الاثنين ٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

ما لهذي الذّنوبِ يا نفسُ قد سُدْدَ
بها مِنكِ أبهرٌ ووريدُ
شَغَلَتْ منكِ كلَّ فعلٍ وقولٍ
فاشْتكاها قبلَ القريبِ البعيدُ
واشتكاها لِمَنْ قرا بعد شكواكِ
لهُ منها والبكاءِ القصيدُ
واشْتكى مِنها من قرا وبكى حيْنَ
رأىْ ما يشيبُ منهُ الوليدُ
ما كفاكِ ما شابَ منها فأمسيْتِ
يُرى منكِ كلَّ يومٍ جديدُ
تسألينَ الرّحمنَ غفرانَهُ لَيْ
لًا ويأتيْ غدٌ ومعْهُ المزيدُ
فيكِ شرٌ لا يعرفُ ال "لا" لذنبٍ
مُستجدٍّ يلقاهُ وهْوَ سعيدُ
فيكِ خيرٌ ألزمتِهِ الدّارَ عمرًا
فخَلا عندَ اللهِ منهُ الرّصيدُ
شأنهُ شأنُ كلِّ خيرٍ أغاظ الشرَّ
فعلًا بهمسِ ما لا يُريدُ
ولو الخيرُ آثرَ الصّمتَ فالشرْرُ
لِمَن خارَ صمتَهُ لا يكيدُ
عجَبًا للنّفوسِ إذْ تؤثرُ الشرْرَ
اتّقاءَ الحروبِ وهْوَ الوقودُ
تحتكِ النّارُ لمْ تُحسّي بها بعْدُ
وعنها غدًا يذوبُ الجليدُ
تنظرين المرآة صبحًا فيبدو
الشرُّ والخيرُ من وراهُ بعيدُ
إنْ تعدَّى صفعتِهِ صفعةً من
بعدِها أمضىْ اليومَ وهْوَ فقيدُ
فإذا نلتِ أختَها لُمْتِ منْ أوْجَعْتهِ
زعمًا أنّه لا يفيدُ
فيلامُ من لا تراهُ الشّهودُ
ويُزكّى منْ أنْكَرَتْهُ الوُعودُ
لا يردُّ الّذي افترى مِن شرورٍ
غيرُ خيرٍ بهِ الأمانُ يعُودُ
فمتى الخيرُ فيكِ يغلبُ شرًّا
طبتِ بيتًا لهُ وعنكِ يذودُ
يرفضُ السّلمَ والحلولَ مع الخيرِ
وعمّا بنىْ رُؤىً لا يَحيدُ
أم رضيتِ السّلامَ في ظلّ شرٍّ
ذاكَ سلمٌ قدِ ارْتضاهُ العبيدُ
سلمٌ اليومَ من وراهُ هلاكٌ
يرتضيهِ لكِ اللعينُ المَريدُ
أفلا تنصرينَ من نَصْرُه يومَ
التّناديْ لكِ انتصارٌ أكيدُ!
فإذا عاصَ نصرُك الخيرَ عوْصًا
فصراعٌ معْهُ يذوبُ الحديدُ
كيْ يقرَّ الرّجاءُ بي إنْ رأى في
نفسهِ أنّ ذا لذاكَ نديدُ
كيْ أرانيْ يومًا أقولُ لذنبٍ
دقَّ بابيْ: أليومَ لا.. فهْوَ عيدُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى