الاثنين ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم عبد الستار نور علي

والليلِ إذا يغشاها

قالَتِ الشمسُ:
افتحِ النافذةَ الحبلى بأزهارٍ منَ الغابةِ،
كانتْ تستبيحُ العاشقَ الموغلَ في الدربِ،
لعلَّ الشجرَ الصامتَ في الظلمةِ يخضرُّ
منَ النورِ الذي شعَّ على القلبِ،
افتحِ البابَ، فبدرٌ واقفٌ ينتظرُ اللحظةَ
كي يُشعلَ ما في باحةِ الدارِ قناديلَ
وأقداحاً منَ الشهدِ،
التماعاتٍ منَ اللؤلؤِ
منظوماً معَ العِقدِ الفريدْ.
 
أيُّها السادرُ في غيِّ المواعيدِ،
فما منْ ساعةٍ تقتربُ اليومَ
منَ الوعدِ الشريدْ.
 
قلْتُ: مازلْتُ على العهدِ مُقيماً،
إنَّ سُمّاريْ شهيدُ الحرفِ، والريحُ،
نواقيسُ الأناشيدِ التي
غابَ علي إيقاعها قلبي الغريدْ.
 
قالتِ الشمسُ:
انهضْ الليلةَ منْ غفوةِ هذا الصمتِ،
نادمْني، أنا العاشقةُ المعشوقةُ
التاقَتْ إلى ريحكَ
في زاويةِ البيتِ التليدْ.
 
قلْتُ: معمودٌ بمحرابِ التي
شقّتْ ستارَ الليلِ، ضاءَتْ
في فراشِ القلبِ،
ألقتْ رحلَها،
ثمَّ استدارتْ
نحوَ أسوارِ المغيبْ.
 
أترَيني قادراً أنْ أحملَ الظلمةَ
فوق الصدرِ صخراً مُثقَلَ الأنّاتِ
منْ غيرِ الحبيبْ؟
 
فارفعي الأستارَ عنْ نافذتي،
واقتحمي!
إنّي سجينُ الحزنِ
والأسوارِ والأسرارِ
في ركنٍ منَ الكونِ الرحيبْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى