الأحد ١١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم لورين القادري

إلى أمي خلف الشريط الشائك...

كانت ضيعتي كفرشوبا في جنوب لبنان محتلة من قبل العدو الاسرائيلي من 1982 الى 2000 ..وكانت أمي تسكن فيها مع اخوتي..وكنت لا أستطيع رؤيتهم إلا بموجب تصريح ...وفي عيد الأم يتحرك الحنين الى أمي وأودُّ لو أراها وأقبل يديها...لكن عبثا ..لم أكن أستطع إلا إرسال الرسائل والقصائد إليها....وهذه واحدة منها.....

صباح الخير يا أمي
أحيي قلبكِ الحاني .
من الأعماقْ
وأهديكِ..
التحيّاتِ

وبعضًا من معاناتي
واّهًا من كتاباتي
وباقاتٍ من الأشواقْ
لعينيكِ اللتين هما

مناراتي
كتبت الشوق ألوانًا
بدمع الوردة الأخضرْ
أيا أمي

******
صباح الخير يا أمي
وكيف الحالْ؟
وهل ما زالت الدمعةْ
تناجي هُدْبَكِ الأسمرْ
فتحكي لي عصافيري
عن الجنّاتِ في الضيعهْ
وعن كفّيكِ حيثُ العطرُ..

عطرُ المسكِ والزعترْ

******
صباح الخير يا أمي
وكيف الأهلُ والأخوةْ
وقبرُ الوالدِ المسكينْ
ووجهُ الضيعةِ الحلوة؟
وكيف السطحُ والمزرابْ
وبيرُ الماءْ
وهل ما زالتِ الغيمةْ
بقرب السطحِ ؟؟ هل تمطرْ؟؟
وهل مزرابنا الثرثارُ- مذهولا- يغنّينا..
يغني دون أن يضجرْ؟؟

******
وكيف الّلوزُ ..والزيتونُ .. والرمانُ.. والسّمّاقُ في التلّة
وأحواضٌ ملأناها أزاهيرا
وكرمُ التينِ والأعنابِ في الخلّة؟
فهلْ ما زال نيسانٌ.. يمرّ اليومَ بالضيعة
على زنّاره السّلّةْ؟
يرشُّ الورد والزنبقْ
ونجمًا تاه في سقفِ السّما الأزرقْ؟

******
وكيف الحقلُ يا أمي؟
وسهلُ القمح والبيدرْ
ألم يعشقْه تمّوزُ
ألم يجعلْ سنابلهُ
قلاداتٍ على تبرٍ.. وأيقوناته العنبرْ ؟؟

******
سيأتي النور يا أمي
وشمسُ الليل قد تظهرْ
ودمع الشو ق يا أمّي
لعينيكِ
تحدّى الحاجز الأحمقْ
وتصريحًا
تحدى الغاصبَ الظالمْ
أيا أمّي
كسكّينٍ ..
كتمثالٍ من المرمرْ
فلا يبقي بنا خوفًا.. إنِ استعمرْ
وإن شطّت مسافاتٌ
على دربي
و بين القلب والمعبر
وإن مزقْ
وإن كسّرْ
خيوطَ الضوءِ في قسوةْ
وشقّ القلب أثلاما
وإن أرخى سدولَ العتمِ بالقوّة
وإن أجبرْ
ليبقى الجامع المبتور يا أمي
بلا شيخ ولا منبرْ
وقبر الوالد المسكينْ
بلا قمح ولا عشبٍ
ولا كوثرْ

******
سيأتي النور يا أمي
وشمس الليل قد تظهرْ


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى