أصعب كتابة ما نكتبه للطفل

تمكنت الطاقات الجزائرية من إيجاد فضاءات واسعة خارج الوطن وحققت نجاحات باهرة، مما جعلها تتبوأ المقدمة . ومن بين هذه الطاقات الكاتبة والإعلامية ندى مهري التي تعمل بمنظمة المرأة العربية بمصر ...وقد باحت للفجر بما في نفسها من همومها كامرأة وكاتبة .

- ما أضاف لك تواجدك بهذه المنظمة التي تعني بهموم المرأة العربية ككاتبة واعلامية وامرأة.
– القاسم المشترك بين صفتي الكاتبة والاعلامية هوأنني امرأة تغذت من ظروف واقعها ونشأتها تعلمت وتدرجت فأنتجت الخبرات والخيارات والخيبات كهوفا متنوعة و بكل ما تحمل هذه الأخيرة من صواعد ونوازل ظهرت الكاتبة من كهوفها القديمة ثم الاعلامية ووجودي بمنظمة المرأة العربية جعلني اتعرف وأقترب وأصبح أكثر التصاقا بواقع المرأة العربية وألامس همومها وتخلفها في مجمل الظروف التي تحيط بها قبل تقدمها البديهي في الظروف التي ينبغي أن تكون فيها أصلا وهنا يبرز الدور الاعلامي والذي يتمثل في التعريف بقضايا المرأة العربية ومختلف الأنشطة التي تقوم بها منظمة المرأة العربية في سبيل الرفع من قدراتها في كل قطر من أقطار الوطن العربي.

- مادور هذه المنظمة في النهوض بالمرأة العربية ؟

– يتمثل دور منظمة المرأة العربية في :

1- تمكين المرأة العربية وتعزيز قدراتها كركيزة أساسية لتقدم المجتمع العربي .

2- توعية المرأة ذاتها والمجتمعات العربية ككل بأهمية أن تكون المرأة شريكا أساسيا على قدم المساواة في عملية تنمية المجتمع العربي.

3- تنسيق مواقف عربية مشتركة في الشأن العام العربي والدولي لدى تناول قضايا المرأة في المحافل الاقليمية والدولية .

4- تنمية الوعي بقضايا المرأة العربية في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والاعلامية .

5- إدماج قضايا المرأة ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة.
تنمية امكانات المرأة وبناء قدراتها كفرد وكمواطنة للمساهمة بدور فعال في مؤسسات المجتمع وفي ميادين العمل كافة وعلى المشاركة في اتخاد القرارات .

6- النهوض بالخدمات الصحية والتعليمية الضرورية للمرأة .

- هل تنشط هذه المنظمة في مصر فقط ؟أم لها فروع في كل الدول العربية؟

– منظمة المرأة العربية منظمة حكومية تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية ولا فروع لها.

- هل تتابعين المشهد الثقافي في الجزائر وخاصة وأنك متواجدة دائما بمصر .

– أتابع المشهد الثقافي كلما سمحت الظروف لأطمئن عليه ،وأتابع فسيفسائيته وغزارة انتاجه منذ تحرره من شرنقة الألم ... أتابع غضبه وبهحته ... أتابع دقات نموه المتسارعة من بداية طفولته ونضارته الى ترهله أحيانا . موجة أدبية زادها الوعي والأسئلة واجابات عالقة وككل سقيم أوشك على الشفاء بدأ المشهد الثقافي يستعيد عافيته رويدا رويدا من مختلف العراقيل التي يواجهها المبدع الجزائري وأتمنى أن يكون الوسط الأدبي الجزائري صحيا وملائما ويتوقف عن كل أنواع الخلافات الهامشية أو الشخصية حتى يتأسس مشهد ثقافي قوي يثبت تفوقه أكثر في العالم العربي لأن الأدب الجزائري تألق بجدارة وحقق مكانة في المشهد الثقافي العربي والعالمي .

- كيف تنظرين الى سنة الجزائر الثقافية هل تجد لها صدى في مصر ؟

– اتابع التلفزيون وأقرأ الجرائد الجزائرية والعربية لأتابع أخبار سنة الجزائر الثقافية، وأتمنى ان تستفيد الجزائر من هذه التجربة لكي تعيد ترميم المشهد الثقافي بآلية جديدة تحقق التواصل الفعلي والحقيقي مع المشهد الثقافي العربي هذا الأخير الذي لايعرف عن مبدعينا وكتابنا ومسرحيينا وفنانينا الا القليل .
– وأنت تكتبين للأطفال .. كيف تقيمين أدب الطفل في الجزائر وفي العالم العربي. هل هناك اهتمام بهذه الشريحة التي تحتاج الى معاملة خاصة وأدب خاص.
أصبحت بعيدة عن الساحة الأدبية الجزائرية فيما يتعلق بأدب الأطفال وبالتالي لا استطيع تقييم الحركة الأدبية في هذا المجال وكل ما أرجوه أن يكون هناك أدبا حقيقيا يليق بأطفالنا يزودهم بالمعلومات والعجائبية والمعرفة والخيال واللغة السليمة وفي قالب ابداعي صحي ،لأن أصعب كتابة ما نكتبه للطفل و الأفكار الموجهة للطفل مسؤولية الكاتب .

ولعله يحضرني في هذا المقام موقف حدث لي مؤخرا ولست أدري كيف أسميه هل هي فرحة أم تنبيه، عندما عثرت على قصة من قصصي منشورة في الكتاب المدرسي للصف الرابع الابتدائي شعرت بسعادة غامرة فأنا بعيدة عن الجزائر وأعمالي وصلت اليه وهذه متعة الكاتب الحقيقية أن تتصفح كتاباتته أنامل جزائرية فمابالك ببراعم أطفالها ولكن في الوقت نفسه تفاجئت أن قصتي منشورة دون ذكر اسمي وذكروا فقط اسم المجلة التي نقلوا منها القصة. واني أتساءل عن السبب هل اسم الكاتب ليس مهما أن يعرفه القارىء ؟ اتمنى من المعنيين توضيح السبب أو على الأقل أن يأخذوا بعين الاعتبار أثناء نشرهم للقصص ذكر اسم مؤلفها. لأن غياب اسمه يعد جرحا له .

- رغم أنك تكتبين وتنشرين في مختلف المجلات العربية والدوريات والمواقع ،ومع ذلك لانجد كتابا مطبوعا هل يمكن أن نعرف سبب ذلك؟

– فكرة النشر تراودني مند مدة ولم أجد سببا مقنعا لتأخيري هذا ما ادركه أنني انشغلت كثيرا في أشياء مهمة وأخرى غبية أبعدتني عن متعةطباعة أعمالي في كتاب وما أخطط له في المرحلة القريبة هو اصدار مجموعة قصصية للطفل ورواية ، وما زاد في تأجيج هذه الرغبة هو صدور كتابين الأول مختارات من الشعر العربي المعاصر وهو كتاب صادر في أمريكا عن منشورات الحركة الشعرية وضم احدى قصائدي من بين مجموعة قصائد كتبها شعراء وشاعرات يتكلمون العربية من مختلف أنحاء العالم ،والثاني وعنوانه الاشراقة المجنحة وهو كتاب يضم شهادات شعراء وشاعرات مليئة بالبوح والوصف والتفسير للحظة البيت الأول من القصيدة وكانت لي شهادة في هذا المقام أيضا.

– اتجه الأدباء مؤخرا الى النشر الالكتروني ،ولم يقتصر ذلك على الأدباء الشباب ،بل حتى كبار الكتاب العرب هل ترينه بديلا للنشر الورقي أم مكملا له؟
النشر الالكتروني مكمل للورقي وأنا ضد الجدل القائم بين النشر الورقي والالكتروني أيهما أفضل ؟ لأني أرى أن لكل منهما ميزاته الخاصة صحيح الكتاب الورقي يرتبط في اذهاننا بالعراقة والحميمية ولكن ينبغي أيضا أن نرتبط بالعالم الافتراضي والاستفادة من هذه التكنولوجيا لتزيين عوالمها بعوالمنا الابداعية بما توفره لنا من سرعة التدفق المعلوماتي والتواصل السريع والتعرف على أعمال مختلفة المشارب والاضطلاع عليها واكتشافها وعلى كتاب جدد اختارو الانتماء لهذا العالم الرقمي لأنه وفر سبل النشر السريع والانتشار السريع تبقى فقط عملية الفرز والمتابعة الحقيقية لكل ما ينشر ويكتب لتأسيس جيل من المبدعين الالكترونيين مكملين لزملائهم الورقيين ولنا في تجربة اتحاد كتاب الانترنت العرب خير دليل على هذا التوسع الالكتروني والذي يتكامل ولايتقاطع مع الأصل الورقي .

- كلمة أخيرة تهمسين بها الى أهلك وأصدقائك بالجزائر؟

هنا في هذا المكان ،كل شىء له أكثر من لون ورائحة أكثر من صفه ووجه ،أكثر من ارتياب وحقيقة ، ولا يزول هذا الغبار العالق في شراييني الا بمرايا أحبتي الصافية التي أنتظر زيارتها وأتمناها كلما أمكن وأأرق وأشتاق ليالي وبين مسافة بعد وأخرى أنثر شموس حب اليهم جميعا وسجادة من التوليب الأحمر لأمي ولأحبتي وأصدقائي مرافىء ود.