الخميس ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٤
احدى القصائد التي شاركت في مسابقة الشعر العربي التي اقامتها مجلة ديوان العرب لعام 2003

إنتحار المشاعر على ضفاف اليأس

محمد محمود زكي
الشاعر محمد زكي ـ مصر

مَرَرْتُ بأطْلالٍ تَبـَــاكتْ بِمَــأتـَمِ

تُناجِي صَرِيرَ الرِّيحِ لَيْلاً و أنْـــجُمِ

و بَيْنَ الطللْ تبْدو القُبـُــور بُكائها

نحيباً خنوقاً بالرُفـــاتِ بأعــظُمِ

و بينَ شواهدِ القُبـُــــورِ رَأيتها

فتاة بالأطـْـــلالِ تَبْكي و تَحْتَمي

لآلـئُ عينيها أثــارتْ بأضْلــعـي

شُجُوناً تَفِيضُ العينُ مِنْها على فَمي

ذروعُ المُنَى في عيْنِها دقَّ مُقْـلتي

و مِن شَهقاتِ الحَلقِ يُرجَفُ مِعْصَمي

حَفِيفُ الخُطا يَحْكِي بُكاً عَـثَــراتِها

على لحْنِ أطـْـــلالٍ تَئِنُّ بِنـَـائمِ

دَنَوْتُ إليها و الهَوَاجـِـسُ خِنْـجرٌ

تُبيحُ الدوامــي بالترابِ و ترتمي

قَصدْتُ عُيونَ الفَـجْرِ تروي خُدودها

بظلمِ الليالي من طيــورٍ حَــوائمِ

لأمسحُ دمْـعاً يَحْمِلُ اليـَـأسَ في شرو

دنا للنهايةْ ... والجوى شبَّ ضائمي

وجدتُ دموعَ العينِ سُوداًأمِن كِحالِها أم بقَهْرِ الهَـجْرِ...لستُ بـِفاهمِ

فأحْسَسْتُ قلبيَ قدْ سَلى غابرَ الجـوى

يُخَـالـجُ وجْداً قد سَبـَاهُ تـَرَنُّمي

سألتُ : لِما تَبْكِين يا أوْجه القـَــمرْ؟

لما الدَّمْعُ أسْرى في المُقلْ بمُسَلِّمِ؟

فقالتْ: دموعُ العينِ سُوداً مِنَ الأسَى

وأمَّا بُكائي مِنْ جِراحي ومِن دَمِي

جِراحي التي أثْـخَنْـتها و الدِماءُ أبْــرَمَتْ عـَــهْدُ عِشقٍ للطللْ بتظلمِ

قبـــورٌ ترامتْ للأُفقْ تستُرُ الشرفْ

وتَنْعي إليكَ المـجدَ بينَ تَكــلُّـمِ

اُناديكَ لا تُبْدي حِراكاً.. فَهلْ عَشِقْــتُ هاتكَ عرْضي أمْ رَضَيْت بعَلْقمِ

اُواهٌ بعُمري منكَ يا هــاجري .. اُواه عشْقٍ و غدْرٍ بالنـوى بتَـــرحُّمِ

فَقاطعْـتُها والدمـعُ يُذرفُ من دَمِي

و يَخْنقُ أنْفاسي بقلْــبي المُـذمَّمِ

أنا..؟ كيْفَ يا عُمري أبِيعُ الهوى بأدْمُعِكْ .. كيْفَ أنْسَى نَظرةً بتَبَـسُمِ ؟

فهاكِ النَّوى يَكْوي وَريـدي ويُكْلمُهْ

إليكِ بأشْلائي و رُوحــي ومُـكْلَمي

فقالتْ : أيـا عشقي ألا تَعْرِفُ الوَغَىَ

أتُبْصرُ أحـــياءاً مواتــاً بمَحْرَمي

أتُبْصرُ أرْوَاحـــاً فِــدَاءاً لعرْضِنا

أتبكي فقطْ..؟قُبِّحتَ يا دمْعُ مُجـْرمي

ودارت وألْـفـتْني بظَــهرٍ نُدُوبهِ

تئنُ .. و قالت:خِنْجَرُالضَعفِ مُغْـرمي!!

جثوتُ وعفَّرتُ الثــرى بجبينيَ الــذي صَارَ عَاراً والردى بات مُلْهِمي

صَرَخْتُ بقلبي كُفَّ نبْضِكَ فالأنــيــنُ دمْعاً ويا عينـاً تـَلذَّذْتِ فاندمي

وخلَّصْتُ صبْراً خِنْجرُ الـضَعفِ مُدمعاً

و أودعْـتُهُ القلبَ الحزينَ مُحَطِّــمي

محمد محمود زكي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى