الاثنين ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم شفيق حبيب

أغاني الرَّفــْـراف

شـَـــبَق

جَميلة ٌ أنتِ مثلَ اللــَّيل ِ والغـَسَق ِ
 
يا طعْنـَة َ الورد ِ ! يا جُرْحا ً من َ العَبَق ِ
 
جَميلة ٌ أنتِ يا أسْــــرارَ آلهــــة ٍ
 
جاءَت إلى الأرض ِ بالنيـران ِ والشـَّبَق ِ
 
هل يَكتـَوي شاعرٌ بالنار تـَحرقـُهُ
 
أم يَنـْحني مُثـْقـَلا ً بالشـِّعر ِ والوَرَق ؟؟ِ
 
أهوى السُّقوط َعلى أحضان ِعاصفة ٍ
 
وأكــرهُ المَــوتَ في حِـل ٍّ مـن َ النـَّزَق ِ
 
لا كـُنـْتَ يا أجَلي ..!!
 
ما زِلـْتُ مُرْتـَحِلا ً في شـَهْقـَةِ العَسَل ِ
 
واللـّيلُ يجمعُنا بحْــرا ً مــن َ الغـَزَل ِ
 
تأتيــنَ عِشـْقا ً وفي عينيــك ِ أغنيــة ٌ
 
أشهى منَ الوَرْدِ والأطيابِ والقـُبَل ِ
 
يا مَن زَرَعتِ دروبي أنجُما ً وشـَذا ً
أنتِ الربيعُ وأنتِ الوَجْدُ في المُقـَل ِ
 
جميلة ٌ أنتِ ، يا سجّــادَة ً نـُسِـجَت ْ
 
خيطانُها من دمي المسفوح ِ والأمَل ِ ِ
 
جميلة ٌ ، أنتِ يـا تفـّاحة ً شـَبـِقـَت ْ
 
نِعمَ الخطيئة ُ في التـّفاح ِ إن تـَصِلي
 
كوني إذا شِئـْت ِ عُصفوراً أ ُطاردُهُ
 
فالخيط ُ في إصبعي أقوى منَ الخَتـَل ِ
 
كوني إذا شِئـْتِ كالأسماكِ هاربَة ً
 
أو شِئـْتِ كوني كما مذعورةِ الحَجـَل ِ
 
هذي شِباكي على دُنياكِ أنشـُرُها
 
لي أنتِ يا قـَدَري المكتوبَ في الأزَل ِ
 
عابوا عليّ َحروفَ الشـّعرِ أ ُشـْعِلـُها
 
إن لم أقـُلْ غزلا ً لا كـُنْتَ يا أجَلي !!
 
كيفَ ارتحَلـْتِ وقد بدّدتِ ما رَسَمَتْ
 
أحلامُنا .. فغدتْ أحــلامَ مُنـْخـَذِل ِ ؟؟
 
لم تـَـبْقَ للشـّعر ِ ألــوان ٌ تـُفجّـِـرُني
 
ماتـَت ْ على ريشـَتي آهــاتُ مُبْتـَهـِل ِ
 
لا طعمَ للشـِّعر ِ بعدَ اليوم ِ يُسْكِرُني
 
فخمرة ُ الشـِّعرأضحتْ خمرَة َ الفـَشـَل ِ
 
إني أ َفـَقـْت ُمن َالأحلام ِ مُنـْشـَطِرا ً
 
هل أنتِ مـَن زرَعَت ْ دنيايَ بالدّجَل ِ
 
أعوذ ُ بعِشـْقي ...
 
أعوذ ُ بعِشـْقي من هواها وإنني
 
أ ُعاني الذي عاناهُ من نأيـِهِ العِطـْرُ
 
أعودُ إلى ذاتي جريحا ً ونازِفا ً
 
أ ُنادي : أغيثــوني فيغتالـُني الغـَدْرُ
 
أتـُـنكِرُني بعدَ الذي كان بيننا ؟
 
كلانا على همّ ٍ فهل ينفعُ النـّـُكـْرُ ؟
 
وقد لقـّنـَتـْني في الهوى ألفَ قصةٍ
 
فأضحى تلاقينا كما يُزبـِـدُ البحـرُ
 
عَشقت ُ التي كانت دِنانا ً مليئة ً
 
إذا جفـّتِ الدنيـا ... مواسمُنا خمْرُ
 
سَهرْت ُنديمَ الوَجْدِ والوَعْدِ والجوى
 
وأصبحت ُ مثلَ الليل ِ في قلبهِ السّـِرّ ُ
 
لماذا صُدودي ؟ كيف أصبحت ُ ريشة ً
 
على كف ِّ إعصار ٍ يداعبُها القـَفـْرُ
 
هواها انتحارٌ عاصفٌ ..كيف أرتضي
 
منَ العِشـْق ِ موتا ً لا يُكلـّلـُهُ النـّصرُ ؟
 
أ ُغنّي ضياعا ً خارجَ السـِّربِ مثلما
 
يُغنّي وحيدا ً في مساربــِهِ النـَّهرُ ...
 
أعوذ ُ بعشـْقي .. ربّما كنتُ خاسـِرا ً
 
ولكن سيبقى مـن لَذاذاتِيَ الشـِّعــرُ
 
أنا لسْتُ مَنـْسِيـّا ً على الدربِ مثلما
 
تموتُ عصافيرٌ .. وينتحرُ النـَّسْرُ
 
أنا شاعرٌ في صوتهِ ألفُ صَرْخـَةٍ
 
يُخالطها الأيمانُ.. والفِكرُ..والكـُفرُ
 
مَنْ أنتِ ...؟؟؟
 
هل أنتِ مُلهمَتي .... أم أنتِ شيطانُ ؟؟
 
أم أنتِ عاصفة ٌ أم أنتِ بُركانُ ..؟؟
 
يا مَن قتلتِ جمالَ الشـِّعرِ في قلمي!!
 
دُنياكِ كالدّهر ِ أشكالٌ ... وألوانُ
 
مُرٌّ فمي ... لم تعُـدْ للشـَّهدِ نـَكهَتـُهُ
 
والحِبْـرُ شابَتـْهُ أشجان ٌ وأحْزانُ
 
أنتِ التي ضمَّخـَتْ بالعِطرِ قصَّتنا
 
كيفَ استكانتْ على عينيكِ غيلانُ ؟
 
مَن أنتِ ؟ ما أنتِ ؟ حارتْ فيكِ أسئلة ٌ
 
في الوردِ شَوْكٌ وفيكِ الإنسُ والجانُ
 
إني رسَمتُ الهوى شِعْرا ً على أ ُفـُقي
 
فاستـَيقـَظـَتْ في رُبى التـّوبادِ ألحانُ
 
كانت إذا أومأتْ يومــــا ً بإصبَعِها
 
تراقصَ العِطـْرُ في الأجواء ِ والبانُ
 
شاختْ مُخـَيـِّلتي ...والوحيُ يهجرُني
 
واستوْطنَتْ في حنايا الجسم ِ أوهانُ
 
فالعمرُ غيمة ُ صيفٍ تختفي بَدَدا ً
 
تشرينُ جـــاء َ وولـّى منه نَيســــانُ
 
هل مثلُ نَسْر ٍ أنا فوق الذرى ملِكا ً
 
يبقى شبابي كما تخْضـَلّ ُ أغصانُ ؟
 
إني وشِعري وأحلامي على سَفـَر ٍ
 
إن زَمْجَرَ البحرُ هل يرتاحُ رُبّانُ ؟
 
يسعى الغريبُ إلى أحضان ِ مَرْفـَئِهِ
 
مجاهــلُ التـّيـهِ آلام ٌ وحرمان ُ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى