ بقدمَينِ أنهكهمَا التجوالُ
وسطَ أمطارٍ قانيةٍ
وأغدُو وحيدةً وسطَ صفحةٍ
لرحلةٍ نُقشتْ في ذاكرةِ الزّمنِ .

*رحلتِي العصيبة إلى إثيوبيا عام 2004 محوتُهَا، من حقائبِ الذاكرةِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى