الأربعاء ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٢

«أصابع تصلح للقرمشة».. ديوان في الحب من أقصر الطرق إليه..

تحتفل رزيقة بوسواليم في ديوانها «أصابع تصلح للقرمشة» بالأنثى والحب معًا، وتجسد طائفة من المشاعر الأنثوية التي كانت مفصحًا عنها أو مكتومة قبل هذه الديوان، بأسلوب تظهر فيه القصيدة متمردة وساعية إلى إحداث ثورة في المفاهيم..

وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 160 صفحة من القطع المتوسط، ضمت مجموعة كبيرة من القصائد التي تراوحت أساليبها بين ما حوى تجديدا في شكل الخطاب، وما نزع إلى الحفاظ على الشكل المتعارف عليه في قصيدة النثر. وعمدت الشاعرة إلى تقديم كثير منها على شكل مقطوعات قصيرة أسهمت في تكثيف العبارة الصورة والفكرة المقدمة من خلالها.

ورأت الشاعرة والناقدة التونسية نائلة الشقراوي في تقديمها للديوان أنه «كرنفال شعريّ له إيقاع موسيقيّ أوركسترالي؛ أيْ أنّ للكلمات عزفًا مميّزًا للسمفونيات، يتعالى الصّوت هنا ويهدأ هناك في تناغمٍ كبير يُشعرك بالحرفيّة والفنيّة والإتقان في التّوزيع وفي مماهاة المكتوب إذا ما نَطق. بهذه النّصوص أبوابٌ مغلقة، خلفَها عوالم ضاجّة لا تقبل الرّكود، ومن المؤكَّد أن مَن يأبى السّكون سيكون له مفاتيح لتلك الأبواب لتظهر الحقيقة وتتحقّق الرّؤى».

بينما أشار الشاعر والناقد العراقي هاتف بشبوش إلى أن «رزيقة بوسواليم في هذا الدّيوان كتبت النّصَّ المفتوح، هذا يعني أنّ لديها الأخطبوطيّة الشّعرية القادرة على مَدّ أذرعها العديدة كي تُعطينا أدبًا ومعاني هائلة على أكثر مديات المفاهيم، أمّا غايات الحبّ لديها والكتابة عنه شعريًّا فهي تتماشى مع قول جان بول سارتر: الحبّ هو الثّورة الوحيدة التي لا تخون الإنسان».

ومن القصائد التي يظهر فيها أسلوب الشاعر المكثف في بناء العبارة، قصيدة «يسحبني إليه لأنام فيه» التي تقول في بعض مقاطعها:

الحَياةُ أخطاءٌ إملائية
عُرضة لتُمحَى
مثل شمعةٍ تأكلها النَّار والقلق.
آنا أخماتُوفا
ما الذي نتشابك فيه
غيرَ رؤى
ووادٍ في الجحيم يتلألأ جمرًا؟
ذراع الشَّجرة يتكئ كتف الرّيح
وجميعنا أصواتٌ
يُلعثمُ
الزَّمن ألسنتها الخشبيّة.
الفرح

بابٌ يغلق رئتيه المُدَّخنتين عن الغناءِ ويدَّعي البُكاء خِلسة.

ومن القصائد التي تظهر فيها قوة حضور الحب في عالم المرأة، قصيدة «من بين أصابعه ماء فضة أسيل» التي تقول في بعض مقاطعها:

ليعرف أنّي الرُّوح أسُلُّها، من حمأة الطِّينِ
نشرتها
فتبلَّلتْ بالعشق
مدنٌ، أسقفٌ، أجسادٌ، أعناقٌ، شفاهٌ، سَفرة الخمر وعناقيد الدَّوالي.

ليعرفَ كم لي في عشق السَّماوت مطارحٌ، مراجيحٌ تتدلَّى، وسيقانٌ تلهو، ورغباتٌ ناضجة، وبساتينُ تطرح أثوابها
ورقص هوًى
يلتاع ثقوب نايات حزينة.

ومن الجدير ذكره أن رزيقة بوسواليم ولدت في مدينة سطيف الجزائرية، وصدرت لها بالإضافة إلى «أصابع تصلح للقرمشة» مجموعة أخرى هي: «حدائقك تشتعل بفواكهي»، وقد شاركت في العديد من المجموعات والمؤلفات الشّعريّة والنّقديّة محليًّا وعربيًّا، وتُرجمت نصوصها إلى لغات عديدة منها: الأمازيغية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، الكردية، الإنجليزية والألمانية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى