الثلاثاء ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠
الفنان التشكيلي الفلسطيني السوري
بقلم علي بدوان

يونس خطاب... والحجة خضرة موعد

الفنان التشكيلي الفلسطيني/السوري، يونس خطاب، من رواد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سوريا، مواليد مدينة حماة السورية في العام 1953، من أسرة فلسطينية هُجّرت من أرض وطنها فلسطين، وتحديداً من بلدة صفورية قضاء الناصرة في الجليل.الفنان الذي جمع بين الدراسة الأكاديمية لمادة اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق، والفنوان بشكلٍ عام. وبالممارسة والعمل.

فقد درس اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة دمشق (كلية الآداب) حيث تخرج منها في العام 1980، ثم عمل مدرساً لمادة الغة الانجليزية في مدارس وكالة الأونروا، وتابع تحصيله العلمي في مجال التربية و الادارة، حتى حصل على شهادة الدكتوراه في التربية في العام 2016.
أثناء عمله مشرفاً تربوياً في مدارس وكالة الأونروا، قاد عملاً نبيلاً، ووطنيا بامتياز، في مبادرةً لأرشفة الوثائق الفلسطينية الموجودة لدى المجتمع المحلي الفلسطيني في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية، ونظم عدة معارض عن التوثيق الفلسطيني بالنتاجات التي تم ارشفتها والتي ضاع ودتم تدمير وحرق جزءٍ كبير منها في محنة اليرموك بعد أن كانت محفوظة في مركز التطوير التربوي للأونروا في مخيم اليرموك. و كذلك أعد كتابا بعنوان (التوثيق الفلسطيني) طبع منه نسخاً محدودة للأونروا.

وفي مسار طموحه العلمي والمعرفي، وفي مدينة حماة، كان قد درس مواد الفنون في مركز سهيل الأحدب للفنون التشكيلية، وتخرج منه في العام 1971، وهناك نشط مع مجموعة فناني مدينة حماة حيث عُكست أجواء نهر العاصي، وألوانه على مخزونه البصري، وعلى عجينته اللونية، وخصوصاً أنه تتلمذ على يد فنان معلم مثل الفنان الكبير نشأت الزعبي. عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، عضو الاتحاد العام للتشكيليين السوريين.
شارك في العديد من المعارض والفعاليات الفنية في الوطن العربي وفي بعض المعارض الخارجية. وقد تتعددت الموضوعات التي تناولها في أعماله مثل البورتريه، والطبيعة الصامتة، تأتي في طليعتها المنظر الخلوي الذي جاء نتيجة تأثره بالطبيعة اللونية المميزة لبيئة منطقة نهر العاصي وبساتينها، مثل لوحاته (باب النهر)، و (شجرة الملونيا)، و لوحات الحارات الدمشقية القديمة، والتي تناولها بلوحاته بعد أن استقر في مخيم اليرموك. وكان للهم الفلسطيني النصيب الأكبر من نتاجه الفني. فالفنان التشكيلي يونس خطاب، اضافة لكونه فناناً وتربوياً هو كذلك ناشط اجتماعي، ومتابع للشأن العام، والدليل على ذلك ماتبعته الحثيثة لأوضاع شعبه في سورية بعد هجرته القسرية.ومن أهم أعماله في هذا الصدد، لوحته الأيقونية التي تناول فيها مأساة مخيم اليرموك.

صمدت (حماته) الحجة خضرة موعد، ذات الأعوام التسعين، وبقيت حتى الآن في مخيم اليرموك، وقد تحمّلت الفترات الصعبة التي مرّت، عندما كانت تساقط الحمم والقذائف لايتوقف عن مربع مخيم اليرموك، بما فيها القذائف عالية العيار.

إذاً، وفي محنة اليرموك، تعرّض شارع حيفا لسقوط القذائف عليه بشكلٍ متتالي، وسقط العديد من أبنائه شهداء أبرار وأبرياء. ومع أن تلك القذائف اللعينة أحدثت أضرارً ببعض منازله وأبنيته، إلاّ أن شارع حيفا كان الأقل دماراً من غيره، من الناحية العمرانية بالرغم من اهوال القذائف. وبقي العديد من سكانه صامدين، ومنهم في شارع حيفا جادة رقم 10، كانت، وما زالت تعيش،"سنديانة صفورية واليرموك" الحاجة خضرة الموعد التي تبلغ من العمر 90 عاماً، والتي أبت أن تغادر بيتها في شارع حيفا، وقالت مقولتها الشهيرة، تركت بيتي مرة في صفورية، ولن اتركه، واكرر ذلك الآن، وسأظل في بيتي مهما حدث (في مقارنة قد تبدو غير صحيحة، لكنها مفهومة وطنياً)..... وحتى الآن لا زالت تعيش هناك في هذا الشارع العريق، وقد خصصت الطابق الارضي في بنايتها، حيث كانت تسكن كنقطة طبية للهلال الاحمر الفلسطيني، لخدمة العائلات المحدودة العدد والتي لا تزال تعيش في المخيم الى الآن، وانتقلت لتعيش في الطابق الثاني من البناية. وترحب الحاجة خضرة الموعد (ام صبحي) بالناس الذين يأتون ببشاشة و رحابة ومحبة. واثناء حصار شارع حيفا، كانت تقتسم ما لديها من قوت مع بعض جيرانها، ولا تبخل على اي قاصد لها.

لقد كان الحج صبحي موعد، ومازال في اليرموك، والذي كنت أسأله دوماً عندما يخرج لبعض الوقت من اليرموك: أين انت يارجل، ليسارع بالجواب قائلاً نحن موجودين، اننا نبحث عنكم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى