الأربعاء ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم جورج سلوم

أقصوصة..بلا أسماء

قصتنا اليوم –يا من تقرؤون– سيرويها أبطالها..وهم ليسوا أبطالاً إلا لأن قصتنا تتناولهم، هم بالحقيقة صعاليك مجهولون وفاشلون.. طرطشاتٌ مائية تنقذف من برك الطريق عندما تشقها عجلات السيارات المسرعة.. ومن يأبه بتلك الطرطشات الموحلة.. بل على العكس يتحاشاها الجميع وينظفون ثيابهم لو تطرطشت بها.. حتى أنني لن أطرح عليهم أسماء تميّزهم..

فالإسم مشكلة في الرواية العربية يخاف من وزرها أيُّ كاتب!

فلو سمّيتها (رشا) سيفهم القارئ أن البطلة تعيش في مصر في ستينيات القرن الماضي ومن عائلة متنورة.. ولوكانت (سلمى) ستكون لبنانية من زمن جبران.. ولذلك كانوا يميلون في الأفلام العربية لأسماء أكثر عمومية ولا تحدث إسقاطات زمنية أو دينية أو طائفية فأكثروا من اسم (منى ) مثلاً.. وابتعدوا عن (ماري) و(زينب)!

والأهل يخافون من تسمية ابنتهم (جميلة) أو (شريفة).. فقد لا يكون الإسم على مسمّى في المستقبل.

والبطل لا يمكن تسميته (بطرس) إلا إذا كان سيصبح أحد القساوسة في نهاية القصة..فارتاحوا لأسماء (سمير وعبد الله وغيرهم).

و الإسم أحياناً يعطي كبراً لشخصٍ لا يستأهله.
قد تكون أميرة بالهوية ويناديها يا حقيرة
وكيف أسمّيه عزيزاً وليس له من العزّة شيء
ولا توجد هذه المشكلة لدى المؤلفين الأجانب!

سأتحدث أولاً عن الرجل أو الزوج..ومن مميزاته وجود شاربين!

يبتسم فقط في المقهى عندما يأتي النرد بالحظ الجميل..وقد يضحك بشكل انفجاري على نكاتٍ بذيئة يجود بها أصدقاء مشابهون.. يلتقون معاً إذ أن الطيور على أشكالها تقع.. يتكلمون قليلاً عن الواقع المُعاش بما يشبه الهمس..ولكنهم يثقون بأنّ القادمَ من الأيام أكثرُ سوءاً.. همومُهم تنحصر في خبز الغد ودفع الفواتير المؤجّلة..والتحايل على الحياة لاستمرار العيش فقط.. هم أصغر من جميع المسؤولين في ذلك البلد..ولو تغيّر وزير البيئة لن تزداد أوراقهم اخضراراً.

يستأخرون في مقهى الحي حتى يُطردون..فلا يريد أحدٌ العودة إلى البيت..فلا شموع حمراء تنتظرهم ولا موائد عامرة..والطعام بارد وسيُعاد تسخينه..

قد تكون السجائر التي أصبحت أغلى من الخبز حلاً في تنفيخ أدخنتها..ويسخرون من الإعلانات التي تحذر من مضار التدخين باعتباره قاتلاً بطيئاً..ألا توجد طريقة للاستعجال؟
الفشل في بداياتهم وفي بيوتهم يحصدون ثماره.. فلا تعليم ولا وظيفة ولاميراث.. هم ورثوا القمل لأنهم ولدوا في زمن الصئبان... فقط العمل اليومي ديدنهم..والعين لاترى أبعد من يومها وساعتها..والغد بظهر الغيب.. ورب العالمين يرزق عباده كالعصافير وأن كانوا بدون مدّخرات...ولكن العصافير تطير يا إخوتي!

لن نستطيع العيش كالنمل فلن نستطيع تخزين أي شيء.. نتمنى أن نحصل على سبات شتوي كالأفاعي والجرذان.. عسانا نرتاح قليلاً من هموم الشتاء والبرد والمازوت وقلة العمل إن أمطرت.. هم يكرهون المطر ولا يفكرون بالمياه الجوفية.. لأن المطر سيبللهم ويوقف الكثير من أعمال البناء التي يعتاشون على أطرافها كمستخدمين.

لماذا لا يطير كالعصافير؟.. إلى بلاد أخرى.. حيث كل شيء متوفر كما يظن.. المال مرميّ على قارعة الطريق ويحتاج من يضعه في الكيس فقط..والخمور كالسواقي حمراء وفيها بعض الرغوة لإضافة المزيد من النشوة..والنساء شقراوات يعرفن الحب فقط..ولا نقيق ولا كيد ولا شكوى.. ولا أم عابسة ولا أخت حاقدة..ولا زوجة لا يعرف حتى الآن ماذا سيفعل ليسعدها..
يعتبر نفسه غير مقصّر في شيء.. تأكل من طعامه وتصرف من جيبه.. وتنام على وسادته.. يشتمّ عرقها فقط ولا يعرف عرق غيرها..مخلصٌ لها بشكل إجباري وإن كان يحلم بغيرها أحياناً..

يضربها نعم.. يشتمها نعم.. ذلك غيض من فيض الضرب والشتائم التي يتلقاها في وجدانه من الآخرين..يجب أن تفهمه..مخطئة هي وظالمة ولا تعرف للصبر سبيلاً.

أمه مسكينة قاست الويل في حياتها مع أبيه المرحوم.. ولا تفارق خياله أصوات بكائها بين يدي الأب الظالم.. فهل يتابع ظلمها وهي بين يديه؟

أخته مظلومة أيضاً..مطلّقة تعسفياً بعد شهرٍ من زواجٍ فاشل... فهل يتابع هضم حقوقها؟

طِرْ بنا يا عصفور من وطن لا يرانا جديرين به.. فالبحر إن ابتلعنا في طريق الهجرة لن يكون أكثر ظلماً..والشطُّ الآخر على الأقل فيه أملٌ يُرتجى

وهكذا صار جواز السفر في جيبه!

لم يطِرْ به بعد..ولكنه بدأ يعيش أحلامه خارجاً مع أنه في الواقع مايزال... داخلاً.

وهكذا انفصل الزوج عن الواقع ودخل في حالة من الفصام..هو حمار ويحلم بأنه سيصبح حصاناً في يوم ما.. يعمل كالحمير ورأسه مطأطئ ويرتاح عندما يرى نفسه حصاناً في مضامير السباق.

وسأتحدث ثانياً عن الزوجة وتعرفها من محبسٍ معدني في يدها اليسرى.. صغيرة السن وحديثة العهد بالزواج.

قالتها..وبالفم الملآن..وعلى الملأ..فالقاصي يعلم الداني (عليّ وعلى أعدائي )..وعلى نفسها جنت براقش !..فالعين بالعينين والسن بالفكين..والصاع بالصاعين والكيل بالكيلين..والبادي أظلم.

شبعَتْ ضرباً وإهاناتٍ لا حصْرَ لها..وحياتُها صارت جحيماً..والليل علقمه لم يعد يحتمل والبيت سجنٌ انفرادي..فلا أهلَ ترجوهم ولا صديق تشكو إليه والشكوى لغير الله مذلة..

أمّه عقربة وأخته حية وتسرحان في البيت.. وأقوالهما أوامر..ولهما الصدر ولها القهر.. تفرغان غلهما فيه وتحقنانه بزعاف السم.. فيتحول إلى وحش..وتبقى هي النعجة بين الذئاب...
غريبة أنا بينهم.. ومهما قلت وبكيت.. تزدادان لؤماً وتحريضاً..ويزداد توحشاً.. هكذا تقول في نفسها

حتى الطعام في غيابه يكون باستئذان.. وقد لا تسمحان لها بفتح برّاد أو التقام ما يسدّ الرمق.. وبوجوده تحضّر طعامه المسائي وتقتات على فضلاته.. وقد يصبر المرء على الجوع... ولكن فنجان القهوة ترف وتبذير.. والتلفاز على قناة تحبها ينطفئ نوره أو تنقطع كهرباؤه.. حصارٌ اقتصادي وحظرٌ للتجول.. وقانون الطوارئ معمول به إلى الأبد في ذلك البيت.

إن دقت صديقة بابها فهي غيرموجودة..وإن فتحت لها صدفة فالحوارُ محضورٌ ومسموع وإلا يصنّف في باب المؤامرات لقلب نظام المنزل..أو حياكة المكائد للإيقاع بهن..

وذلك الزوج يدخل إليهن أولاً كل مساء ليتلقى جرعات الحقد... ثم يدخل إليها ليفرغ طاقاته في جسدها.. شتماً وتجريحاً أولاً فإن نبست ببنت شفة.. أو دافعت دفاع المتهم البريئ.. عندها سينقلب ليلها آهاتٍ تسعدن بأنّاتها.

لم يعد لديها حيلة أو باب للتأقلم والتعايش والتريث إلا وجرّبَتْه... بدون جدوى فالسكوتُ ضعفٌ وتمادٍ من الجميع.. والردّ يسكته الضرب والشتم خلف الأبواب الموصدة.. والأنكى من ذلك العزلة الإجبارية المفروضة.. أعطوني ساعة تنفس كالسجناء...هكذا قالت..

ولماذا كل هذا ؟..وماذا فعلت؟...وبم قصّرت؟

هل ينقلب فشل الأخت العانس وعزلتها عن بني رجال حقداً على كل امرأة متزوجة؟..وهل كلُّ بابٍ يُغلق على زوجين معاً يجب منعه حتى لا تنقلب الخلوة إلى حب؟

هل ينقلب فشل الأم في حياتها مع زوجها المتوفى حقداً على كل الزوجات؟.. فتقرر أن تنقل جحيم حياتها الفاشلة إلى زوجة ابنها..هل تريدني نسخة منها؟.. وهل تسعد بليالي الويل التي ذاقتها عندما تذيقني طعوماتها؟

أما زوجي الفاشل في نهاره وفي عمله..والذي يجرّ أذيال الخيبة والفشل المتكرر من مهنة إلى أخرى..يتلقى اللوم والتقريع في النهار من الغرباء فيمارس سلطته عليَّ أنا فقط
كل تلك الهواجس أرّقتها فلم تجد لها جواباً شافيا ولا حلاً ناجعاً ولا حتى توافقياً.

صارت تكلّم نفسها بصوت عال..وتتنصتن عليها لكشف ما يدور بخلدها بغية الاستعداد للخطط المعاكسة...

مصابة أيضاً بالفصام الزّوَري..فكل شيء يسير عكس ما تشتهي حتى عقارب الساعة تعاكسها وتلدغها!

وسأتحدث ثالثاً عن المنزل..لايمكنك كشفه بباحث الخرائط من (غوغل).. صغير وضائع بشكل عشوائي في حارةٍ مزدحمة من مدينة كبيرة..ولكنها عربية..

والبيت منكمش على نفسه ولا يرى النور إلا لماماً من شبابيكه الصغيرة والعالية.. معزول في قلب مدينة الزحام.. فاشل تتكاثر الأخاديد في جدرانه..

مغلقٌ على أمراضه..والتعاسة فيه تتراكم خلف الستائر أكداساً وتزداد كلما دارت الأيام بؤساً وغلاً يعتمل في الصدور ذلك البيت ومثله كثيرٌ في وطني.. سحبَته همومه عن كل مشاكل الأرض..سكانه لايهمّهم الاحتباس الحراري..ولا يراقبون أسعار البورصة..ولا تعنيهم عروض الفنادق الفخمة في شواطئ الأنس..هم خارج تلك الدوائر فلا يعرفون ولا يهتمّون.

