الخميس ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم طارق موقدي

هذا الصباح

صباحكم شذى رياح الجليل ومسك ازهار جنين

تأملت الشفق هذا الصباح فرأيت أطيافكم جائلة

كان الزقاق اليوم بالتلال أعلى والسهول أوسع وأغزر ورأيت الربيع أجمل كذلك أطول...كأني رايتكم تزرعون لحظات سعادة نضحكها معا وحقول آمال نحصدها على يبادر عشق لملاك اسمه "الوطن".

ألان هذا الصباح... وجدت ألكاس مفعمة بالعشق مترعة بالأمل.. ثملى بالحرف الأعظم والاسم الأعلى فجل من خلق فسوى (هو.. الله) أسمى الأسماء الحسنى.

أقول هذا الصباح العليل كانت سيمفونية نيكوس محفزة للجوري بقلبي.. وكأن العازف على الوتر يجيد مجسمات التنهيد.. اسمعها فيعتري الخلايا رعشة بي وبها.. مني وفيها.. تلكم هي روحي، أسائلها إن كانت سترتفع مع صخب العازفين وارتدادات جسد الغجرية الراقصة وخلخالها الزمردي...؟؟

قلت هذه سيدة تجيد الطيران

تلك إجابة انهمرت في لحظة صمت بمسافة لا تتجاوز البعد المعتاد بين وترين..واعتلت السلم الموسيقى لقلبي...شرقية المتوسط والمقامات، كان التحولات مي سي ربع السول بيمول بيمول تكاد تقول (يا هويدا لك).

نعم هذا الصباح، كان الإيقاع يحتل نخاعي الشوكي المشبع بالنشوة فتراني أعبُّ منها رشفة رشفة.. مع قهوتي ولفافتي والقصيدة، ثلاثية لا تفارق شهوتي، فلا هي كفايتي ولا تعني المطلق المحسوس في نهايتي.

تماما هذا الصباح، قلت: نوتة واحدة ثم أنصرف.

فتراني وإذ بي أتقدم لأتابع اللحن حتى آخره، وهي كذلك جاءت على غير عادتها هذا الصباح، تقدم باقة أعذارها لنشوتي.. فما كان لي من خيار، غير التودد أمامها وكذلك الاعتذار...إذ لا بد أن ارتب لرقصة تليق بالمقام

هل قلت هذا الصباح؟؟

نعم هذا الصباح... هكذا تخالني الآن..لعلي أعيد إليك الزمان.. فتعود كذاك برقصة تذكرها أنت، وربما تحملها أنت وإيقاعك الرخيم الشجي الطويل العليل الجميل.. كالخيل تشدو الصهيل.. كالشمس تولد عاشقة للأصيل الأصيل

أصيل هذا الذي يغلف المكان والزمان.. لا يحمل التأويل

هل قلت لكم هذا الصباح؟ صباح الخير

صباح الخير يا وطن منا وفينا

صباح الياسمين


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى