الجمعة ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
وأنت معي
وأنت ِ معي:أخـالُ بيوتَ " حارَتِـنـا " تـُغـازلـُني..وتفتحُ ليْ نـوافِـذها حـقـولُ التِـيـن ِ..أعـشِـبُ.. أنحني ثـَمَـرا..وأنَّ حـدائق َ النـعـناع ِتـََـرسِـمُـني لـهـاقـَـمَـرا..وتفـرِشُ لي مَـيـاسِـمَها زهورُ الياسـمين..أخالُُ صـدري مـرقـَصـا ًوأصابعي وَتـَرا..وأمس ِ؟هـواك ِ حَـدَّثنيعن امرأة ٍإذا نـَضـُبَ الـفـراتُتجيئني مـطـرا..وقال " سـويلمُ " الـعَـرّافُ:بـورِكـَت ِ التي أحببتَ..كـَفـّا " داليا " للعشق ِ منديلانْ..عينا " داليا " شـمسـانْ..نهـدا " داليا " طفلان ِ يختصمانْ..ليت لـ " داليا " أرَقيوليْ من " داليا " أحلامهـا الخضراءتملأ واحتي شـَجَـرا!**أعشـَقُ " داليا ".. وأحِـبُّـها حُـبَّـيـن ِ:حبَّ أخ ٍوحبَّ مُـتَيَّم ٍ عبثتْ به الأحزانْأعشـقُ " داليا " نهرا ً خـُرافِـيّـا ًوجَـمْـرا ً باردَ النيرانْ..وكـنـا معشرا ً جـيـرانْلنا سـطحٌوسـورٌ واحدٌ يلتفُّ مثلَ سِـوارها الفِضيِّحول بيوتنا الطينية ِ الجدرانْتخشى " داليا " أن يعرفَ الجيرانُ قصة َ حُـبـِّـنـافـتجيءُ نصفَ الليل ِتحملُ خـبـزَهـا والشايَ والريحانْأعشـقُ " داليا "وأحِـبُّـهـا حُـبَّـيـن ِأذكرُ مرة ً في الصـيف ِناعِـمُ ثوبِـهـا الفضفاض ِ أحْـرَقـَنيفأطـْـفـَأني الذي بيني وبينيفانتصرتُ عليَّ ـصعبٌ أنْ تـُقـاتِـلَ جـذرَها الأغصانْ!وأصْـعـبُ:حينَ يـندحرُ الإلهُ ويربحُ الشيطانْ!فكيف كبَتْ عـشِـيَّـة َ حالت ِ القضبانْما بين الهَـزار ِ ونخلة ِ البستانْ؟أتذكرني التي كانتإذا نـَعـسَ الظلامُونامَ مُـلـتـَحِفـا ً بصوت ِ أذانْتـُرَتـِّبُ شـعـرَها..وأنا ألملمُ ما تـسـاقـَط َمن فـُتات ِ الخبز ِ والريحان ْ؟فأين الآن مركبُ داليا؟نـَضُـبَ الفراتُ..فلا النوارسُ طـَرَّزتْ جـفـنَ الضفاف ِولا الربيعُ يُـضـاحِـكُ البستانْوها أنذا أفـتـِّش ُ في دروب الأمس ِأنـفـخُ في الرماد ِلـعـلّ خيط َ دخـانْسـيوقِـظ ُ جـمْـرَ تـنـّور ِ الـيـقـين ِينـشُّ ذئبَ هـواجـسـي في غابة الأشجانْأتـَذكـرُ" داليا " ما كانْ؟أتـَنـْسـى أنني مَنْ رشَّ بالقبلات ِ دافىءَ جيدِهاوأنا الذي زيَّنتُ روضة َ ثغـرهابشقائق ِالنعمان ْأتنسى أنَّ صدريكان عُـشَّ حَـمـامَتـَيـهـاحين ترتجفانْ؟