السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم عبد الرحيم سليلي

آخر أوْرَاق ذِي الرمّة

ورقة أولى

« إذا أخو لذة الدنيا تبطنها
والسَّقفُ فوقهما بالليل محتجبُ»
طوفان أغنيةٍ عجوز،
شمعدانٌ شاحِبٌ
يتوسطُ الجُدْرانَ
والسقف المعلقُ؛
هَوْدَجٌ لعَرائس الرغباتِ!
عاجزَة ٌ
زرافاتُ المواويل الغريبَة
عنْ لِحَاق النورَس الشادي
بعشق البحر والبيداء
ها
القاماتُ
تحنيها الرياحْ
والسنبُكُ المخلوعُ..
تسحقهُ طواحينُ المعابر
ثمَّ ترميهِ إلى الأعماق؛
ثمرا ناضِجا لجلالة النسيان
تشكيل
والإنشادُ بحرٌ أوْ صباحْ !
برزتْ
تفاصيلُ
الدم
الصُّغرَى
وَ قتلايَ..
الذينَ حشرتهُمْ في جُبتي
مدُّوا لشمس اللهِ أشرعَة ً
وغابوا في المَدَى
حفروا
بصدري
للصدى
مَجْرَى !
وقالوا:
استبنْ .. هيَ ذي
بلا ضوءِ النيازكِ والنجوم
تلألأتْ
فيكَ
الجراحْ
طوفانُ أغنيةٍ عجُوز ،
عندليبٌ يرتدِي قفصا!
ولا يدَ
أوْ جناحْ
تمتدُّ منْ خلل الضبابِ
إلى القنادِيل المُشعَّةِ
فوقَ
مائدةِ العشاءْ
كيْ أبدأ التحليقَ
حولَ شقائقِي الأولى
وَ أردُمَ هوة ً
بيني
وبينَ حرائق الأعماق
بالكلمات.

ورقة ثانية

للوقتِ جَوْرَبُهُ
ولي الرمضاءُ،
للوطن المُغلفِ
بالحنين ِ
هديلهُ في الروح
فاقتسمي دمي
يا أنحاءُ
لمْ تعُدْ ميَّة ُ قمري
وليستْ لي
سماءُ
« بادتْ وغيَّرَ آيَهُنَّ معَ البلى
إلا رَوامِدَ جمرهُنَّ هَبَاءُ »

ورقة ثالثة

حصادُ جنونكِ أيتها الريحُ
قد لا يكونُ أنا
فأنا ضائع في عويلي
كذئبٍ جريح
وهذا
الكلامُ
الهزيلُ
نبَاحُ المجراتِ
تحت لساني
وخيبة ُ أرض
رتقتُ جواربها...
بدبابيس رؤْيا
ربطتُ الغروبَ إليّّ،
وخزتُ المدى
في سريرتهِ
فتداعتْ عليَّ البلادُ
لماذا أسَمي الغيومَ
وصايايَ
والبرقَ بَسْملتِي
وأنا
حطبٌ
أوْ
رمادُ ؟ نشيدي.. دليلُ سِوايَ
إلى غيمةٍ
لمْ يُبَدّدْ فتوتها الهطلُ
والأرضُ.. ثقبي الصغيرُ
على جُبَّة الليل
كمْ خاصَمَتنِي الأغاني
بأبوابِ حِمْصَ القديمَة َ
وافتضَّ كراريسَ روحِي
البعادُ
لِمَيَّة في لجَّةِ البال
سارية ٌ
وخرقاءُ بوصلتي
والقوافي الجيادُ
أأقبض في راحتي
ندمَ الريح
أأقبض صحراءَ
بينَ شتاءٍ وآخرَ
تبصقني فوقَ رمل كثيفٍ ؟
إلهي..
أنا ذو الرّمّة
المستكينُ إلى صهوةٍ من مجاز ...
يقولونَ لي امْض غربا
إلى وطن لا يخاصمهُ الماءُ
لكنني
لا أسافر ُإلا إليكَ
دَمٌ مرفئي
أو مدادُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى