الاثنين ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم أيمن عبد المقصود

أغنية للحيتان

(عندما غرقت العبَّارة السلام 98 كان على متنها عاشق لم يعرف أحد بقصته.. فإليه وإلى كل ضحايا العبَّارة تلك القصيدة)

البحر كان بيتي

وكان إبني

وكان والدي

وكان و كان

جبري وعذاب تُربتي

ناري وكان جَنِّتي

ساحة ملايكه وجان

وده كان وكان

جُبطان ودفَّه وريح

جواز سافر وبطاجه

وحلمي والتصريح

والغربه كانت صُحبتي

كانت رفاجي في وحدتي

صورة بيوت الحاره والأرقام

صورة وفاء وعلامة استفهام

ويوم ما ابوها سألني

ــ مَهْرَك يا ولدي كام؟

فوَّجني م الأحلام

أنا والدي كان

راجل بسيط خَيَّاط

إبره ومازوره وخيط

م الحزن والإحباط

ضَهْرُه انحنَى ولا عاد يشوف

مسكين يا عم الخياطين

لكن ولادُه لسَّه خُضْر صغيَّرين

وانت الكبير يا محمدين

إنت اللي تعرف معنى كلمة لِنْتِمَاء

إنت اللي شاعر بالولاء للبيت

صورة وفاء بتشد يَدْ من اليمين

صوتك يا بوي

بيشد يد من الشمال

والغربة مُرَّه لو تكون

تغريبه لبلاد الحجاز

إزاز ياجلبي بتنشرخ

ساعة ما افارجكم

لكن تهون غربتي

علشان سعادتكم

أنا فرشي ومخدتي

ضحكة وفاء وانتم

ح اغزل لكم ألمي

لجل الحياه ترضَا

ح اشطب سنين هَمِّي

بُكْرَه اللي جاي ورده

فاكرُه يا اخوي طلبك

ساعه وراديو وبنطلون

فاكرُه ياابوي طلبك

عايز عبايه وسبحتين وِعْجَال

أمِّي كمان جبتلها شال

جبتلها مسْك حجازي من جَلْب الغزال

جايب كماَن خُلخال

شبكة وفاء

راجع خلاص يا وفاء

راجع لكم بُكْرَه

الحزن ليلُه انتهَى

والفَجْر صار ذكرى

بس الليالي طوال

والليله فايته شهور

والنور ما كان ميسور

والموج كأنُّه سور

والليل عليل وعويل

ماشي على عُكَّاز

والغربه مُرَّه لو تكون

عايش علي تراب الحجاز

إشتجتلك يا حُسين

بيني وبينك بحر

راجع وح اوفي الندر

جولوا لوفاء

تستنَّه متحنيَّه

م الفجريَّه

بالفستان على المينا

عشان مانبدأ سوا

مشوار خطاوينا

راجع لكم بسفينه

والبحر حِجْر الأم بيهدهد سفينتنا

والموج إرادة رب وبتحكم مسيرتنا

الشط خط البدايه لغربتنا

والغربه خط النهايه لرحلتنا

لسَّاي في نُص الحلم

طَبَج عليَّا الموت

وَرَايْ وَرَايْ يا هَمْ

كِيف غُوله ورا كتكوت

ملعون أبوها فلوس

الحلم نَخَرُه السوس

أصبح فزع وكابوس

الموج مخالب وحش

عم الحيتان والجِرْش

عنتر زمان

فكَّر في عبله في الميدان

وانا الجبان

أنا اللي حاربت الدُخَان

بافكَّر اخرج من زمان

من جُوَّه أمعاء الحيتان

سَيِّدنا يونس خرج

مع إنُّه كان غلطان

دا لأن هُوَّه نبي

أما أنا إنسان

ذنبي الكبير إني يا دوب إنسان

يتعشَّا بيَّا الحوت

ولا اكفِّيهوش

سامحني يا رحمن

دي خطرفات الموت

وانا جُوَّه معدة حوت

هيِّه الكفن وتابوت

جولوا لوفاء معلهش

دا ربنا ما رايدش

جولوا لابوي وامِّي

حطيت لكم دمِّي

علي دفتر التوفير

يمكن يساعدكم

ولا تشحتوش م الغير

(عندما غرقت العبَّارة السلام 98 كان على متنها عاشق لم يعرف أحد بقصته.. فإليه وإلى كل ضحايا العبَّارة تلك القصيدة)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى