الخميس ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم نوري الوائلي

أنت مريض وإن لم تشتك

الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم. لم يخلقه مريضا أو عليلا ولا بدينا ولا ضعيفا، ولا قبيحا أو مشوها. فتعالي الله عن الخطأ والسهو. فقالوا عن قبيح الشكل أو لمن يأته طفل مشوه بأن هذا خطأ الطبيعة
لقد ظلموا الطبيعة إن كان للطبيعة قدرة على الخلق والإبداع.
وإن كانت الطبيعة هي الله فتعالى الله عما يصفون.

إن الناس خلقوا من تراب الأرض، وكل عناصر الجسم البشري وفلزاته ومكوناته هي من الأرض. فالأرض هي الأم. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ. سورة الروم - سورة 30 - آية 20)
ويوجد توافق وملاءمة كاملة بين جسم الإنسان والمحيط البيئي الخارجي.
ولكن ماذا حدث؟
لماذا تمرض الإنسان؟
لماذا أصبحت الأمراض أكثر انتشارا وأشد ألما؟

لماذا أصبحت الأمراض الحادة مزمنة والمزمنة مستعصية؟ أهذا قدر المرضى كما يقولون أو فداحة الخراب النفسي والبيئي والغذائي الذي صنعناه؟
هل يوجد إنسان سليم على الأرض؟
هل يوجد إنسان خارج نطاق مثلث المرض المهلك؟
هل فكرنا بجسمنا كما فكرنا بالسيارة والمنزل والهندام والأكل اللذيذ والشراب المنعش؟
هل حافظنا على جسمنا الذي هو أمانة وضعت فيه الروح لكي تعيش العالم المادي.
أقولها بصراحة أخي الكريم أننا أصبحنا في عالم ينطبق عليه مقولتي وهي الناس مرضى وإن لم يشتكوا.
أقولها بصدق وعمق وإيمان. إنها كلمة لم تأت من الفراغ أو العبث أو الاجتهاد الشخصي. بل جاءت من معطيات العصر الجديد وما أفرزه من خلل واضح في ميزان التوافق البايولوجي والبيئي والنفسي.

لقد تعلمنا في كلية الطب بأن الناس أصحاء والمرضى منهم الذين لديهم شكوى. منطق غريب وغير صحيح. تعلمنا في كليات الطب كيف نعالج بالسكين والليزر والدواء الكيماوي، علاجات خارجية تعطى للجسم البشري وكأنه لا حول له ولا قوة. لم نقرأ أو ندرس هل يمكن للإنسان أن يقاوم المرض؟ هل يستطيع الجسم البشري بما أعطاه الله عز وجل من مقومات العيش والعمل أن يتغلب على الأمراض؟ بل هل يمرض الإنسان ولماذا يمرض؟ معلومات كثيرة وجوانب متعددة لا نعرفها نحن الأطباء عن جسم الإنسان (وما اوتيتم من العلم الا قليلا . سورة الإسراء - سورة 17 - آية 85 ) . وهذا يحتاج إلى صياغة جديدة لتدريس الطب، وإخراج جيل جديد من الأطباء الذين يعرفون عن الجسم البشري من حيث قدرته على الشفاء والمقاومة أكثر مما نعرف وأن يعرفوا ما هي أسباب الأمراض الحقيقية أكثر مما تعلمناه من معلومات محصورة بالجراثيم والفايروسات وما نسميه خلل الجهاز المناعي وأمراضه.

لذلك أخي القارئ فإن هذا الأسلوب الغير صحيح من الفهم الطبي للأطباء وكليات الطب أدى إلى زيادة الأمراض وكثرة المعاناة ويطول عمر الإنسان مقعدا عاجزا عليلا.
لابد أخي القارئ، أخي الطبيب، (ولم أقل أخي المريض لأننا جميعنا مرضى). يجب أن ننظر إلى الطب والمرض من جانب آخر.

لماذا أقول بأن الناس مرضى وإن لم يشتكوا.
أؤمن بأن هناك محاور ثلاثة مهمة سميناها مثلث المرض تشمل محور الغذاء - المحور النفسي - المحور البيئي.
أؤكد بأن جميع الأمراض وحتى الوراثية والجينية ناتجة عن الفساد والخلل الموجود بهذه المحاور المهمة. الناس جميعا في المدينة أو القرية محاطين بهذا المثلث المهلك.ولكني أضفت محورا رابعا. هذا المحور هو المحور الحركي.
ليس جميع الناس محاطين بهذا المحور ولكن الأغلبية الكبيرة وخاصة الذين يعيشون في المدن يشملهم هذا المحور في الوقت الحاضر. ولكن دعنا نعرف ولو بصورة بسيطة

ما هي الخطورة في هذه المحاور؟

المحور الغذائي:

لا أعتقد بأن هناك منصف يمكن أن يقول بأن ما يأكله الإنسان في الوقت الحاضر هو غذاء صحي سليم متوازن وطبيعي كما أراده الله وكما خلقه الله. فلو تكلمت عن السكر الأبيض أو الزيوت المصنعة أو اللحوم المجمدة والأغذية المحفوظة وغيرها من الأغذية التي يتناولها الإنسان اليوم وكيف تهلك المناعة وتسبب المرض لعرفنا ضخامة ما يتعرض له الجسم البشري من كوارث مخلة بأنظمته وأجهزته الدفاعية.( فلينظر الانسان الى طعامه . سورة عبس - سورة 80 - آية 24 )

المحور النفسي:

لقد أكدت جميع الأبحاث العلمية والدراسات الطبية المنشورة في مختلف أنحاء العالم والتي أجريت على الحيوانات المخبرية وعلى الإنسان بأن الانفعالات النفسية والقلق السلبي والشد والأزمات والمعاناة والغيظ والكراهية والظلم والكبت تؤثر تأثيرا سلبيا على جميع أجهزة الجسم البشري وتؤدي إلى خلل الوظائف العصبية والهرمونية والمناعية.

المحور البيئي:

لم تعد الأرض نفس الأرض ولا الهواء نفس الهواء ولا الماء نفس الماء ولا البيئية الخارجية هي نفس البيئية التي يفترض أن تكون ملائمة للعيش والعمل بسبب التغيرات الهائلة التي أحدثها الإنسان في ما حوله وانعكس سلبا على ما فيه من فكر وبدن. وأظهرت تقارير الباحثين والعلماء والمنظمات المهتمة بالبيئة بأن الإنسان يعيش الآن في بيئة غير سليمة ولا تتوافق مع جسمه وعافيته.
فلو نظر الإنسان إلى ما حوله لوجد نفسه يعيش معظم وقته في صناديق محكمة مغلقة تضيئها الفوتونات والموجات الكهرومغناطيسية الزائدة المصنعة، وتبردها أو تحميها الأجهزة الكهربائية والغازية المغلقة وهواءها مليء بالكهرباء والموجات الراديوية والغبارات الكيماوية. هذا جزء يسير مما نحن فيه من تغير للطبيعة والبيئة المحيطة. ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. سورة الروم - سورة 30 - آية 41 )

المحور الحركي:

بدأت أكتب مقالة سميتها أمراض المكاتب لما للجلوس على المكتب من أثر سلبي كبير على صحة الإنسان وحياته. فكلما زادت ساعات جلوسك على المكاتب كلما زادت أمراضك وقصر عمرك وانعدم بصرك وتورمت ساقك، وانعوج ظهرك وقل تركيزك. وتصلبت شرايينك، وضعف قلبك، وارتفع ضغطك، وزاد وزنك وابتليت بالسكر والنقرص وضعف المناعة والعجز المبكر. هذا أخي القارئ ليس نثرا أو أدبيات بل هي حقائق علمية تعيشها أنت وأنا سوف أشرحها في مقالة لاحقة.
إذن إذا كنا نعيش في هذه المحاور ، مجبرين عليها أو على بعضها صابرين عليها أو لم نصبر، فكيف يمكن أن نبقى أصحاء وسليمين.

هذه المحاور أخي الكريم تؤدي بالدرجة الأولى إلى:

1- ضعف مناعة الجسم وبدون المناعة لا يمكن للطب الحديث (وأنا أسميه بالطب البديل) بأن يشافي جسم الإنسان أو يخلصه من المرض. وحتى الالتهابات الجرثومية التي تعالج بالمضادات الحيوية المصنعة لا يمكن أن تشفي بهذه المضادات إذا كانت المناعة ضعيفة. فضعف المناعة هو باب المرض ودار المعاناة وسلم القبر ويد الموت الفتاكة.
2- خلل واسع في أجهزة التحكم الرئيسية للجسم البشري وهي الجهاز العصبي، الجهاز الهرموني، الجهاز الأنزيمي. وهذا يؤدي إلى اضطراب وعدم توازن في فعاليات الخلايا والأنسجة داخل العضو أو الجسم البشري كاملة.
3- إعادة رسم صورة الإنسان من صورته التي خلقها الله عز وجل وأحسن تصويره إلى صورة سقيمة مشوهة يظهر فيها الإنسان بهذه المواصفات كما أراه الآن من الناحية الوظيفية:

1- قصير القامة
2- قصير اليدين والقدمين
3- كبير البطن
4- طويل الأصابع
5- كبير الفم واللسان
6- كبير الرأس
7- طويل الأذن
8- واسع العيون
9- أسود الدم والرئتين
10- هزيل القلب ، ضيق الشرايين
11- قصير العمر
12- ضعيف الإنجاب
13- بيئته حجرة وسرير نوم

هذه الصورة الآن هي صورة وظيفية وليست صورة بالتركيب. وقد يتحول يوما ما إلى صورة بالتركيب بمرور العصور والزمان إذا استمر في عبثه بالحياة وتغيير خلق الله. واستمر يأكل الغذاء المصنع والمخرب جينيا. واستمر بالتنافس المحموم والقلق المشؤوم والنفس المضطربة. واستمر يقتل الطبيعة من نبات وحيوان ويملأ الأرض تلوثا بالمبيدات والمواد والأبخرة الكيماوية. واستمر بالجلوس نهارا والنوم ليلا، يستعمل المكتب، محاط بكل الأجهزة الكهربائية والتيارات الصوتية والإضاءات البراقة. أنظر الى صورة الآنسان بريشة الرسام محمد الوائلي- العراق
4- ظهور أجيال مريضة وهزيلة مليئة بالمرض والتشوهات والعاهات.
إذن الخلل في هذه المحاور الأربعة أخي الكريم معناه التأثير السلبي على صحتنا وكذلك على أولادنا وأجيالنا في المستقبل.
فلابد لنا أن ندرس هذه الجوانب دراسة دقيقة مستمدة بما توصلت له الأبحاث العلمية والتجارب البشرية بهذا المجال ونضعها أمام عينيك لكي تعرف كما أريد أن أعرف وأتعلم كيف تستطيع أن توقف المرض وآلام الناس وكيف يكون لدينا أطفال أصحاء وأجيال سليمة قادرة على العمل والعطاء، متوافقة مع ما خلق الله عز وجل من طبيعة وجمال وصحة بعيدا عن مفاسد الحياة ونزوات الشيطان وأوامره بتخريب خلق الله عز وجل.

ولكي نكون على الخطوة الأولى لابد لنا أن نلم بهذه الأساسيات:

1- المعرفة الصحيحة بعمق الكارثة التي يتعرض لها الإنسان بسبب التغيير والتلاعب بهذه المحاور الأربعة.
2- معرفة أسباب التغيرات التي حدثت بهذه المحاور.
3- كيفية علاجها وتقليل ضررها.

وكلنا ندعو اللهم ارزقنا العلم النافع. فكل الضرر الذي حصل في هذه المحاور سببه العلم، الطمع البشري، والشيطان، فليس كل العلم نافع. فالكثير منه مدمر وهالك. لذلك سوف ترحل معنا أخي القارئ في سلسلة قادمة من المقالات نذهب فيها سوية لمعرفة جسدنا وبيئتنا وغذائنا وصحتنا وكيف تصبح طبيبا لنفسك بل كيف تقوي أطباءك الموجودون في جسدك دون الحاجة للذهاب إلى طبيب يعاني من نفس المشكلة . قد لا يتحقق هذا في جيلنا بصورة كاملة ولكن لنحققه لأطفالنا وأجيالنا.

لذلك أخي القارئ لا تعجب إن قلت لك بأنك مريض. والناس مرضى وإن لم يشتكوا. المرض عبارة عن خروج الجسم عن طبيعته واختلال في وظائفه وتطوره يؤثر سلبيا على جميع أنحاء الجسم. فالمريض في عضو من الأعضاء معناه مريض في كل أنحاء الجسم. فالسفينة واحدة وكل خلايا الجسم تعيش في بحر واحد وتتغذى من مصدر واحد. لذلك فلا يوجد مرض خاص لعضو معين، مقتصر على هذا العضو دون غيره. فالمرض معناه مرض الجسم كله.

والمرض يكون على نوعين:

1- المرض المخفي:

وهو من أخطر الأمراض وأشدها ضررا. والناس جميعهم مصابون بهذا النوع من الأمراض. وهو التلف والخلل الحاصل داخل الجسم البشري بدون ظهور أعراض مرضية يمكن أن يشتكي منها المريض وهذا النوع يشمل قسمين من الخلل الجسمي:

1- الخلل الجسمي الذي يكتشف بالصدفة على شكل مرض: هناك أمراض كثيرة يمكن أن تكتشف بالفحص السريري أو الفحص المخبري بدون أن يعاني المريض من أي علامات مرضية. ومثال على ذلك ارتفاع ضغط الدم، التهاب الكبد الوبائي، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، مرض الإيدز، الأكياس المائية، الأورام الحميدة وغيرها.
2- الخلل الجسمي الذي لا يكون على شكل أمراض: ومثال على ذلك التخريب اليومي الذي يصيب الخلايا الجسمية وتراكم السموم والأيونات والجذور الحرة، وما يسببه من وهن تراكمي لأجهزة المناعة والأعصاب والفعاليات الأيضية وتكون هذه التغيرات السلبية ناتجة عن مثلث المرض مضاف إليه المحور الحركي لبعض الناس ويقود هذا النوع الإنسان بالتدريج إلى النوع الثاني من الأمراض التي تجلب الإنسان إلى الطبيب.
2- المرض الظاهر:

ويشمل الأمراض التي تظهر على شكل عوارض تقود الإنسان للذهاب إلى الطبيب، وهذه العوارض تشمل الآلام، الحمى، السمنة، الضعف العام، قلة الوزن، الصداع، الدوخة، الخفقان، الكحة، التبول الدموي، التبول الكثير وغيرها.

لذلك أخي الكريم: فليس عدم شعور الإنسان بالأعراض المرضية معناه أنه سليم بل هو مريض مرضاً مخفياً ويحتاج فقط إلى الزمن لكي يتحول إلى مرض بأعراض تقوده إلى عيادة الأطباء أو المستشفيات وعندها يجد الإجابة. المرض مزمن ولابد أن تستعمل الأدوية طول العمر. فتصبح صديق الأطباء وفي جيبك حبات الدواء وثلاجتك عبارة عن صيدلية صغيرة في المنزل.
ولكي نكون قد خطونا الخطوة الأولي يجب عليك أخي القارئ أن تعرف أطباء جسمك الذين خلقهم الله في بدنك قبل أن تعرف الأسماء وشهادات الأطباء البشر وقبل أن تشد الرحال إليهم طلبا للعون. ابدأ بجسمك وتعرف عليه واحترمه واعتن به كما تعتني بالسيارة والمنزل.
بالنسبة إلى الناس الذين ليست لديهم أعراض مرضية ويظنون بأنهم أصحاء أقول لهم وبأمانة لا تنتظروا ظهور الأعراض لكي تغيروا حياتكم أو تعرفوا بدنكم بل بادروا الآن لمعرفة أين أنتم من الصحة والعافية.

أطباء الجسد

وللجسد أطباء داخله يعملون على تصليح أي خلل داخلي وحمايته من أي عدو أو ضرر يأتي من الخارج (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم . سورة التين - سورة 95 - آية 4 )
هؤلاء الأطباء هم مجموعة الأجهزة والأنظمة الداخلية في الجسد التي تعمل من أجل حصول الاستمرار الأمثل بحياة الخلايا والأنسجة ومن ثم الإنسان وكذلك من أجل شفاء أي خلل أو ضرر يحصل داخل الجسد إذن هي القوة الشفائية والقوة المنظمة. وأود أن أعدد بعض هذه المنظومات الرائعة في العمل والتكوين:

1- منظومة جهاز المناعة
2- منظومة جهاز مضادات الأكسدة.
3- المنظومة الهرمونية
4- منظومة الأنزيمات
5- منظومة الانقسام الخلوي والقدرة على التعويض
6- منظومة الحوامض الأمينية RNA, DNA
7- المنظومة العصبية اللاإرادية والأفعال الانعكاسية
8- منظومة الحواس الستة
9- المنظومة النفسية والروحية
10- منظومة التكيف

هذه المنظومات أو الأطباء الجسديين الذين يعرفهم العالم والعلماء يعملون بجد من أجل استمرار الحياة ولكن مع الأسف الشديد لم يستطع العلم والطب الحديث الاعتماد عليهم لمساعدة الجسم للتخلص من المرض أو الحماية من المرض.
مثلث المرض يعمل على حدوث الخلل في هذه المنظومات وبالتالي حدوث الأمراض التي نعالجها في الطب الحديث بالعقاقير والمشرط.

الخطوة الأولى:

وأود أن أؤكد على النقاط التالية قبل فوات الأوان وقبل أن يقع الإنسان ضحية الأمراض المزمنة:

1- يجب علينا القيام بالفحص الدوري لإجراء التحاليل الروتينية لوظائف الجسم المختلفة.

2- إجراء فحص المناعة لمعرفة مناعة جسمك وهل هي قادرة على مقاومة الأمراض.

3- اختبار لمعرفة جهاز مضادات الأكسدة في جسمك والذي يعمل لرفع الرواسب والأيونات الحرة المضرة بالخلايا.

4- معرفة المواد الغذائية المتوافقة مع جسمك عن طريق إجراء فحص التوافق الغذائي وفحص الحساسية الغذائية.

5- معرفة الرواسب والمعادن الثقيلة والسامة الموجودة في جسمك والتي تعرضت لها لسنوات طويلة عن طريق فحص الشعر والدم والأظافر.

6- قياس عامل السمنة وزيادة الوزن لتحديد فيما إذا كنت ضمن خطر السمنة وزيادة الوزن.

7- قياس لياقتك البدنية على التحمل والجهد والرياضة.
لذلك يجب عليك أن تعرف جسدك، تعرف نفسك وفكرك، تعرف غذاءك وشرابك، تعرف بيئتك وهواءك، قبل أن تقع فريسة للتداوي بالأدوية الكيماوية أو تكون تحت مشرط الجراحة لتلتهم خلاياك وأعضاءك.

لا تجعل العمل أو اللهو يشغلك عن جسمك وعافيتك فلا العمل ينتهي ولا اللهو يشبع ولكن إذا فقدت العافية فمن الصعوبة الحصول عليها مرة أخرى وجسمنا اليوم أضعف من جسمنا البارحة وأقوى من جسمنا غداً.
فمنهاجي ونظري لصحة الإنسان تعتمد على أن الناس مرضى وإن لم يشتكوا. وأن أكون معلما قبل أن أكون مداوياً. وأن أذهب إلى الناس قبل أن يأتوني، وأعمل معهم سوية لكسر ومحاربة مثلث المرض وتغيير نمط الحياة كأسلوب ليس فقط للحماية بل لعلاج المرضى الذين وصل بهم المرض إلى حد الشكوى ومراجعة الأطباء. والاعتماد على أطباء الجسد الذين خلقهم الله سبحانه وتعالى في كل عضو من أعضائنا وإن شاء الله سوف أشرح هؤلاء الأطباء ومقدرتهم للعلاج والتداوي والحماية في مقالات لاحقة.

إذن دعنا نفهم الطب والصحة من منظور جديد ومن علاقات ونظريات جديدة مختلفة عما يكتب ويقال ويدرس في الطب والصيدلة.
ولكي أتعامل مع هذه المعطيات ومع هذا الخلل ومع الإنسان المريض مهما كان مرضه مخفيا أو ظاهرا أعتقد وأؤمن بأن هناك سيارتان يمكن أن توصلنا إلى بر الأمان:
1- سيارة تسير بالطاقة الشمسية والتي تمثل مفاهيم وأفكار الطب الطبيعي والذي يعتمد على إعادة التوافق بين جسم الإنسان وروحه وفكره وبيئته الخارجية من ناس وحيوان وشجر وجماد وهواء.
2- سيارة تسير بالبترول وهي الطب الحديث (وأنا أسميه الطب البديل) وهي المفاهيم التي تعلمناها في كليات الطب والصيدلة وتعتمد على معالجة الأعراض المرضية وإطالة عمر الإنسان قدر المستطاع باستعمال الأدوية الكيماوية والمشرط والليزر.
إذن أستطيع بعد إجراء الخطوات والفحوص السبعة أن أحدد أي نوع من الأمراض أنت مصاب بها وهل أنت مصاب بمرض خفي أو مرض ظاهر ومدى استعدادك للإصابة بالأمراض.

وبعدها استخدم فلسفة وأسلوب خاص للعلاج والتعامل مع المشكلات.

1- التعليم ويشمل المعرفة الصحيحة للمرض.

2- إرجاع التوافق ما بين النفس والجسد والغذاء والبيئة وكسر مثلث المرض.

3- تقوية أطباء الجسد والنفس الداخليين والخارجيين.

4- تنظيف الجسد من السموم والأيونات والجذور الحرة.

5- استعمال السيارتين للوصول إلى بر الأمان بالسرعة والأمانة والكلفة السهلة.

فالمرض كما يقولون هو الأعراض والشكوى الناتجة عن الخلل البايولوجي والنفسي التي تقود المريض إلى طلب المساعدة الصحية.
ولكني أعتقد بأن المرض هو أي خلل بايولوجي وظيفي نفسي يتعرض له الجسد البشري وليس شرطا أن يؤدي إلى حدوث أعراض أو علامات ظاهرية يشتكي منها صاحب العلة.

أنا أشعر بأن هذه المقالة تركت القارئ الكريم أمام أبواب جديدة للمعرفة والرؤية الجديدة للصحة تحتاج إلى شرح المفردات الأساسية لها ويتطلب من القارئ العزيز القراءة لأكثر من مصدر واتجاه للوصول إلى الرشد والنجاة. (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. سورة الإسراء - سورة 17 - آية 36 )


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى