الخميس ٤ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم نور الدين محمود سعيد

أوجينيو مونتالي

ولد في جينوفا 1896، وتوفي في ميلانو سنة 1981 مسيحي، منح جائزة نوبل للأدب 1975.

يعتبر أعظم شاعر إيطالي في القرن العشرين بلا منازع، وأحد أهم الشعراء في الأدب العالمي الأوروبي. من الصعوبة ترجمة أشعاره، حسب رأينا، إلى أي لغة كانت.

ويبدو أن شعرمونتالي نابع من تباين عنصرين جوهريين، أولاً: في إرتكازه على المغزى الرئيسي والعميق للسلبية واللا مبلاة عند خروجه عن النسق والأوزان الشعرية، وتركيزه على وصف الألم اللامتحرك، وثانياً: لكسره للقوالب الشعرية البدائية المتحجرة، وللتشظي الحسي الذي يعتمل بشكل صاعق داخل الرسالة الشعرية في العمق المجهول للقريض. في خِلقة الأشياء التي تشكل الكلمات، والمناظر الطبيعية الخارجية، اللون، العلامة، الأشارة، الجوانب الهيولية في اتحادها بالموضوعات والأشياء العادية والحقيقة التي يفرزها الواقع المعاش من خلال إستخدامه للضربات الوميضية التي تغير محتويات الأشياء وأشكالها لتغنيها بالغرابة والهشاشة والخفة لتصبح بذلك صورة شعرية مغايرة، وهو بهكذا أسلوب، يضيف للشعر العالمي، والاوروبي منه على وجه الخصوص أحد أهم التجارب الشعرية المعاصرة.

لا تطلب منا الكلمة

لا تطلب منا الكلمة
التي
قد تحاصرنا من كل جانب
انفسنا بلا شكل،
وحروفٍ من نارٍ
تعلنها مُشعة
كما لو أنها زعفران
ضائعٌ وسط حرشٍ مُغبَر.
آه على الانسان، يمشي مرحاً
واثقاً بنفسه،
وبالآخرين صديقاً،
وظله لا يداوي إتقاد قيظ الصيف في هزع الهجيرة
مطبوعٌ على حائط مهترئ
لا تطلب منا القوالب التي تستطيع أن تفتحها لك العوالم
نعم،
بعضاً من عوج المقاطع
كغصن إعتلاه الجفاف.
ذالك اليوم فقط نستطيع أن نقول لك،
كل ما لا نحن وكل ما لا نريد. [1]

الأمنية تعيد رؤيتك

الأمنية التي أستعيد بها رؤيتكِ،
هي الأخرى
تركتني
وسألتني،
فيما إذا كانت هي سبب إنغلاقي.
كل إحساس بكِ،
قماشة بيضاء
تلاحقت فوقها الصور
كل علامة فيها موت وماضي
كامنة في الإحساس،
لكنها مُحرّفة
ومنسوجة بالزوال.
أتذكر إنبهارك:
بين البوابات في مودينا [2]
حين كان الخادم المزين بأشرطة ملونة
يجر إثنان من الخنازير البرية،
إلى أسرها. [3]

[1كالديرارا، المرجع نفسه، ص 253

[2مدينة إيطالية، تقع على الطرف الجنوبي من نهر البو، تابعة لمقاطعة إيميليا رومانيا في الشمال الإيطالي، "المترجم".

[3باولا ديشينا ليومباردي، أشعار الحب في القرن العشرين، أوسكار موندادوري، ميلانو، 1992، ص255.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى