الأربعاء ١٦ تموز (يوليو) ٢٠٠٣

همسات

بقلم: رلى جمعة


أشتاق إليك أيها البحر... لست أدري لماذا؟ و أبحث بين طيات نفسي علني ألتمس إلى الجواب سبيلا من بين أمواجك المتلاحقة المتخبطة. أحس أني أعرفك منذ أجيال.. ربما قبل ولادتي... فأنت كبير وعميق كعمق هذه الجذور الضائعة وكبر هذا الكون الفسيح.. ربما وجدت فيك ملاذا ووطنا فأنا خلقت في المنفى بلا وطن وبلا هوية وما زلت شريدة أبحث عن وطن بين جنباتك.. كل ما أعرفه عن وطني ساحل ضاعت معالمه وبقايا عبق قادم من بيارات البرتقال... آه أيها البحر أنا غريبة ولا أشعر بالأنس إلا في حضرة جلبتك البهية..

فأنا وأنت توأمان يجمعنا ذلك الخوف والاضطراب الذي ترقص له أمواجك في ليلة مقمرة.. كرقصة الغجرية في ثوبها المرصع بالمعادن.

أعجب لك يا صديقي فكأننا واحد في عالمين مختلفين.. تجمعنا القوة ويجمعنا الحنان... تجمعنا الأنانية وذلك العطاء اللا محدود.. فها هي زوابعك الهائجة تقتلع كل ما أمامها كنفسي الحائرة، وها أنت يا سيدي لا تتوانى عن ابتلاع كل شيء كالنزعات التي تعتريني فأفقد صوابي وتدفعني لامتلاك كل شيء... وفي نفس الوقت فعطاؤك جم و كنوزك وفيرة كتلك الغابات الظليلة التي أحتضنها بين جنباتي..

بالله عليك أيها البحر هل كنت أنا و أنت على موعد! كيف التصقت فيك و شربت موجك حتى الثمالة.. فأنا أنت و أنت أنا... أمشي على شطآنك خائفة متلهفة لا أعرف لدربي نهاية..و لا أجرؤ أبدا أن أخطف زهرة برية من يد طفلة بريئة تسير نحوك بلهفة!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى