الخميس ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم حبيب فارس

إلى باتريسيا وفيروز

بالأمس اكتشفتُ كنزاً ليس ككلّ الكنوزْ ...
نسمتان من غرناطةْ .
أندلسيّتانْ ، كاريبيّتانْ ، جليليّتانْ، أبوريجينيّتانْ ...
سَبِيْكَتا تاريخ على جغرافيا على تعدّدية – ثقافية .
بالأمس التقيت توأما لُولا وسُهى :
حفصة بنت الحاج وحمدونة بنت زياد .
بالأمس اكتشفتُ الكَنْزَ في عيون
باتريسيا وفيروزْ .
 
***
 
قمحتان من جنوبيّ جنوبِ لبنانْ ،
طحَنَتَا الحدودَ ، لتعْجِنا خريطة مستقبلْ ،
لتخبزا هوية للمسافرينَ إلى عالم النّيروز ْ.
بالأمس التقيت عمودان شامخانْ من أعمدة "الحمراءْ" ،
شقيقتا نعمانْ من رحم "الشّقيفْ" ،
جبينان مشعّانْ من طوب أقواس
"المسجد الكبيرْ" .
 
***
 
لبنانيتانْ ، فينيقيتانْ ، ايقونتان لأخت عدنانْ ...
بُوقان سحريّانْ أهداهما الهنديّ الأحمر"قلموت"
إلى"داكوتا" ..." الرّوح العظيم".
حجران كريمانْ في خاتم أحلام الأصحاب الأوّلين
للأوقيانْ .
 
***
 
أيا حفيدتا "ماتو عشتروت" والقرطاجيّ "روتانْ" ،
أيا ابنتا "خشخاش بن سعيد" و"بن فرّوخ" ،
أيا سليلتا "جعَافِرَة عامِلةْ" ،
أنّى لكُما ألاّ تُنْكِرا روايات "كولومبوس" و"كوك"
والملحقاتْ ؟
 
***
 
بأيّ "آلاء" أصحاب النّهي والأمرْ ،
حماة الحمى والحرماتْ ،
ذويّ المقاماتِ والعباءاتْ
طوال العمرْ ،
يمكنكما
ألاّ "تكذّبان" ؟
 
***
 
فأجدادكما لم يدخلوا العالمين "الجديدين" غزاةْ ،
ولا هم قدّموا الطّاعة والزكاةْ لطغاةٍ أحفاد طغاةْ ؟
كيف لكما ألاّ تفضحا عهر الذواتْ ،
حفّاظي الآياتْ والإصحاحاتْ مكذّبي "الآلاء" والنبوءاتْ ،
حُجّاج "كعبتهم البيضاءْ"
مقيمي الصّلواتْ أمام بواباتها
والعتباتْ ؟
 
***
 
سمعتُ فيروزَ وباتريسيا تدندنا بالإسبانية غُربة "الادريسي":
 
"الفقر في أوطاننا غربـــة والمال في الغربة أوطان
والأرض شيء كلها واحد والناس جيـران واخـــوان"
 
وتصحّحانْ:
 
- بَــلْ:
"والخبــز في الغربــة أوطـــانْ"
 
- بَــلْ:
"والحريـّة في الغربـة أوطــانْ"
 
***
 
سمعتهما تُتََرْغِلا بالعربية غُربة
"الدّاخل عبد الرحمنْ":
 
" تبـدّت لنــا وسـط الرصافــة نخلــة
فقلت شبيهي في التغـرّب والنــــوى
نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبـــــــــة
تناءت بأرض الغرب عن بلـد النخل
وطول التأني عن بنـيّ وعـن أهلي"
 
***
 
سلامٌ لفيروز وباتريسيا:
 
تبـدّيتمـا لنـا وسط الرّصافة كنــزاً
فقلتُ شقيقتـايَ في التغرّب والنّــوى
نشأتمـا بأرض أنتمـا فيها الــرّوى
تنائيتما بأرض الإنسان عن بلد الذّهـلِ
وطـول التـأني ضمّني لبنيّ وأهلـي
 
***
 
إسقيـا نخيلـي من ينابيع الأندلـس والثـرى
إسـدلا سـلاماً لبِسَتْهُ يوماً الشواطىءُ والرّبى
قبـل صعـود "الـرّوح العظيـم" إلـى العلى
خذاني إلى ربوع جنوبٍ غرناطيّ متجدّد الهوى
كأنـي بــه ، جهـــة، متـى وأيـن أوى
بنيـــران الظـــم والغربـــة اكتـوى
بهـواء الحلـم، الحـبّ والحرّيـة ارتــوى

باتريسيا وفيروز سيدتان من أصل لبناني ، مولودتان في كولومبيا ، من عائلتين قريبتن ، عادتا في سنّ المراهقة مع عائلتيهما إلى جنوب لبنان للتّعرّف على وطن الآباء الأصلي وتعلّم العربية ، عاشتا فترة طويلة في ظلّ الإحتلال الإسرائيلي ، هاجرتا منذ عدّة سنوات إلى أستراليا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى