الخميس ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم
أمُّ الهوى
شرِّيرةٌ لكنَّها أمُّ الفتونْفطفولةٌ سَكَنَتْ بهاتيكَ العيونْوبراءةٌ تكفي شعوبَ الأرضِ لــكنَّ البراءةَ قدْ غَدَتْ مثلَ الأتونْفعيونُها أزليَّةٌ لا تكْتفيبالكونِ حدَّاً، بلْ تراهُ كما السجونْونهودُها الخضراءُ أضحتْ سرْمداًفيها بنينا جنَّةً مِنْ زيزفونْأرزاً وعشقاً قدْ زرعْنا جسْمَهافنَمَتْ عليها روضةُ الربِّ الحنونْ* * *كمْ مِنْ صلاةٍ قدْ سَمَتْ في حضنِهاكمْ مِنْ سجودٍ قدْ أطالتْهُ السنونْكَبُرَتْ سماءُ اللهِ في جبلٍ لهاكَثُرَ الهوى في سهلِها والعاشقونْوتهافتَ الشعراءُ فوقَ ربوعِهاوتعلَّمتْ منها البلادُ هوى الجنونْ* * *يا طفلةً قدْ أصبحتْ شرَّ الورىحينَ ارتضتْ أنْ تحتفي في ميسلونْفتفرَّقتْ أقدارُ أهلٍ وانطوتْذكرى شهيدٍ عاشقٍ للزيزفونْوتمزَّقتْ أشلاءُ أمَّتنا التيأضحتْ بلا شعبٍ، غَدَتْ أرضَ المنونْيا طفلةً لمْ تعترفْ بخطيئةٍفاحتارُ فيها أهلُها والزائرونْوجنوبُها أمسى جحيماً مضرماًوبقاعُها يدعو لآلهةِ المجونْأحبابُها أحبابُنا، أعداؤهاأعداؤنا، لكنَّها أرضُ الظنونْظنَّتْ بنا سوءاً، وكمْ مِنْ دولةٍدَرَسَتْ لأنَّ الظنَّ عشَّشَ في الحصونْإبليسُ يا وطني قدِ اختارَ الوغىظُلْمُ الحبيبةِ شرُّ حربٍ في سكونْفحبيبتي بيروتُ تبغي مسَّنابالسوءِ لو كَرِهَ الهوى والمؤمنونْوحبيبتي بيروتُ نالتْ عزَّنالكنَّها رَفَضَتْ هوانا كي يهونْ* * *ولقدْ مشيتُ منادياً نصراً لهافالتفَّتِ الأمصارُ حولي والسنونْناديتُهم: وطنٌ لنا متقلِّبٌصاحوا: هلمُّوا نحيي هاتيكَ الغصونْعَبَرُوا بحاراً لمْ تكنْ في أرضِهافبحارَ دمٍّ أمطرَ الغيثُ الهتونْهَزَمُوا الوغى، بلْ قهقروا جيشَ العدىنَصَرُوا بلاداً حُرِّقتْ فيها الجفونْبيروتُ أنتِ غرامُنا، حتى الدمافيكِ احتسبناها كألحانِ الشجونْفرَفَعْتِ عنْ أرجائكِ الثكلى الخناوكَتَبْتِ فيها قصَّةً تُبكي العيونْوجَعَلْتِ أرضَكِ دولةً مِنْ نشوةٍوأَشَدْتِ بنياناً حَكَتْ عنهُ القرونْ* * *بيروتُ أنتِ حنانُنا، لمْ تكتفِأوطاننا يوماً مِنَ الحضنِ الحنونْما غنَّتِ الفيحاءُ يوماً حبَّكِإلا وقدْ رَقَصَتْ شهادةُ ميسلونْزُرْتُ الكنائسَ في ربوعكِ فاهتَدَتْعيني إلى دربِ المساجدِ والصحونْفكنائسُ الإسلامِ أضحتْ في العُلاومساجدٌ ترعى الصليبَ فلا تخونْجلسَ الإلهُ على ربوعكِ واكتفىلا يبتغي عرشاً سوى عرشِ الفتونْفعلِمْتُ أنَّ بلادَنا مسحورةٌإنْ أذَّنتْ بيروتُ صلَّى قاسيونْوعلِمْتُ أنَّ حبيبتي أمُّ الهوىبيروتُ عشقي وليكنْ ما قدْ يكونْ