الخميس ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣

أيها الكُتاب المغاربة..

من أجل جبهة لمواجهة تدمير الثقافة

لم تكن دعوة المرصد المغربي للثقافة الدعوة إلى مقاطعة أنشطة وزارة الثقافة في معرض النشر والكتاب المهرب إلى الرباط مجرد احتجاج على حدث محدود في الزمان والمكان، وإنما كان صوتا معلنا ينبه إلى المخاطر الكبرى التي تتهدد الثقافة الوطنية في كل مجالاتها،وآلية لفضح ما يتم التخطيط له من تهميش للكفاءات في وزارة الثقافة نفسها، ومن تبخيس للفعل الثقافي، وتراجع عن كل ما حققه المثقفون منذ عقود، وما أنجزوه من فعل عملي في كل مايرتبط بالمجتمع والانسان،وبقضاياه، فضلا عن إيجابية صورة المثقفين المغاربة في كل بقاع المعمور،وتفوقهم في مجالات إبداعية وفكرية .

يبدو الإجهاز، اليوم، على كل هذه الإيجابيات من خلال سياسة ثقافية لا هوية لها، ولا أفق لها، ولعل من يراجع مواقف المرصد المغربي للثقافة سيقف على مظاهرها المتعددة...هذه المظاهر التي زادت وضوحا بقتل شرايين الثقافة المغربية التي كان دعم الكتاب مساهما أساسيا في ضمان حياتها،إذ يعلم الكتاب والمثقفون أنهم لايغتنون بما يكتبون، لكنهم يسعدون بما ينشر خدمة للثقافة المغربية أولا، وتقوية لحضور المثقف في المشهد العام.

لقد تم الإجهاز على الدعم عبر مراحل:

 انتقل دورتين إلى دورة واحدة؛

 تم تأخيره من شهر يناير إلى شهر يونيو؛

 تقليصه بشكل مهول...

هذا المسار الذي أسميناه سابقا، التخطيط بالهدم، يبين أن الوزارة تنطلق من تصور يعتبرالدعم (منة) منها، تتصرف فيه كما تريد، والحال أنه حق من حقوق المغاربة؛لأنه يتم بالمال العام، وبأموال دافعي الضرائب، كما أن موقفها يكشف عن مخطط كبير يهدف إلى توقيف الدعم، وتفويته إلى حفنة قليلة من كبار الناشرين الذين أعلنوا جهارا أنهم ضد دعم الكتاب، والجمعيات والمقاولات الصغيرة للنشر.

إن يجري، اليوم،هو ى تجفيف منابع الثقافة، وردم نهرها الهادر، وتحويل الكتاب إلى صوت ضعيف لا أثر له في المجتمع، وذلك مع توقيف توزيع الكتاب من طرف الشركتين الوحيدتين، ومنع تعميمه بمجموع المغرب، ووجود بدعة طبع عدد قليل من النسخ، والتضييق على المثقفين بشتى الطرق،ومنعهم من تنظيم الندوات واللقاءات والأنشطة الثقافية، أو النضييق عليها.

وإذا كان غضب المثقفين قد بدا واضحا تجاه نقل المعرض من الدار البيضاء إلى الرباط والطريقة الفجة والاستفزازية وغير المحسوبة التي جرى بها، وعلى الدعم الذي هو حق ويجب أن يكون في مستوى الثقافة المغربية وتطلعات جميع المغاربة، وليس منة أو هبة من أحد، فإن الغضب الحقيقي الذي ينبغي أن تقوم به كتلة ثقافية هو الاستمرار في إعلان المواقف الرافضة للسياسة الثقافية المعتمدة، وتحميل وزير الثقافة وزر ما يحدث، ومواصلة مقاطعة كافة أنشطة وزارة الثقافة والتنديد بها.

وإذا كانت مواقف الوزارة واضحة في سعيها إلى قتل الثقافة المغربية، وتبخيس دور الكتاب، ودفعهم إلى الاستجداء المعلن أو المضمر، فإن على الكتاب أن يتحدوا ضمن جبهة ثقافية تدافع عنهم، وتفضح العبث، وتقف أمام السيل المدمر، وتناهض الشطط والتطاول عليهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى