الأحد ٨ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم مفلح طبعوني

إلى توفيق زَيَّاد الْغائِبِ الحاضِرِ

(القصيدة كتبت بعد وفاة الشاعر الكبير والقائد توفيق زياد، وهي تنشر لأول مرة)

دَمُ مَنْ
دَمُ مَنْ هٰذا النَّازِفْ
مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِشَمْسِ أَريحا
دَمُ مَنْ؟!!
دَمُّكَ أَمْ دَمُنا؟!!
دَمُّكَ أَمْ دَمُها؟!!
دَمُ مَنْ
هٰذا النَّازِفْ
مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِشَمْسِ أَريحا
دَمُنا أَمْ دَمُكَا؟
دَمُها أَمْ دَمُكَا؟
دَمُ مَنْ هٰذا
دَمُ مَنْ..
دَمُنا هٰذا النَّازِفُ مِنْ
بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِنَبْضِ أَريحا
دَمُها هٰذا النَّازِفُ
دَمُكَا
دَمُها
دَمُنا
هٰذا النَّازِفُ مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ
لِيَنابيعِ أَريحا
دَمُّكْ،
دَمُنا،
دَمُها
دَمُها، دَمُنا، دَمُكَا
هٰذا النَّازِفُ مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ
لِيَنابيعِ أَريحا
وَكَأَنَّكَ لَمْ تَغِبِ
وَكَأَنَّا لَمْ نَفْتَرِقِ
وَكَأَنَّكَ ما زِلْتَ عَلى الْـمَنْبَرْ
في الْأَوَّلِ مِنْ أَيَّارْ
في يَوْمِ الْأَرْضْ
صَبْرا وَشَتيلا
****
اَلْأَخيرَ الَّذي
يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ بِسِجْنِ "الدَّامونِ"
****
حَسَنًا يا تَوْفيقُ فَعَلْتَا
أَنَّكَ إِذْ ذاكَ رَحَلْتَا
قَبْلَ سُقوطِ النَّجْمَهْ
وَيُقالْ:
إِنَّكَ عاشِقُ آلِهَةِ الطِّفْلِ
مَعْشوقُ الْأَطْفالِ
وَيُقالُ بِأَنَّكَ لَسْتَ تُحِبُّ
مَناديلَ نَدى الْأَزْهارْ
وَرَحيلَ تَراتيلِ صَدى الثُّوَّارْ
وَيُقالُ تُعانِقْ
أَحْزانَ مَدى الْأَغْوارْ
وَتُقاوِمُ حَرْبَ فُجورِ الْفَجَّارِ
عَلى أُفْحوصِ قَطا النَّصْراوِيَّاتْ
وَيُقالُ بِأَنَّكَ غِبْتَ لَدى الرُّؤْيا
وَيُقالُ بِأَنَّكَ غِبْتَا
غِبْتَ وَلَمْ تَخُنِ
غِبْتَ وَلَمْ تَخُنِ
وَيُقالُ تَحِنُّ إِلى الْحِنَّاءِ
وَأَجْواءِ نِضالٍ سِرِّيٍّ
وَمُراقَبَةِ تَجَمُّعاتِ الْجَيْشِ وَرا سورِ الْـمَدْرَسَهْ
وَيُقالُ تُراقِبُ أَوْكارَ الْجُبَناءِ الْعُملاءِ،
وَتَمْنَعُ
إِدْخالَ الْـمَشْبوهينْ
بَيْنَ الشُّرَفاءِ بِكُلِّ مُظاهَرَةٍ وَطَنِيَّهْ
****
وَيُقالُ بِأَنَّكَ
ضِدَّ الْعَوْلَـمَةِ
وَسُمومِ صِلالٍ تَنْفُثُها
وَتُحاصِرُ ساحاتِنا
تَتَصَدَّى لِلشُّرْطَةِ في حارَتِنا
مَعْ بَصَلٍ بِأَكُفِّ عَذارى الْحَيِّ
يُذَوِّبُ غازَ الْـمُحْتَلِّ
****
وَيُقالُ بِأَنَّكَ ما زِلْتَ
تُحِبُّ النَّصْراوِيَّاتِ
وَمَرْجَ ابْنِ عامِرْ-
وَيُقالُ بِأَنَّكَ غَنَّيْتَ لَهُنَّ (قَطَعْنَ)
****
تَحْزَنُ مِنْ أَجْلِ الدَّمْعَةِ في عَيْنَيْها
تِلْكَ الطِّفْلَةُ الْما وَجَدَتْ
عَلَمًا في الْأَوَّلِ مِنْ أَيَّارٍ..
فَبَكَتْ
وَيُقالُ نَزَفْتَا
وَاعْتَكَفْتَا
عِنْدَما خانَنا الْخائِنونْ
وَيُقالُ بِأَنَّكَ ما زِلْتَ تُحِبُّ
بابْلو نِيرودا،
ناظِمْ حِكْمَتْ
لَيْسَ يُفارِقُكَ الشَّيْخُ إِمامْ
تَتَأَقْلَمُ مَعْ أَجْواءِ السِّجْنْ
تَتَحَدَّثُ.. آهْ.. بِشَجَنْ
خالَتُنا "زَكِيَّهْ"
إِذْ عادَتْ مِنْ غَزَّهْ
" حاطَّهْ الْقَدَمْ عَلى الْقَدَمْ"
****
وَيُقالُ بِأَنَّكَ حَقَّقْتَ كَثيرًا
مِنْ مَجْدِ الْفُقَراءِ
الْكادِحينَ
وَأَبْدَعْتَ كَثيرًا وَكَثيرَا
مِنْ شِعْرٍ / نَثْرٍ
لَوَّنْتَ اللَّوْحاتِ بِلَوْنِ الزَّهْرِ
وَيُقالُ بِأَنَّكَ
ما زِلْتَ مَعَ الثَّوْرَةِ وَالثُّوَّارِ
تَسْهَرُ مَعْ جيفارا وَالْحَلَّاجِ
****
أَنْصَحُكَا
لا تَأْمَنْ كُلَّ هَواتِفِهِمْ
بِالذَّاتِ الْخَلَوِيَّهْ
****
أَلَدَيْكَ كَما قيلا
ذَبْحَةٌ صَدْرِيَّهْ؟!!
اِشْرَبْ مَغْلي الزَّعْتَرْ
بِالْعَسَلِ الْقَزَحي ..
يا مَعْشوقَ الْأَطْفالِ وَعاشِقَهُمْ
لَكَأَنَّكَ لَمْ تَغِبِ
وَكَأَنَّا لَمْ نَفْتَرِقْ
غِبْتَ وَلَمْ تَخُنِ
غِبْتَ وَلَمْ تَخُنِ
****
دَمُ مَنْ
دَمُ مَنْ هٰذا النَّازِفْ
مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِشَمْسِ أَريحا
دَمُ مَنْ؟!!
دَمُّكَ أَمْ دَمُنا؟!!
دَمُّكَ أَمْ دَمُها؟!!
دَمُ مَنْ
هٰذا النَّازِفْ
مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِشَمْسِ أَريحا
دَمُنا أَمْ دَمُكَا؟
دَمُها أَمْ دَمُكَا؟
دَمُ مَنْ هٰذا
دَمُ مَنْ..
دَمُنا هٰذا النَّازِفُ مِنْ
بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِنَبْضِ أَريحا
دَمُها هٰذا النَّازِفُ
دَمُكَا
دَمُها
دَمُنا
هٰذا النَّازِفُ مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ
لِيَنابيعِ أَريحا
دَمُّكْ،
دَمُنا،
دَمُها
دَمُها، دَمُنا، دَمُكَا
هٰذا النَّازِفُ مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ
لِيَنابيعِ أَريحا
****
لا تَعُدْ
فَالدُّنْيا ما عادَتْ دُنْيا
وَالْـمَوْتُ عَلى الطُّرُقاتِ كَما الرَّمْلُ عَلى الشُّطْآنْ
لا تَعُدْ
لا تَعُدْ
يا عاشِقَ طاقاتِ الْأَزْهارْ
وَمُغَنِّي الْـحُبِّ مَعَ الْأَطْفالْ
لا تَعُدْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى