الأربعاء ١٤ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم وديع العبيدي

أنا فرح الطفولة

أنا فرحُ الطفلِ.. ضوءُ القصيدةِ.. نَشوةُ الزّعفرانِ على الأفُقِ المُتدلي بِجُنحِ السّماءِ.. أنا الأغنية.. أنا حشرَجاتُ الكمانِ المُعذّب والآهُ في نايهِ المُشتعل.. أنا صَرخةُ أثلجَتها الخياناتُ مِنْ كلّ صوبٍ.. فلا صوتٌ لي.. لا مكانٌ.. ولا سُنبُلة.. أنوءُ بنَفسي وحُلمي وحُبّي وشَوقي.. وتؤلِمُني فرحَتي الغادِرة.. بينَ البَساتينِ ظلُّ كثيفٌ لإمرأةٍ.. وفوقَ الشّجرِ.. قبّرَاتٌ تصيحُ.. وشوقي إلى الثدْي والمَرأة المُستحيلة..

 ليسَ لي غيرُ ما لا أُريدُ.. أمّا الأماني.. ففي حُجْرَةٍ ثانية!..
 قوادّونَ.. بكلِّ الأرجاءِ.. يمسّدونَ لحيةَ "دراكولا" بمِسْكٍ.. ويُخضّبونَها بِالحنّاءِ.. على كلِّ المفتَرقاتِ تَراهُمْ.. وبكلِّ الأزياءِ.. أباطرةٌ ومساكين.. مشغولين بكل الأشياءِ، كالعولمة وأفخاذ الفتيات و.... في كلِّ المعترَكاتِ لَهُمْ نصلٌ.. أو سكّين.. لم يبكوا يوماً أو ينجرِحُوا.. فهُمُو دونكيشوتاتٌ.. وطواحين.. أغربُ ما في الأمرِ.. أن لا ينتبِهوا يوماً.. أنَّ المسرحَ فاضٍ.. والمخرُجُ قدْ ماتَ..واللعبةُ عاريةٌ مَزراة.. سَقَطَ المَعْنَى .. والإسلوبُ.. واللغةُ بغيٌ.. بئسَ البائعُ والشاري.. والغايةُ والتضمين.. ليس لنا شعرٌ .. أو نثرٌ .. أو دينٌ.. لا شيءَ.. بلا صدْقٍ.. أ ذواتٌ.. أم حياةٌ.. أم تقليدٌ.. أم تلقين..
 أعمارٌ تفرطُ من مسبحةِ الجلادِ.. أو الدجّالِ – لا فرقٌ-.. وبلادٌ يتناسَلُ فيها القتلُ -ملايين-.. لا مياهُكِ تروي.. لا غلّتكِ تشبعُ.. ولا حُرمةَ لكِ.. لا حُلمة لكِ..– مشكوكٌ في أمرِكِ!- .. أبناؤكِ أو أعداؤكِ – لا فرقٌ- .. الكلُّ عليكِ جلاوزةٌ .. وسلاطين.. ما وجهُ الرحمَةِ والإنسانيةِ فيكِ.. يا درسَ البشرِ الأولَ في التقنين.. أو التدجين.. لكلِّ مفردةٍ حُرْمتُها.. نكهتُها.. بهجتُها.. فتنتُها.. فعلى أيِّ الأشياءِ.. يا لغة الموتِ.. تغارينَ.. أمارسُ تنويماً سحريّاً كي أجرَعَكِ.. كدواءٍ مرٍّ.. أو نصلٍ مسمومٍ.. لا ينفكُّ عن التخزين.. لستِ بدايتَنا.. لستِ نهايتَنا.. فليسَ الجورُ ريادة!.. وزّعتِ علينا الخيبةَ واللعنةَ والكبتَ.. جَعلتينا من دونِ بلادِ الأرضِ.. مَلاعِنَةً.. ومساكين.. لا أفهم لوثة "قابيل" بدمِكِ.. أليسَ بروحِكِ نبضٌ للحبِّ .. أو الألفةِ.. لجمال الطائرِ والزهرةِ.. أليسَ ترقّينَ لصوتِ الطفلِ وسحرِ الأنثى.. لخريرِ الماءِ وتشكيلِ الأنجمِ.. أ ماكنةٌ أنتِ.. أم قلبٌ.. صخريّ.. مات من التلقين.. لا أكفرُ بالنعمةِ.. لا أقسمُ باللعنةِ.. لكنّكِ في الغدرِ.. تجاوزْتِ جميعَ الأبعادِ.. فما عدتِ تحسّينَ..
 ولا أرغب فيكِ!..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى