الأحد ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

أوّدُ لو أقولْ

أودُّ لو أقولُ
لو أحرّكُ الرجامْ
كنفخةِ الصور ِ
ولو أبعثر ُ الأنامْ
أودُّ لو.... وللكلامِ
في فمي ازدحام
أودُّ لو أسطعُ في السماءْ
لساعةٍ سكرى أو التفاتةٍ عمياءْ
كنجمة ِ المدّله المسلولْ
كيتس الذي حدثّها
عن حبّهِ الأبيدْ
عن انتصار ِ اليأس ِ
أو هزيمة ِ الرجاءْ
وسرقتْ أناملُ الأفولْ
سنا الحياةِ منهما......
وانطبق الظلامْ
أوّدُ لو أشرب إحساسي
إلى القرارْ
أودُّ لو أعصفُ بالثمارْ
وأطلقُ النداءَ كي
أصدّعُ الجليدْ
أوّدُ لو أقوم من جديدْ
في غابةٍ ينطحني الثورُ
بها أعودْ
عودة َ تموزٍ عليهِ
من دمٍ دثارْ
يصطفقُ البكاءُ والعويلْ
في جانبيهِ...آه لو أعودُ
لو أعودْ...!
أوّدُ لو أتبعُ سندبادْ
في عالمِ البحارْ
سأجمعُ الؤلؤَ والمحارْ
وأتبعُ الرُّخَ على التلولْ
أحملُ روحَ عاشقٍ
وحالمٍ تختزنُ النهارْ
كالليلكِ الأبيضَ........
عيناه دم ُ النضارْ
أودُّ لو أتبعُ أودوسيوسْ
من لُجةٍ ليبسٍ
ألقي على الشموسْ
وهاريَ القديمَ
والمشغولَ بالنجومْ
ومقلتايَ عبر شُبّاكِ
الدجى تجوسْ
أودُّ لو أطرّحُ الصخرَ
الذي اندحر
بهِ الى الهوّةِ
سيزيفٌ.... هو القدَرْ
أتعبني الغداةَ والمحبّ يتعبُ
وصخرةُ النساءِ كاللعنةِ
لا تبقي ولا تذرْ
ولي دمٌ يذوبُ يسربُ
كأنهُ الضياءُ إذ
يسربُ في السحَرْ
 
***
 
روح أيار
 
هيهات يغرقني بحرُ الظلاماتِ
أو يخنقُ العطشُ المبحوحُ نبراتي
هيهات فيكِ الرزايا أن تحطّمني
أو أن تكسّرَ يوما ً معنوياتي
هيهات تفنى جذوري فهيَ لاهبة ٌ
وسوفَ أطلعُ من أعماق ِ مأساتي
لا الليلُ يوصدُ دوني والنهارُ ولا
يُرمى السعيرُ حدوداً حيثُ خطواتي
لا شيءَ يُمسكُ قلبي أن يطيرَ هوىً
فوقَ النجومِ وإنْ قصّوا جناحاتي
نافورة ٌ من ندى ثغري ومن لهبٍ
وتنفضُّ القطرَ والنيرانَ أصواتي
قدْ جئتُ من فجرِ هاتيكَ العصورِ لكي
بالحُبِّ أغسلُ ماضي الناسِ والآتِ
إني بأعصابكَ الكسلى....أتشعرُ بي؟؟
يا عالماً من نحاسٍ من جماداتِ
تموتُ أشياؤكَ الكبرى مخدّرةً
من ألفِ ألفٍ وليسَ تموتُ كلماتي
تظلُّ مثل أنين الدُرِّ يحملهُ
موجٌ لأصدافِ قلبٍ في دجى عاتي
تظلُّ روحاً لأيّارٍ يهّبُ بها
شوقُ النسيمِ عليلاً من غواياتي
تظلُّ مسحةَ نارنجٍ لناصرةٍ
وعطرَ طلٍّ لأقدامٍ نبيلاتِ
 
***
 
هو العلمُ ما تقرأي في عيوني
 
ألا قبلةٌ من لهيبٍ
ومن ياسمينٍ وغارْ
ترفُّ على جبهتي العائدة
رأيتُ الهزيمةَ فيكِ انتصارا
يطلُّ من القمةِ الماردة
رميتُ على كتفيكِ الهمومَ الثقيلة
وقضيّتُ ليلي وحيداً
كطيرِ الجنوبِ بقبضتكِ الباردة
هناكَ رأيتُ نجومَ الطفولة
تسافرُ في غيمِ عينيكِ
في غرةٍ كالدوالي ظليلة
وبي فجوةٌ بين قلبي
وبين العيون الجميلة
وتنقصني في هواكِ المناعة
فمن أينَ جئتِ؟
ومن أيٍّ أرضٍ تسرّبَ
وجهكِ
لونكِ
طعمكِ
دفؤكِ
هذا إلي؟؟؟
ومن أينَ؟.........
/إن َّ على شفتيّْ
وفي مقلتيَّ كثيراً أقوله/
تعلمتَ يا قلب ُ هذي الشجاعة؟؟
..... ويحتلني جيشك ِ البربريْ
ضاعفيني كحبة ِ قمح ٍ
كفقرِ الأشعةِ من دون جسمكِ
في عالمِ اللازوردِ....
اجمعيني كما تجمعُ الريحُ
شهوةَ أوراقِ وردٍ موّزعةٍ
خبئيّني وراءَ ضفائركِ الليلكية
وفي كلِّ فرحة دمعٍ
إذا ما بكت مجدلية
وفي عبق اللوزِ والخوخِ
آهِ برائحةِ الميرميه
ضعيني كوردة ذكرى طريّه
كطوقٍ من الياسمين ِ
على الرفِّ فوق الدفاترِ
بينَ حقائبكِ المدرسية
هو العلمُ ما تقرأي في عيوني...!

كتبت هذه القصائد في خريف عام 1998


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى