الخميس ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم لطيفة اغبارية

نبض النرجس

عشقي للأقلام تفتّح منذ ولادتي كورقة في مهب ريح خريفية..أحيانا أكره الأقلام عندما يجف المداد، ودائما أترّقب بلهفة انتهاء مخاض هذه الأقلام حتّى خروج حبر جديد بألوانه المختلفة كائنا متكاملا على الورق لعل الربيع يأتي. وأكثر مرة عشقت ورق البردي عندما قام فلكي على ضفاف النيل بحساب لتاريخ ولادتي كورقة في مهب الريح، وحصلت على ورقة مع اسمي الفرعوني فيها صفات عززتني لدرجة كبيرة حتى أطّرتها وعلقتها إلى جانب لوحة سريالية لساعات منحنية لسلفادور دالي " النرجسيّ".

في لحظاتي السريالية لا تعجبني قوارير العطر التقليدية ذات الماركات العالمية المصفوفة على الرفوف، فعبقها سرعان ما يتلاشى.. ففي الزقاق إياه....كحل وكحول وعطور دُقت على دكك رخام وتشكيلة خاصة من الطيوب يمزجها العطار لتتلاءم ونرجسيتي، فضوع هذه الطيوب المركزة القوية يرفع منسوب نرجسيتي والتي تفتح قريحتي على ممارسة النبض على الورق، وفي هذا النبض ينعشني، فلا أعرف إثارة النبض إلا بتشكيلة ألوان وعطور عديدة، ففي هذه الأقلام أخط الألوان القزحية وأرسم ملامحي.

ما دام هناك من يغذّي ويشبع نرجسيتك فلا مجال للشفاء من العلة، كما يراها الآخرون وليس أنا. وفي كل مرة تثبت لي حقيقة أنّ "النابضين "يتركون لشجرة نرجسيتي النمو والاستراحة في ظلالها. وهذه المرة يرن الهاتف وعقارب الساعة، صوت جاف وكئيب يريدك أن تدور كعقارب الساعة وعلى مدار الساعة. وصوت آخر مخملي...، الأصوات المتذمرة الشاكية ما إن تصل إليك عبر الأسلاك حتى تكون محروقة بدخان العصبية، والأصوات المخملية تخترق الخيوط الرفيعة بسلاسة تنعش الأسلاك وتدفئ القلب، وتفتح قريحة الأقلام. اعتدت منذ خُلقت كورقة ألاّ أصغي إلا وما يتوافق ومزاجي ونرجسيتي، وما لا يعجبني لا يتعدى مروره من السماعة للأذن، فالسّلام!

عقارب الساعة تصرخ وتصرخ..أحب نبضها، وأستمتع بتعذيبها، حتى تحترق، الساعة تُهزم وتُطرح أرضا.

الله ....تنتابني موجة من الضحك، ونشوة نصر.. لا بد من النهوض الآن...يوم جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى