الخميس ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم عبد الرزاق الدرباس

نـرجـسـات الـجـنـوب

هنا ذروة الوقت تنفض عنها غبار الدهور..
وشمع التجلي وقطر الندى.
هنا ينزف العمر من ثقب صدر الرضيع الذي صاح:
قد مات رجع الصدى.
هنا ينقش الله قرآنه من جديد بسبع القراءات ِ..
والمبتدا.
تنام على بحرك الماخرات كما يذبل الورد فوق القبور..
يضل الهدى.
يا جنوب المهام العصية والكبرياء الذبيحة..
يا نَوحَ بعض نساء المخيم..
وكل العواصم أرضُ المخيم..
وكل المنابر أضحت جهنم..
وأنت الشفيع إذا دنت الشمس فوق الرؤوس..
وكل فم بالمذلة أُلجِم.على ضفة (الوعد) ينزلق الموت جلمودَ صخرٍ..
حطه الباصقون دما في الطريق..
وما من رفيق..
سوى خفقة القلب تجرح سماعةً للطبيب..
وتبكي عليك..
سوى عرباتٍ عليها هلالٌ جريحٌ ونصف صليبْ.
تحاول هذي الشفاه اللعوبُ بأن تحبس الكلمات العذارى..
ولكنها من ثقوب المسامات تخرج..
ومن قبلة الحجر الأسود المستريح ستخرج..
ومهما سألْتَ وحاولْتَ فك طلاسمها..
لن تجيب.
هنا نغرس الكرْم والمجد وقت الشروق..
وعند المغيب يكون الزبيب.
فيا ذابح الوقت في مجريات الخدود تصبّر..
ويا (عبلة) العشق موتي..
فما عاد في الحي من يقتل الوقت كي يتسلى..
بسيرة (عنت)
لقد راهن الجبناء عليه..
ولكن شيبوب دبّج فصل الخطاب..
عن الحرب والسلم والعدل والظلم في مهرجان الشعوب..
ورش على مجلس الأمن غاز العمى..
فقام وقال.. وصال وجال..
وبعد اقتلاع البكارة غصبا..
تمتع بالدم فوق بياض الثياب ونام.
هنا يا جنوب الكواكب تهذي..
تغيّر في اليوم كلّ مداراتها كي تعود..
تعيش القواميس موت اللغات ِ..
وتحترق المومسات..
ويصبح تل الركام ضريحا لعلو المقام..
فيا مالكَ النفطِ.. يا سيد الحل والربطِ..
يا صاحب القصر والصبح والليل والعصر..
مات الكلام.
حروف الهجاء تبدت بنادق فوق الصدور..
وكل التفاعيل صارت منصاتِ رجمٍ..
فألغى (الخليل بن أحمد) كلّ البحور..
فلا كامل مثل قذف الصواريخ نحو العدو..
ولا وافر مثل إيماننا بالكرامع عند المعابر، تحت الجسور..
(جنوب) طويل له في القلوب الرجال مكان..
ولا من بسيط سوى رجحان الموازين..
نحو الحقيقة والعنفوان..
و(رجز) بغزة فيه الحصار وكفّ تعمد بالدم فوق الطور..
له تضحك الشمس في كل عام..
فيولد في الدهر يوم أغرّ
فتهديه كل نساء الجنوب السلام.
وتسألني يا جنوب القاسة: أين العرب؟؟
سؤال عصيّ عل شفتيّ..
وكيف أجيبك ما عدت أدري..
فردّي عجب، وشعري لهب، وصوتي غضب..
أخاف صهيل المهور وعري الصدور..
أخاف السبب.
ألم يكفهِم ولغهم في دمانا؟؟ وحرق حمانا؟؟
بنيات (غزة) أطفال (قان)؟؟
سنشدو على الدم ترتيل (مريم) وسورة (طه)..
مضى الزمن الأعرج المستباح..
نسينا الجيوش ولون العروش..
وعدنا إلى ثلة من بيوت الشرف..
ولكن تقاوم.
إلى أي دين وأية أم ومذهب..
ولكن يقاوم.
هنا الموت تبصقه الطائرات علينا ولكنْ لنحيا..
وبين الحياة وبين الشهادة ومضة عين و صدق انتماء..
ربما تسمع صوت الرصاص الذي سوف يرديك أو لا..
فماذا إذا غير روحك أَولى؟؟
وموتك تحت البناء الخراب الحصار ليصبح صوت الزغاريد أعلى..
وأحلى.
سنقرأ فاتحة العيد فوق الجنائز تحت الركام..
وعند القبور وخيط السحور..
شينشد أطفالنا:
نرجسات الجنوب حديدة فأس ْ..
تكسّر في الحرب أكبر رأس ْ
وفي السلم تزرع زيتونة الحب قبل الصلاة..
فيأوي إلى ظلها العائدون من شفة الجرح..
من دمعة الملح..
ومن كفن فصّلوه لطفل صغير لم يذق طعم ثدي التواطؤِ..
في شهقة الخلد أو حشرجات النداء..
هنا يا جنوب العزيمة تولد..
ويهزأ بالقصر هذا الركام.
هنا يا جنوب.. النبوّة صارت مجازا..
فعذرا إذا قلت يوما:
عليك السلام.
أجل ياجنوبا بلبنان يوما ويوما بغزة...
إليك الصلاة.. عليك السلام.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى