الاثنين ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢

نفحة نبوية

إبراهيم بديوي

زارَ الزمانَ سراجٌ ناصعُ الشِّيَمِ
بالوحيِ مُدَّثِّرٌ مُسْتنهِضُ الهِمَمِ
حاكت لها الأرضُ ثوبًا من زخارفِها
وجهُ السماءِ ضحوكٌ باسمُ النُّجُمِ
الشرقُ والغربُ شرقٌ من منائِرِهِ
دُرَّاتُها نُحِتَتْ من أحسنِ الكلمِ
جبريلُ أقرأَهُ وحيًا يُرتِّلُهُ
اقرأْ بربِّكَ آياتٍ من الحِكَمِ
واصدع بأمرِ الذي أغشَى بصائرَهُمْ
لا يُدركُ الحقَّ أعمى عاش في صممِ
قالوا بضربةِ أسيافٍ وعتْمَتِها
يغدو ودعوتُهُ شيئًا من العدمِ
ياسينُ تُتْلَى وربُِّ النَّاسِ مُقتَدِرٌ
النورُ يخطو لهُ سورٌ من العِصَمِ
في الغارِ أحمدُ والصِّدِّيقُ جاورَهُ
وجندُ ربِّك أستارٌ بلا خِيَمِ
صوبَ المدينةِ يا قصواءُ فانطلقي
مأوَى الحبيبِ وخيرِ الدارِ والحرمِ
أوسٌ وخزرجُها فازوا بنُصرتِهِ
السابقون بكلِّ الفضلِ والكرمِ
على صحائِفِهم قد سطَّروا عبرًا
بالمالِ جادوا بلا بُخلٍ ولا سأمِ
ماظنُّ مكَّةَ يومَ الفتحِ إذ خَضَعَتْ
ذاك النبيُّ أتَى في جيشِهِ العَرِمِ
نصرٌ وفتحٌ بلا قتلٍ ومفسدةٍ
جادتْ شمائُلُهُ عفوًا بلا نِقَمِ
والمالَ والنفسَ والأعراضَ أمَّنها
حقَّ الحقوقَ بلا نقصٍ ولا غَشَمِ
قم يا بلالُ فأذَّن بالأمانِ لهمْ
ضاع الأمانُ هنا في أزمَةِ الذِّمَمِ
ذاك النَّبِيُّ بميثاقِ السلامِ أتَى
كلُّ الَّذي دونَهُ زيفٌ من النُّظُمِ
كلُّ الزعاماتِ صفرٌ دُون صفحَتِهِ
كلُّ الشعاراتِ وهمٌ زاعقُ النَغَمِ
ذاكُم رسولُ الهدَى في كلِّ نازلةٍ
غيثٌ يفيضُ فيمحو غُبرةَ الغُممِ
يا سيِّدَ المتقين الحامدين ومن
غيرُ الأمينِ لها في كلِّ مُقتَحَمِ
ما سلَّ سيفًا وما أَغراهُ من غضبٍ
إلاَّ على كلِ معبودٍ من الصَّنَمِ
حديثُهُ أصدقُ الأقوالِ سابغُها
فهمٌ وعلمٌ بلا لَوْحٍ ولا قلمِ
صان المكارمَ والأخلاقَ تمَّمَها
باللينِ صارت لهُ الساداتُ كالخدمِ
وانزاحَ من نورِه غيمُ الجهالةِ عن
أرجائِنا وتلاشَتْ حِقبةُ الظُّلَمِ
يا ليت لو نستقِي من هديِهِ سننًا
الخيرُ فيها من الآدابِ والقِيَمِ
فِعالُهُ أَلِفَتْ إيلافَ مرحمةٍ
في كلِ ذي كبدٍ قد كان ذا رحمِ
جذعُِ النخيلِ بكَى يشكو على جَزَعٍ
رُحماك يا سيدي قد كنت مُلتَزِمِي
أمسيتُ دونكَ في همٍّ يؤرِّقُني
والدَّمعُ منِّي جرَى سيلاً من الندمِ
شُدَّتْ رحالٌ على الأشواقِ بُغيتُها
روضُ الحبيبِ وقُربٌ غيرُ منفصمِ
أنعم بروضِ رسولِ اللهِ مُعتَكفًا
يا خيرَ خيرٍ أتى يا أعظمَ النِّعمِ
الحوضُ موعدُنا إذ نلتقي زمرًا
وكوثرٌ فاض يهمي غير مُنفطِمِ

إبراهيم بديوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى