الخميس ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
المطبوع الثقافي وما يحتاج اليه ...
بقلم صادق مجبل الموسوي

نظرة لواقع مطبوعنا الثقافي

تنوعتْ الاسهامات الثقافية والأدبية في ظل الانفتاح التام وحُرية النشر كما كان للانترنت الدور الاهم في زيادة حركة النشر وسهوله القراءة لما يتمتع به من سرعة وتجاوز لحدود المكان ، وظهرت على الساحة الثقافية العراقية اعداد من المطبوعات والعناوين الجديدة كما أُطلقتْ مئات المواقع الالكترونية الثقافية، واختلفت رؤى هذه المطبوعات كما كانت تتباين رؤية القارئ ورغبته في قراءة المطبوع الثقافي الذي يحبذه،جُل هذه المطبوعات لمْ تقاوم الزمن باستمرارها في الصدور وذلك لانها مصابة بفقرٍ ثقافي وايضاً افتقار لخبرة في الادارة وعدم وجود من يبث روحية الاستمرار ويزرع بذرة الديمومة فيه فلم تتجاوز بعض المطبوعات اعداد قليلة بينما استمرت اخرى بمجرد الصدور وهي لاتضيف ايّ فائدة من خلال اقتنائه لها فهي مجرد سواد على بياض يريد المحرر من خلاله املائه واخراجه الى الشارع كاملاً وإن كان غير مكتمل الفائدة معظم ماينشر في صفحات المواقع الالكترونية بات موجودا في صفحات بعض الصحف والمجلات وللاسف اغلبها نشر دون الاشارة الى المرجع او المصدر في ظاهرة باتت الحاجة حتمية لمعالجتها قبل الانتشار كذلك كان بعض هذه المطبوعات يسارع الى نشر نصوص لشعراء كبار دون أن يضع تحت عنوان يدلل على اقتباسها من ديوان او استضافتها كنص لشاعر كبير حتى ان بعض القراء يعتقد بان أحمد مطر أو مظفر النواب هو من يرسل نصوصه والادهى من ذلك ان مجلة نشرت نصوص لشاعر متوفي الى جانب مشاركات كُتّابها !!

بالاضافة الى هذا فانَّ العديد من المطبوعات وجدت من الكتب والمجلات القديمة مصادر لديمومتها دون ان تجري اي ممارسة وتتعب للتحري والبحث عن أقلامٍ جديدة يمكن لها ان تعطي دفعات حية وايجابية لهذا المطبوع أو ذاك حتى باتت الكتابة تمثل عقدة لمن يريد ان يكتب ويمتلك موهبة الكتابة لغياب الثقافية والصحفية التي تساعد على ظهور الكتاب الشباب ، ناهيك عن حالة اخرى باتت تنهش جسد صورة مطبوعنا الثقافي ويعاني منها وذلك بان اغلبها مثل مساحة مفتوحة للسرقات الأدبية وذلك نتيجة الافتقار الثقافي وانعدام ثقافة المحرر هذا يمثل تجاوز على حقوق الملكية الفكرية وينذر بحالة جديدة في السرقة الادبية اذا لم تتم معالجتها بصورة جيدة ووضع حلول عملية لحد من هذه الظاهرة التي تهد مطبوعنا كما وانها مخالفة اخلاقية بعيدة عن الحياء.

يمكن لكل من يريد ان يبدع في ادارة مطبوعة الثقافي ان يتحرك جيدا ويبعث في عمله روح ابداعية جديدة وان يدع كل الاعتبارات التي تحجم العمل الابداعي واداء عمله بعيدا عن كل شيء ،ويلتفت جيددا الى عوامل التطور وذلك بالاستعانه باي نوذج اخر ولو كان عربيا او عالميا ،المهم انه يعطي دفعة جيدة وصدمة تحطم نمطية العمل الابداعي وتشييد الجد والسعي وراء الكلمة الحقيقية وعدم فتح المجال لطارئين وبالمقابل الاهتمام بكتابات الشباب لذين تحمل نصوصهم قيمة ابداعية وحس فني يمكن له ان يتطور في حال الاهتمام به .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى