الأحد ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم جميل السلحوت

نقوش ذاكرة شريف سمحان في ندوة اليوم السابع

ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس مجموعة نصوص للكاتب شريف سمحان، تحنل عنوان "نقوش من الذاكرة" الصادرة في ايلول 2010عن دار "الحسن للنشر والتوزيع" في رام الله، والمجموعة التي صمم غلافها علاء البابا تقع في 106 صفحات من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش جميل السلحوت فقال:

في هذه النصوص يدخل الزميل شريف سمحان مرحلة جديدة من التجريب، فهو يعود لذاكرته يستحلب منها قضية معينة، يتفاعل معها فتؤرقه ولا يلبث أن يصوغها على الورق غيرآبهٍ تحت أيّ صنف أدبي تندرج، فكانت نصوصه خليطا عجيبا من الأقصوصة والقصة القصيرة والخاطرة والمقالة، وحتى خَلْطِ الحكي بالقص كما في نص"المختار" ففي هذا النص عاد الى الذاكرة الشعبية ، وما تبدعه هذه الذاكرة عن دور المخاتير وألاعيبهم في وقت مضى كان فيه للمختار هيبة وسطوة، وكانوا يستغلون علاقاتهم بالمسؤولين لتحقيق مصالحهم ونزواتهم، وهم يتدثرون بعباءة الحرص على مصالح أتباعهم.

غير أن شريف سمحان ليس أنانيا ولا فرديا في العودة الى ذاكرته، بل انه يتلمس ذاكرة وهموم شعبه، كونها الذاكرة الخصبة والصادقة، والتي لا تخطئ بوصلتها رصد الحقائق وفضحها ولو بأضعف الايمان، من هنا جاءت أقاصيصه صرخة شعبية مدوية في نقد المسؤولين من خلال أعمالهم ومسلكياتهم وطريقة تعاملهم مع شعوبهم، وهو بهذا لا يخصص مسؤولا بعينه، ولا نظاما معينا، انه ينتقد النظام العربي برمته، لأنه يرى الأنظمة في واد وهموم شعوبها وأوطانها في واد آخر....وهو بهذا لا يبتعد عن الهمّ الوطني خصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يعانيه شعبها من عدم استقرار يصل درجة الضياع، فجاءت أقصوصة"غربة واغتراب" لتبين أن أقسى أنواع الغربة هو الاغتراب في الوطن، وجاءت أقصوصة"بحر غزة" لتفضح عار الانقسام والاقتتال على الساحة الفلسطينية، والتي تمثلت في انقلاب حماس في قطاع غزة في حزيران 2006...وما أعقبه من اعتقالات في القطاع والضفة صاحبها خروقات فاضحة لحقوق الانسان.

وشريف سمحان الذي يؤرقه همّ الوطن ومعاناة الشعب، لم تقتصر نصوصه على السياسة فقط، بل تعدتها ايضا الى قضايا اجتماعية يسكت عليها كثيرون لاعتبارهم إياها غير ذات أولوية، مع أنه يسقط جراءها ضحايا، فجاءت قصته خنوع لتتحدث عن الخيانة الزوجية، وعن أحد أهم أسبابها وهو عِنَّةُ بعض الأزواج.
لكن شريف سمحان لا يتخلى أيضا عن علاقة الرجل بالمرأة في نصوصة، فجاء بوحه عذبا عن العشق والوجد والغرام، وهذه قضايا انسانية فطرية في بني البشر.
سنترك النصوص تتحدث عن نفسها للقارئ، فهو الحكم الأول والأخير عليها...ولنترك للقارئ أيضا أن يحكم على محاولات شريف سمحان التجريبية في حبك النصوص الأدبية.

وقال موسى ابو دويح:

قدم لهذه النصوص الأستاذ الشيخ جميل السلحوت، وجاء التقديم معبرا وموضحا لقصد الكاتب من نقوشه، بل، قد يكون الشيخ أتى بما لم يخطر على بال الكاتب.
ونصوص شريف سمحان كما يقول عنها الشيخ "خليط عجيب من الأقصوصة والقصة القصيرة والخاطرة، وحتى خلط الحكي بالقص". ولأن التقديم نال إعجاب الكاتب أثبته كاملا على غلاف الكتاب الأخير. ولا ينقص تقديم الشيخ إلا الإشارة إلى الأخطاء اللغوية الكثيرة التي جاءت في الكتاب.

بدأ الكاتب كتابه بنصوص بلغت بضعة عشر نصا قصيرا، تستطيع أن تسميها: "دبابيس" أو "وخزات"، لا يزيد معظمها عن أربعة أسطر. وجاء في الكتاب ثماني هلوسات، وهي هلوسات حقيقية، وليتها لم تكن. وجاء في الكتاب قصتان إحداهما بعنوان "دهشة" والأخرى "خنوع"، جنح فيهما خيال الكاتب إلى حدود لم تصل إليها مجتمعاتنا.
أما أكثر نصوص الكتاب طولا فهي قصة المختار، حيث بلغت عشرين صفحة، أي أكثر من ربع الكتاب، ولقد أوفاها الشيخ جميل السلحوت في تقديمه حقها.
أما الأخطاء في الكتاب فحدث عنها ولا حرج، حيث جاءت كثيرة ملفتة لنظر القارئ المبتدئ. منها على سبيل المثال:

في صفحة 20: (صارت سيفا مسلطا) والصحيح سيف مصلت، بالصاد والتاء لا بالسين والطاء، أي مسلول من غمده. قال الشاعر من البحر الطويل:

ومن ذا الذي يأتي بعذر وحجة وسيف المنايا بين عينيه مصلت

وفيها أيضا: (عليهة القوم) والصحيح علية القوم.

وفي صفحة 24: (أجابها بحدية) والصحيح أجابها بحدة.

وفي صفحة 26: (وعندما تخرج في جامعته) والصحيح من جامعته، فالدخول في والخروج من.

وفي صفحة 31: (وإذ به عاريا) والصحيح وإذا هو عار من ثيابه.

وفي صفحة 34: (المصابيح أضائت) والصحيح أضاءت بهمزة منفردة لا على نبرة.

وفي صفحة 35: (باحا بحبهما لبعضهما البعض) والصحيح لبعضهما بعضا لأنهما مثنى وليسا جمعا.

وفي صفحة 38: (تحلق بي فضاء بعيد) والصحيح تحلق بي في فضاء بعيد.

وفي صفحة 39: (وأنا أبحث عنه دون فائدة) والأحسن دونما فائدة.

وفي صفحة 49: (أشعر أنني أسيرا) والصحيح أسير لأن خبر إن مرفوع.

وفيها (وجيدك الطويل) وما علم الكاتب أن طول الجيد عند العرب دليل على الغباء، حيث قال عليه السلام للرجل الذي وضع االخيط الأبيض والخيط الأسود تحت رأسه ليتبينهما: (إنك رجل عريض الوساد)، وزيادة عرض الوسادة لا يكون إلا لطول الرقبة أو العنق، وهو عند العرب دليل على الغباء.

وفي صفحة 50: (قد تكوني) والصحيح تكونين لأنه فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، ولم يسبق بناصب ولا جازم.

وفي صفحة 53: (يتلاعبن بعواطف الغير) والصحيح بعواطف غيرهن، لأن غير لا تعرف بأل.

وفي صفحة 54: (وأكحل عيناي) والصحيح عينيّ لأنها مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.

وفي صفحة 62: (تقوم بتحريك رأسها يمنة ويسرى) والصحيح يمنة ويسرة.

وفي صفحة 73: (سنلتقي لا محال) والصحيح لا محالة.

وفي صفحة 75: (لشد الرباط على الرجل بكسر الراء والجيم) والصحيح بكسر الراء وسكون الجيم.

وفي صفحة 84: (لقد فاجأتني بما تقولين) والصحيح لقد فاجأتينني بما تقولين بثبوت النون لا بحذفها.

وفيها (لعلك قدتني إلى متاهة) والصحيح قدتينني أي بثبوت النون لا بحذفها.

وفي صفحة 102: (اذهب وائتيني بفهد) والصحيح اذهب وائتني بفهد بحذف الياء لأنه فعل أمر مبني على حذف الياء.

وفي صفحة 104: (لن يكونا راضين) والصحيح لن يكونا راضيين بيائين اثنتين لا بياء واحدة.

وغير هذا كثير....

وبعدها جرى نقاش شارك فيه خليل سموم وابراهيم جوهر الذي أشاد بالقصص القصيرة جدا التي وردت في الكتاب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى