الاثنين ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم أحمد محمود سلطان الزبيدي

هي أحزاني و أحزان المدينة

آه لو تدرين ما سر اغترابي
واشتياقي ظل عينيك الجميلة
 
شدوها لحن أحزاني التي
صاغ منها الريح مجنون الجديلة
 
فاشنقي ظلمة الليل التي
علمتني كيف أبكيها القتيلة
 
منذ أيامي التي تغتالني
وخطا ليلي وأيامي طويلة
 
حزن عينيك وكأسي مترع
لا أطيق الكأس فارغة ذليلة
 
أشرب الكاس وأخرى مثلها
علها تغتال أحزان القبيلة
 
شردتني الريح مذ كان الصبا
نورَ عينيك ومجنونُ الجديلة
 
مرّ بي تموز يسألني الرضا
إذ يفيض النهر أشواقاً ظليلة
 
والصحارى كلّها غصنٌ دنا
مِلؤها أنوار صدرك يا جميلة
 
إذ حسبت الليل بدراً باسماً
وحسبت القيد لحظاتٍ قليلة
 
فإذا أحزان صبحك قد طغت
واستبدّ الليل يغتال القتيلة
 
31/2
لم يرَ تموز من عمر الفتى
غير أحزانٍ وأحزاناً طويلة
 
فاملأي من جرحك الدامي لنا
كأسنا الأخرى بأحزان القبيلة
 
علها عشتار تأتينا هنا
لتداوي جرح عين الياسمينة
 
إذ رأت عين اليمامة قد غفت
وإذا بالفجر يسمعها أنينه
 
تاهت الرؤيا على طول المدى
مزقت في الليل أشرعة السفينة
 
لا تلوميني إذا كان البكا
سر آياتي وألحاني الحزينة
 
فأنا كلما الشادي بكا
أحسن الرؤيا لأقتاد السفينة
 
ليس لي من ظلك العالي سوى
نور عينيك وفوح الياسمينة
 
لا تلوميني إذا حـُمّلتها
هي أحزاني وأحزان المدينة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى