السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤
بقلم إباء اسماعيل

هواجسُ على أرصفة الوطن

أرَقٌ،‏

يُلوِّحُ في المدى‏

وَيَحطُّ في روحي القلقْ...‏

الحزنُ يَحرقني،‏

كما العصفورُ‏

ألْهَبَهُ الصّقيعُ‏

فَما احترَقْ!...‏

أرَقٌ يجوبُ مَراكِباً،‏

في جدولٍ‏

يغْفو على جبلِ الورقْ!!...‏

**‏

لنْ تَستكينَ جَوارِحي لِجروحها‏

فَأنا اشتعالٌ،‏

في دماء الأزمنهْ...‏

سَأمدُّ أحلامي الفسيحة

كالشَّجرْ...‏

وأرى سَنا الأحلام بَحْراً‏

في الحَجرْ...‏

فأنا الخصوبهْ،‏

في فضاء الأمْكنهْ!...‏

**‏

ها ليليَ الغافي،‏

يُناجي أنجُمَ الرَّغباتِ‏

في صُبْحِ الوطنْ...‏

شاخَتْ أناشيدُ الشّموعْ‏

وَتَكاثرَتْ لغةُ الشَّجَنْ...‏

لأرى عصوراً مِنْ لهبْ‏

وأرى خَراباً يستبيحُ،‏

دمَ العرَبْ...‏

وأرى نشيديَ ضاعَ‏

في الشجرِ الغريبِ‏

أرى هُدىً ومَناسِكاً

يتسامَرُ الأمْواتُ فيها‏

غارقينَ بمَوتِهمْ...‏

وأرى كأنَّ الأرْضَ،‏

ميلادٌ‏

وَميراثٌ‏

يُحَوِّمُ في النّوَبْ!!...‏

**‏

ألمٌ يُنوِّرُ في المدى روحاً‏

ويُشعَلُ فَوقَ أضرحةِ الفَناء‏

كما الغِناءْ...‏

مَوتٌ على مَوتٍ‏

وَمثلكِ يُقْتَلُ...‏

دمُكِ المُبَعْثَرُ في الدروبِ‏

جَداوِلُ...‏

وَعَلَيْكِ يرْتَجِفُ المساءْ...‏

يَتُها الطفولهْ،‏

يا الَّتي فاحتْ بَراعِمُها‏

بعِطْرِ الحُبِّ‏

في زمن الجَفاءْ...‏

يَتُها الأمومهْ‏

يا الّتي ذرَفَتْ دموعَ حليبها،‏

وَبَكَتْ نجومَ حياتِها،‏

ألَماً‏

وجوعاً‏

وانْطِفاءْ...

جُرْحٌ يَدُقُّ الرّوحَ‏

يَصْعَدُ كالدُّعاء‏

إلى السّماءْ...‏

كَمْ هَدَّنا هذا المَتاهُ‏

كأنّنا مَوتى،‏

نُسافِرُ‏

في مَتاهاتِ الهَباءْ!..‏

**‏

ها إنّني الخنساءُ‏

أطلعُ من ضلوعِ أُمومتي‏

قلْبي يَصيرُ حَمامهْ‏

والروحُ يَحملها الضيّاءْ.‏


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى