الأربعاء ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢١
بقلم حاتم جوعية

أمُّ اللغاتِ

بمناسبة يوم اللغة العربيَّة

لقد أعجبني هذا البيت من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي في اللغة العربية وجمالها:

(إنَّ الذي ملأَ اللغاتِ محاسنًا جعلَ الجمالَ وَسرَّهُ في الضَّادِ)

فنظمتُ أنا هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً له:

إنِّي المُتيَّمُ عاشقٌ للضَّادِ
لغةُ السَّما يسمُو بها إنشادي
لغةُ التَّخاطبِ والفنونِ جميعهَا
لغةٌ ستبقى مَنهَلَ الرُّوَّادِ
لغةٌ مُقدَّسةٌ تهادَى نورُهَا
إيقاعُهَا بردٌ على الأكبادِ
لغةٌ بها الحقُّ القويمُ قدِ ازدَهَى
والفجرُ يسطعُ من خلالِ سوادِ
هيَ مجدُنا ومنارُنا وَسُمُوُّنا
وَمآثرُ الأجدادِ والأحفادِ
لغةٌ تُوَحِّدُ صَفَّنا وكياننا
والكلُّ ينهضُ بعدَ طولِ رقادِ
وجنائنٌ تزهُو بُعَيْدَ ذبولها
أجواؤُنا تصفُو منَ الأحقادِ
أمُّ اللغاتِ بسِحرِهَا وَبهائِهَا
الكونُ يُسْحَرُ في جمالِ الضَّادِ
لغةُ المَحبَّةِ والتَّسامحِ والنّدَى
تبقى مدى الأجيالِ والآمادِ
أمُّ اللغاتِ لدى الشُّعوبِ تمجَّدَتْ
كم عاشقٍ فيها وكم من صادِ
كلُّ اللغاتِ أمامَهَا لقدِ انحَنتْ
وتناثرَتْ كتناثرِ الفرصادِ
لغةُ التّجدُّدِ والتّطوُّرِ دائمًا
لا .. لم تكن في القيدِ والأصفادِ
الضّادُ تسطعُ في يراعي دائما
وتتيهُ في حللٍ من الأبرادِ
أنا العروبةُ صوتُهَا وَنشيدُهَا
شعري يُعيدُ روائعَ الأمجادِ
ووَهَبْتُ عمري كلّهُ لقضيَّتي
الكلُّ يشهدُ ثورتي وجهادي
وعلى جفونِ النجمِ رَفَّتْ رايتي
وبكلِّ مرتفعٍ صهيلُ جيادي
فمِنَ المحيطِ إلى الخليجِ لقد رَووا
شعري وبالإقبالِ والإسعادِ
أنا شاعرُ الشعراءِ دونَ مُنازعٍ
شعري وفنّي كلُّهُ لبلادي
سيظلُّ شعري للدُّهورِ مُخلّدًا
نبراسَ هَديٍ للدُّنى وَرَشادِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى