الجمعة ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
أثر العابر
إلى محمود درويش
ها أنت فى رحلةٍ لا يعودُ المسافرُ منهاونحن على آخرِ البحرِ نرجُو حُضورَكنشعلُ أعمدةَ التبغِنشرعُ فى حفلنا الوثنىِّ الفقيرِنحادثُ أشباحَنا عن نهوضِك ثانيةًلتباشرَ وردَ الحديقةِ حتى يجفَّ فترثيهتكتشفَ الحزنَ فى قسماتِ وجوه تمرُّ عليكتورطّ أرواحنا فى شِراكِ البلادِوأجسادَنا فى رصاصِ العدوِّ..تلقننا كلمات نُلاقى بها غضبَ الطاغيةْوشعراً جديداً به نشعلُ الثورةَ الآتيةْتعلمُنا أن نكون محبين غير قنوعينأن نتفادى هزائمنا فى الغرامِبخفةِ صيادأن نَتَشَهى حبيباتِناونريقَ النبيذَ على رقصهنوتدفعنَا للصراخِ بأسمائهن البسيطةِعبر البرارى ..نَذوبَ على بابهن من الحبِنكتبَ فوق حوائطِ دَارتِهنشكاوى وأشعارَ قيستبشرنا بخسائرَ عابرةِومصائرَ مجهولةِوحرائقَ لا تنتهىومناف وأرضوبعض قصائدَ ضاحكةوقصائدَ غاضبةْتبشرنا بالحقيقةِ والتجربةْتعلمنا أن نفكرَ فى الموتِعند الممراتِعند المواخيرِفوق أَسِرتِناالموت من أين يأتيك؟من غضب الربِمن مدفع لا يفكرُمن سفرِ خاطفوسيارة لا يدققُ سائقها فى المشاةِتعلمنا أن نُسلي مساءتنابالحديثِ عن الحربِعما يفكرٌ فيه جنودُ المظلاتِوهم يسقطون على مدنلم يروهاوعن قادة يحلمون بطردِ الهزيمةِ من نومهمعن خطاب يدقُّ به الجرنالُطبولَ المعاركِعن حركاتِ التحررِعن فقراء يريدون ملحَ البلادِ لهمتعلمنا أن نفسرَ معنى الحياةِ هنافى البلادِ التى تحتوينانفسرَ معنى الهُويةِلا شىء غير نهاررأينا به الشمسَ تشرقُفابتهجّ القلبُلا شىءَ غير مساء يحلُّفنسكنً فى سمرِ الأهلِلا شىء غير طفولتنافى المكانِ هناوالأغانى التى دونتها الأصابعُعن وطن لا يموت