نساؤه الثلاثة لا تتابعن التطورات في فن الطبخ ولا التسوق ولا أنواع الزينات كباقي النسوة.. هن فقط في دائرة الغيظ ومركزها ذلك الرجل الوحيد تتناهبه تياراتهن.. فيتخبط الجميع من فشل إلى فشل لم تتأثر واحدتهن لموت الكثيرين في تسونامي.. ولا للضحايا في رواندا.. فهنَّ يمتن كل يوم..وقد يعتبرن الموت سعادة!

ومؤتمرات الجامعة العربية لا ترجين منها شيئاً.. فلن تعطي منزلاً خاصاً للزوجين لينعما بالحب.. ولن تؤمّن عملا شريفاً للشاب المعيل لعائلة متناقضة..ولن يصدر عنها قرار بتزويج العانس الحاقدة.. ولن تصدر أمراً يعيد السعادة للأم التي ذاقت الويل من زوجها المتوفى
ذلك البيت المعزول الذي يكتفي بكفاف العيش.. ويقضي نهاره في النقار والنقير وتعذيب بعضهم بعضاً.. كان أشبه بالسجن المؤبد لمساجين يعذبون بعضهم في زنزاتهم ويتلقون الضرب المبرّح من السجان أيضاً.. ويتألمون جميعاً كتألم السجين المظلوم لأنه يعتبر أن المجتمع هو المجرم..ولا سبيل لمعاقبته

تلك الزوجة الشابة كانت تسخر من أوراق جريدة قديمة تلتفُّ بها باقة من السبانخ.. تقرأ بعض العناوين وتهزأ بكل ما يكتب.. ماذا سيتبدل في حياتها لو اجتمع مجلس الشعب بشكل دوري؟.. وتلك الحديقة التي وضعوا حجر الأساس لها كمتنفس لمدينة الزحام لن تزورها..والفريق الوطني ماذا سيقدم لها لو أخذ نقطتين أخريين استعداداً لكأس الأمم؟

والحرب الأهلية في وطنها.. والتي يتحدّث عنها العالم بأسره.. تافهة ولا يهمها متى ستنتهي.. إنها تعيش أحداثها في البيت... صحيح أنها تسمع القذائف المتبادلة من بعيد..لكن لن يتبدل شيء في حياتها إلا إذا سقطت قذيفة عمياء على هذا البيت.. وقد تكون من جملة الهدايا..وطبعاً لا هدايا تأتيها في عيد الحب وعيد الزواج وعيد ميلادها.. وعيد الفطر لا معنى له إذ أن الصيام مستمرّ هنا..

الجميع يشعرون أنهم ضحايا.. وفاشلون.. وجار الزمان عليهم.. غضبٌ وغضب.. والكل ينتظر الفرج ولا أمل يلوح في الأفق.

الجميع هنا يخسرون معركتهم بالنقاط.. كأنهم في حلبة ملاكمة ويتقارعون مع الزمن
إنهم أشبه بملاكم يخسر جولاته بالنقاط تكراراً.. ووصل إلى الجولة الرابعة عشرة وماقبل الأخيرة.. لقد تضرّج وجهه بالدم الناجم عن اللطمات واللكمات.. وتغيرت ملامحه ورماً وأوداجه ازرقاقاً.. وتداخلت الرؤى في عينيه بين خصم مُقدمٍ عليه وجمهور يصفق للعدو وقد أيقن بالنتيجة الحتمية.. ولم يبق إلا القشة التي تقصم ظهر البعير..يلقيها ويجهز عليه.

أما أسماعه فضاعت بين الضربات المتلاحقة وما يليها من طنين في الأصداغ،وصدى يجلجل في دهاليز الأذن الباطنة..وتنتظر أوامر الحكَم بإنهاء الجولة ليسحبه – حياً على الأقل – من براثن الخصم الذي استجبر واستكبر.

وأتحدّث أخيراً عن الجولة الخامسة عشرة والأخيرة..

يقف بطلنا صاغراً أمام الخصم وفي وسط الحلبة.. مغمضاً عينيه.. يداه متهدلتان.. كاشفاً وجهه وصدره للخصم.. اضرب واضربني أكثر..لماذا تأخّرْتِ أيتها الضربة القاضية ؟..

فلأسقط الآن.. ليس مغشياً عليّ بل صريعاً..لم تعد اللكمات مؤلمة..فالنصال تتكسر على النصال..

انتبه أيها الخصم..إنها فرصتك الأخيرة فإن لم ترديني الآن.. فويلك ثم ويلك من قوة الشتات وقوة الفشل!

ألم تسمع بها بعد؟

إنها تجمّع موحّد لقطيرات الوديان الباقية في مجرى السيل الجارف.. كموجة لا تُبقي ولا تذر.. وهي تكدّس السقطات والكبوات في عنفوان جواد أصيل والسوط يلهب ظهره.. فيحرن ويجنح غير مبال بالعربة التي يجرّها..

وهي غليان الهموم في قدْرٍ مليءٍ بالغيظ والنار تحته تزداد تأجّجاً فينفجر.. مدمّراً كل ما يحيط به بدءاً بنفسه.. على مبدأ عليّ وعلى أعدائي!

بقي لي فيك ضربة واحدة..إن أصابت ستقلب الموازين وتسكت أفواه المهللين..وتشطب كل النقاط المسجلة عليّ سابقاً..وتسقط أنت بالضربة القاضية.

أولئك من نسميهم بقايا المجتمع.. لا أسماء لهم.. منسلخون عن الأسماء وحاراتهم لا اسم لها أيضاً.. فهم يعيشون في قاع المدينة وإن ماتوا فلا اسم لهم.. مجرّد أرقام في شرائط الأنباء
يخسرون معاركهم كلها بالنقاط في حلبة الملاكمة.. يستنزفون وتستنفذ قواهم.. ولا مستنصر لهم..

وحتى معركتهم لا اسم لها..ولا تسجل في قائمة الفتوحات والغزوات..لأنها تجري في الظل..
وقال الناقد في النهاية:

 قصتك يجب أن تكون بلا أسماء..وحتى بلا عنوان..والمفروض أن تكون بلا تعليق أيضاً.. ولكني سأعقّب عليك من أجل الحبر الذي صرفته فقط!

في البداية أنت سميتهم صعاليك وفاشلون..وأنا سأسميهم جرذان..

أنت تضع النور على جُحْرٍ لهم وهو موجود في كل البلدان وكل الأزمان.. تريد أن تجعلهم أبطالاً وهم لا يريدون... تريد أن تنتشلهم من أوكارهم وسيعودون إليها.. تنقذهم من الغرق في لجة اليم لكنهم سيغرقون ثانية لأنهم لن يسبحون..ولن يتعلموا فنون العوم..هذه هي الحياة.. وعجز الكثيرون من قبلك في الوصول إلى المدينة الفاضلة!

ملخّص القول...أنت مجدداً لا تأتِ بجديد..

حملت أوراقي وذهبت لإتلافها كالعادة..ولكني كنت أقول في نفسي:

 حتى الكلاب يمكنها أن تجرّ عربة فوق الثلوج.. في بلادٍ تعطي وزناً للكلب..تعالوا نقترب من أولئك الجرذان –وما أكثرهم– ولنتركهم بلا أسماء.. تعالوا نقترب منهم قليلاً.. لأنهم كانوا بشراً في يومٍ ما على ما أظن.. وبعض الظن إثم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى