الاثنين ٦ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم مهند عدنان صلاحات

إحياء ذكرى ربع قرن على رحيل الشاعر الكرمي في رابطة الكتاب الأردنيين

أحيت لجنة الدراسات والنقد في رابطة الكتاب الأردنيين، مساء أول أمس، ذكرى مرور ربع قرن على رحيل الشاعر عبد الكريم الكرمي، من خلال محاضرة قدمها د. مصطفى الفار، بعنوان «الشاعر أبو سلمى أديبا وإنسانا».

ورصد د. الفار، في محاضرته، أهم مفاصل تجربة الشاعر الكرمي على الصعيدين الإبداعي والاجتماعي، متناولا الإنجاز الشعري للراحل كظاهرة حية نمت في الشعر والنضال الفلسطينيين، في تجسيد لفلسطين وقضيتها بجميع مراحلها.

ورأى د. الفار إن في حياة الراحل محطتين داخل الوطن وخارجه وفي شعره وكفاحه، حيث شعر الوطن الحر وشعر الحرية الاجتماعية، وما اتسم به من وعي مبكر لدور الشعب والجماهير كأساس في معركة الحرية.

وأشار الفار إلى جوانب من نشأة الشاعر الكرمي، مشيرا إلى انه ولد في مدينة طولكرم عام 1909، لأب هو العلامة الشيخ سعيد الكرمي، ونشأ في أسرة علم وأدب وشعر وثقافة، وقد كان لهذه النشأة الدور الأول والأثر الأبرز في تكوينه الأدبي.

كما أوضح د. الفار إن الراحل الكرمي تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس طولكرم، قبل أن ينتقل إلى مدينة السلط التي أكمل في مدرستها المرحلة المتوسطة، ليغادر بعدها إلى دمشق ليلتحق بمدرسة التجهيز الأولى أو مكتب عنبر، وهي المدرسة التي حمل الكرمي عنها أجمل الذكريات.

وأشار د. الفار إلى الشاعر الكرمي استقر تاليا في مدينة حيفا، حيث زاول مهنة المحاماة فيها حتى عام 1948، ليرحل إثر النكبة إلى دمشق ، التي بقي فيها حتى توفاه الله إثر مرض ألم به، حيث أغمض عينيه إلى الأبد في الحادي عشر من تشرين الأول عام 1980، في العاصمة الأمريكية، بين يدي ولده الوحيد، الدكتور سعيد الكرمي، الذي حرص على نقله، بناء على وصيته، إلى دمشق، حيث شهدت العاصمة السورية، في وداعه، واحدا من أكبر مواكب التشييع في تاريخها.

وقال د. الفار إن الراحل استطاع أن يبلور شخصيته الفنية في صور أكثر وضوحا من زميليه إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود، حفل شعره بتيمات كثيرة، كالحزن وصور المأساة، إلى جانب التيمة الأساسية المتمثلة بالمقاومة والنضال.

وأكد د. الفار إن الشاعر الكرمي طور شعره بحيث كان يستقي صوره الشعرية من الطبيعة الفلسطينية ونفسية الشعب، مطوعا في سياق ذلك عمود الشعر لإيصال المضمون الذي يريد، ولكن ذلك لم يمنعه في قصائده السياسية من اللجوء إلى الاستعانة بصور الخطاب من نداء أو تعجب أو استفهام لأحداث شيء ما، على حساب التأثير المباشر في النفس.

كما أكد د. الفار إن الشاعر لم يكتسب لقب «زيتونة فلسطين» تعسفا أو اعتباطا، كما لم يضف عليه ذلك اللقب الذي أطلقه عليه النقاد صفة طارئة لموقف من المواقف، بل اكتسبه لأصالة وطنية حيث تغزل بفلسطين بصدق وأحبها بعمق، بل عشقها بلهفة العاشق الطريد.

ويذكر إن الشاعر الفلسطيني عبد الكريم سعيد الكرمي، المعروف بأبي سلمى، نال «جائزة اللوتس العالمية للأدب سنة 1968»، وانتخب رئيسا لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين سنة 1979. ومن أعماله الشعرية «أغنيات بلادي»، و«المشرد»، و«أغاني الأطفال»، «من فلسطين ريشتي». ومن مؤلفاته النثرية: «كفاح عرب فلسطين»، و«أحمد شاكر الكرمي».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى