السبت ٦ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم نور الدين محمود سعيد

أُمبيرتو سابا

ولد أُمبيرتو سابا في مدينة تريستي في الشمال الإيطالي سنة 1883، وتوفي في جوريسيا 1957. يُعد من أبرز الشعراء الطليان المعاصرين المبعدين عن المدارس الفنية ــ ليس بالضبط من التيار الطليعي، أو الرمزي الذي يرتبط به سابا إلى حدٍ ما. ولعل مرد ذلك أن هذا الشاعر كان مسكوناً كلياً بالتراث والتقاليد الإيطالية إلى حد الرومانسية، من ذرروة الليوباردية إلى أكثر الوسائط تواضعاً.

العنزة

تحدثت إلى عنزة
وعلى المروج الخُضر،
كانت وحيدة مقيَّدة
شبعانة بالعشب،
مبتلة بالمطرـ تثغوـ
و ذالك الثغاء الموزون،
كان متآخٍ مع ألمي
وكنت أجيبها، مرّةً بغرض المزاح
وأخرى، لأن الألم كان سرمدياً،
له صوت لايتغير،
هذا الصوت أحسه،
ينتحب
في عنزة معزولة.
في عنزة من فصيلة شرقية
أحس بئنين ألم الآخر
في كل حياة أخرى.

كرة ذهبية

بأجنحة مشدودة،
ومنقار مفتوح حيناً
ها هو فوق كل ذالك،
يتحداني ...
لا يرى نفسه مثلما أرى نفسي
علّه لا يعلم
أن في هذه اللارؤية تكمن سعادته
يتحرك أبداً ، لايتوقف لحظة.
هندبات برية،
تتغذى طيور على حبها، دونما رغبة
وذالك الطائر دائماً لديه ما يفعله،
وما ينتج عن فعله يأخذه كاملاً ،
غنائه سيان،
(من فرط السعادة
أو من فرط العذاب)
مُنتَشَرٌ في دندنات مذاعة.
إذا ناديته:
"شو"،
يجيبك النداء.
يأتي المساء ببطئ،
وببطئ صامت، ينتفخ،
مطمئنا للنعاس،
ينغلق على نفسه،
ككرة ذهبية.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى