السبت ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم أمان أحمد السيد

إلى دون كيشوتـــــــــــــي

انقطـعَ زماناً عن الرد على هاتفه،وقد كان في دوامة ثقافته،وانتمائه طويلا قد عَبَّدَها..فأرسلتْ إليهِ ذاتَ يومٍ تقـول:

مسكــــــينٌ أنتَ يا صديقــــــي...

تائهٌ في زمن ِ أحذيتــــــــــِـك..

تزوبع ُفي لج ّ ٍ عميـــق

تلطِمُ الجدار َفيتلقاكَ الآخـر..

عُذراً صديقي المتوازن..

عُذراً من وطــن ٍكبيــر ٍ..أنت منه ثمرة،ومن كلمــــاتٍ أوصلتْنيَ الشمس..أنتَ فارسُها..

من دمـــاء طاهرة،من نُطفٍ سماويةٍ أنت َ امتدادهـُــــــا...

تهــــــربُ؟! وعن المواجهة تجـــبُنُ؟

أيا أنــتَ أيا ابــنَ أرضٍ أغدقتْ طُهرها .. وللجذور ِأَشربَتــْــــهُ؟!

عذراً منك يا رجلاً مسكيناً في حلقةٍ مفرغة ٍ يـــــدور..

عَصمتُ نفسي كثيراً عن صفعِـــك..

لا لِشيء، إلا لأني أحترم نَفْسـاً .. بكَ مرةً تلاقـــتْ..

لكـــــن ْ.. بدا أنه لا بدَّ من الصّفــْـــــعِ..

سيّما أنك بضعف ٍغريــــب

كلَّ الأبوابِ والنوافذِ أَوْصـــدْتَ..

وحشوتَ كلّ الثقـــوب..

يــــــا نفسي..أستميحُكِ بهــــــــــاءَ الأعذار..

وإليكَ أتوجـَّـهُ ..

فما اعتدتُ سيدي أن أحاصرَ الآخريــــن..

ما اعتدتُ تضييقَ الخنـــــــاق..

فحريتي هي الأغلى لـــديّ..

ونفسي الأرقى من أن تنحطَّ لدونيـــة..

في موقف أو شعــور..

فرصــــــــــــــــةً خذْ لنفسكَ واسألْها..

لِمَ إلحاحي في الاتصــال؟..

فما أنتَ- صديقي المسكين- قدرتَ أن تضيف إليّ شيــــــّا..

إنما هي حروفُـــــك وراءها تستترُ..

غافلاً أنها لا تُظلّ إلا ذاتها....

واهيـــــةٌ.. هي يا صديقــي..

كخيوط العنكبوت..مهما حاولـــتَ..

وبما أنك سارعتَ وأحكمتَ الإغـــلاقَ..

فلا بدّ من أن أ ُسـِرّ لك لمَ الإلحاحُ في الاتصـال..!

أمرٌ بسيط ..هو سـيدي..

فأمانةٌ لي عندك أستردّها.. وما أُحبّ ُتحويلَ الأماناتِ إلى عطـــاءات..

فلتجدْ طريقةً تردّ بها ما اؤْتمنتَ عليه.. ولتغفرْ لي

إلحاحــي ..وإزعاجـي..

و قليلا..إلى روحك تلفـّــــــتْ

ولها رصيداً من الرجولة..استوهـــبْ..

لـــــكنّ الرجولـة ..صديقي أصعبُ من أن تُشترى.. أوتُوهب حتـّـى..

الرجولــة ُحِصن ٌوأسيـــاب ُعطـــــاء..

تفرعاتٌ لجذور ٍ ذات مرة ًغرسناهــــــــا..

وحلمناها امتداداً .. لنا تكــــون..

عـــــذراً.. صديقـــــي..المتـــوازن

فأنا موقنــة ٌ أنكَ الفارسُ من فرسان الكلمـات..

وما أنا إلا شبـــحُ نقطةٍ في ميدانِ فروسيّـتك..

ولا بدّ أن ابتسامةً ضئيـلةً.. فوق شفتيك قد خَطـَــرَتْ..

وأنتَ بنقاط حروفي .. ترشحُ ..

أكيدةٌ أنا أنّ ذكاءك العظيـم .. ذاتَ مرة قد أَنبـَـأكَ..

أنــــّي من خفـاء ثـُقـــب ٍ

جدرانك الصّمــاء سأدخـــــل..

لأمانتـــــي أستــعيد..

من المجموعة القصصية:

« قدري أن أولد أنثى»
الصادرة عن (شمس للنشر والإعلام)، القاهرة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى