الأحد ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٤
بقلم بشرى عوني الحديدي

أنا الشرير فاعبدوني!!

تتساقط شعيراته الذهبية.... تسقط و تسقط....لا يسمع أنينه أو صراخه أو صداه...لا شيء يسمع...... مدمرا على تلك المخدة, يطلب صدرا ليحتمل رعود و عواصف عينيه الحزينتين....سيول دموعه أكثر من شعره المتساقط.. اقتله أم سيقتله؟؟؟.. ذلك العدو البغيض الذي اخترقه ليتحول في صدره الصغير خنجرا يفتك به.. لا لن يهزمني!! تلك هي صرخته الرنانة التي انطلقت من غياهب صدره.. ينظر إلى المكان من حوله ليرى طفلا آخر يشاركه المعاناة نفسها...فيقرا بعينيه الموت .. يا الهي!! ذلك الطفل الذي عاش في الحجر الصحي و تعلم أول كلماته هناك...سرطان!!ما هو السرطان؟!كانت كلماته...ليته عرفه...و كيف سيعرفه ما دامت تلك حياته الاولى التي نشا عليها!...شبت النيران في صدره لن انهار...لن انهار!!هرع الطبيب ليعطيه الأقراص المنومة من فرط يأس معاناته التي ارتجفت لها الجدران!!.

غرق في نوم عميق شديد.... كان وجهه شاحبا من آثار المعاناة, حافرة في جسده النحيل.. لكن وجهه كان جميلا محافظا على دموع القمر...ترى كيف شعر؟؟ نراه قادرا...قادرا صابرا... و لا يعرف ماذا حل به, ليستيقظ متفائلا بالحياة !.. لكن المعاناة لا الحياة كانت... و هكذا استيقظ بين هدوء شديد... نظر من حوله... كان الفراش الآخر موضبا و الطبيب يفرغ الأقراص و الأغراض بجانبه... ماذا هنالك؟؟ سأل من حوله... بإشارة معينة من الطبيب كان قد عرف... رحل ذلك الطفل من الحياة... انتصر عليه.. نعم انتصر ذلك العدو الشرير الذي طالما بارزه.... لم يعرف ما الذي خطر بباله عندما رأى السرير فارغا.. تلك الوسادة التي كانت ذلك الصدر الذي لم يضجر... هي اعز صديقاته..الوحيدة التي لم تسخر منه كباقي أولاد عمره...مع ذلك كان اله أقوى منا.... بصوت مرتجف الأنين تسائل: ما تلك الحياة ؟ ما نهايتها؟.., قالها و لم يعرف أن أيامه معدودة هو الآخر... الحقيقة التي أكدها الطبيب لذويه... حياة دمى خشبية على مسرح يتلاعب القدر بها و يوجهها.. إلى أين ؟؟ إلى أين؟؟؟ ... لكن لا احد يعرف المصير.. و لا مصير الفارس المبارز

 السرطان- الشر القوي الذي استعبدنا و استعبد أطفالنا و سلب ضحكاتهم.. في مملكة الصراع و الرجولة التي تعلموها ربما منذ صغرهم....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى