السبت ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم محمد شاكر

أقـول صَفائي بموْج كـَــلام ٍ

1 1
لمْ تـَعـُدْ تُغويني زرقةُ بَحر
فارقهُ عُنفوانُ المـــاءْ
لأقـولَ صَفائي
بموْج كـَــلام ٍ
يَنْداح ُعلى شَط ِّقـلـْب ٍ
نـاءَ بالصََّدَف الفـارغ
والرِّمال
يَسْتهويني الآنَ
كـِبْرياءُ النَّخل ..واقِفـــــــا
على ساق ِ صَبـْر
في عَرض الفـَـــــــلاة
كلـَّما ضاقتْ بي
شُرفات الحُلم ِ
دلَّى
عرا جين حُبٍّ
ووفاءْ
وإذا لُذتُ بحضْن ِ الواحــة ْ
مَهَدتْ لي
حَريرَ رمل ٍ
وغطَّتْتني
بضـَفائر خضراءْ
 
2
 
لم يَعُدْ لوْحي يَحفظ ما تخطـُّـه
يَمينُ أحــــْـــــلامي
فوْق صَلـْـصال ٍ
يـَشْرَب ُصَمـْــــغَ الـــــــدَّواة
كيْف أتـْــلو وَصـــايــا العـُمــْر
على سَديم لــــوْح
غابتْ في شروخـِه العَــلاماتْ...؟
 
3
 
لم يعد هذا الليل ينيخ علي بكلكل
مهما دجا
اهبط اصقاع الضوء باعماقي
واصطلي بالدفء
تدكيه
مرايا الروح
 
4
 
يُؤرقني وضْعي..الآن
أراوغ ماضيا حافلا بالخيبات
أتَجاهلُ حاضِرا
يَتسرَّب مِن ثقوبِ العُمر
حَباَّت ِ رمْل ٍ
لا تَـعْقـلُ مِـيقات الزَّمان والمكانْ
ومُقبــل ٍ
لا أهـــْبــةَ لي ، على غيْبــه ِ
قَد يَقرعُ بابَ الآمال
ويبقى’انتظاري
فارغا من كل احـْـتمالْ
 
5
 
قال لي
عند باب الضياع
تـَشبَّث بي
ربَّما ترمي بنا الريحُ
صوْب أصْقاع
وحْدي
من يَقودك في دياجي غابــِـها
وحْدي
مَن يَعرف صبْر أحـْــلامك
في شجر القول
أنا سكـَنـْتـُــك
حتى رشحْتَ بي
ماءَ كيـْنونةٍ
تسْعى’ بلـُطفـِه الأفــلاكُ
أنا مَن يَفرش زَهــْـوي
عِند كل بابْ
كي لا يـَـعـْتريك خـَـوْف
يَحجُب ضوْء َالخطو ِ
قال لي
عند باب ِ الضياعْ
أنا....انتَ
لا تغلقْ بابَ الآصِرةْ
في الذهـــــاب ِ
والإيــــَّــــــــابْ
ثمَّ أشرعَ بابَ الصَّحْو
أمامي
فإذا بي
أتعددُ في مرايا كتابْ
 
6
في الليل حين تُغلق الألوانُ شُرفاتها
خوْفا منْ عَدوى’السَّوادْ
أفتـَـحُ لــوْني
عَلى بَيــــاض حالــم ْ
وأغزو سرائرَ العَــتماتْ
أرسُـــم صُبـْحي
عنْدَ مَدارج ضوْء قادمْ
في الليلْ
حينَ أشْعـلُ فانوسَ الذّّكرى
يَــأتيني فَـــراش القوْل
بأجْـنحـَة الشَّّوْق
يـَـجوسُ بـَساتينَ أخــرى
منْ بــداية العُمـْـر
يَـكْرَعُ مـن عـطـر الطُّــفولة
ما يَــــرْوي
ظَمـَـأ المعْنى في مَـــوْسم الكـَـــلام
في الليلْ
لا أكادُ أخْــلو مــنّي
شاهـــرًا أ ُنـْـسي
في وجْه كَـــوابيس المـكـانْ
 
7
 
قطرة ُالمــاء التي هَـــوتْ
من شاهق الأحـلامْ
خَـلـَّفتْ صَدى عَميقـا في قَـعْـر الرُّوح ْ
قطرة البلـَّوْر
أرانــي فيها، بألـْف صـُــورةْ
تـَعجُّ بالشَّغَب الجميل
قبل أنْ يَــقْصفَني انـْفجار ٌ
إلى الدَّرَك الأسْفَل
من جـَـفاف النـَّهارْ
قَطرةُ المــاء التي ذَرفتْــها
عيْنُ السَّمـــاء ْ
ربَّـمـا حَملتْ لي بعْض العَــــزاءْ
ربـَّمـا، كانتْ مَحْض رثـــاءْ
في ذبـُول العُمر على عَــتبات الرَّجـاءْ
ربَّمـــــا
كانَت البُشرى
زَفـــَّتْ لي
فـُصولَ نــمــا ءْ
أعلم أنّي بينكم ،مَحض سَحابة
عابرة
بأحْلام مـــاء ٍ
قد تـَسكبُ دمْــعَ السَّماءْ
لكن جراحَ الأرض ِ
غــــــائـِرة
لا يَكفـيـها وابــِــل الدَّمع ِ
والأنــــواءْ
 
8
أعلم أنـِّـي
فــــزَّاعةُ أهـْـــواءْ
في حُقول الظـَّــن ِ
لا يَحُــطُّ عليها طيـْـرٌ
مـَـــهْووس
بــــحُرقة الغِــناء ْ
أعلم أنـِّـي تأخـََّـرتُ قليلا
عن مَوعد الشدو ِ
وإيقــاع الرُّوح ِ
في غـَــابِ كـَـــلامْ
لا يـَـرُدُّ الصـَّــدى فيــه
دَغْـــــل كـــثيــفْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى