السبت ٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
رسالة إلى السيد الرجل
بقلم نهاد بنعكيدا

إرهابية الحب

ممتلكاتك مني ومن قلبي وفكري ، لتعيش حياة وأنت تحدث نفسك عن نفسك، وتراجع ألبوم صورك في رأسك ، احذر......قد أتسلل حافية القدمين إلى دواخلك ، أسترق السمع والنظر وأنت عار من كل شيء إلا من ماضيك البعيد الجميل ، أما حاضرك....فأعلم جيدا أني ملكته ولن تستطيع استحضاره لوحدك حسب قانون مدونة الأسرة الجديد ، كل شيء بيننا مناصفة حتى التفكير في الحاضر المشترك والحلم المشترك ، تملك الحق فقط في استحضار أيامك البعيدة عني، وحتى تلك قد أستغل ثغرة من ثغرات القانون وأتسلل لوضع اليد ثم بعدها أطالب بحق الملكية.

أنا جنيتك الحمراء...؟ آتيك كل ليلة من حيث لا تدري..

فلا تقذفني بشهبك النارية ، لا تحرقني ، لأنك لو فعلت واحترقت وانصهرت ، سأحرق مكانك وزمانك وذكرياتك وطفولتك وجناتك ونعيمك وجحيمك، وسأفجر ماضيك وحاضرك وآتيك وسأكون حينها على رأس المطلوبين يسحبونني حينها إلى غوانتنامو مجرمة حرب عفوا مجرمة حب .

" ومن الحب ما قتل " وما جنن أيضا ...

حمامك الصباحي الدافئ سأكون أنا إسفنجتك التي تدلك بها جلدك.....قهوتك السمراء أكون أنا فيها قطعة سكرك...بذلتك الأنيقة ترتديها أكون أنا ربطة عنقك....هاتفك المحمول وكاميراه التي تغمز العيون وتلتقط الشفاه المبتسمة من كل مكان أكون أنا شريحتك ....وردة مكتبك الحمراء تشمها فتستنشقني أنا هواؤك.

إرهابية الحب أنا ، أفجر نفسي وأفجرك إذا ما شعرت بخيانتك العظمى ذات يوم وقد أفجرك لمجرد النية في خيانتي .

لست قوية لهذه الدرجة ...أنت تعلم ذلك ، بل هي قوة الضعف حينما تكبر وتتجبر وتسيطر وتتملك، هو الخيط الرفيع بين العقل والجنون ، جرب أن تمزق الخيط بأصابعك وانتظر ويلاتي .

لا خلاص لك مني ، أن أفجرك وينتهي أمرك أو تفجرني وينتهي أمري ، مع أني أفضل الحل الثالث ، أن نموت معا بمجرد لمسي زر المتفجرات، نحترق معا ، ننصهر معا ، نتلون ونتلوث بدمائنا معا ، يطير رمادنا في سمائنا معا ، مشهد جنوني ...أعرف ....انت سببه ، جعلتني أجن كلما فكرت أنك ستفارق حبي ، ستتخلى عني
سأحصارك ، سأطلق صفارات الإنذار عليك كلما شعرت بخنجر غدرك يقترب من ظهري ليطعنني ، حل آخر أقترحه عليك ، أؤمن بالتفاوض والحوار حتى أبعد نقطة ، أعطني ماضيك وحاضرك وآتيك وحلمك و استشراقاتك وحريتك وشبابك وشيبتك وحبك وجنونك وكلك أنت .....نوقع معا عقد ملكية، أشتهي تملكك ، منتهى الأنانية ....أليس كذلك؟؟؟؟

ـ لا ليس كذلك .

بدليل أننا لو خرجنا الآن معا في مشوار صغير إلى مكتب الملكيات ببلدية المدينة ، ستجد عقدا رسميا موقعا منذ عشرين سنة بإسمي ملكتك فيه نفسي وعمري وحياتي وشهواتي ونزواتي ولذاتي وجنوني وعقلي وشبابي وفرحي وقرحي وأملي وألمي وتاريخي وجغرافيتي وخرائطي وكنوزي وأوصيت لك بعد مماتي أن تأخذ كل ممتلكاتك من قلبي وفكري وترحل بعيدا عني و عن جزيرتي و ذكراي .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى