الثلاثاء ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٣
تركتني امي وتخلى عني ابي لاني

ابن الهنديه

زوجوا مهاري دون علمها لابن خالتها

لقد ألتصق بي هذا اللقب منذ ولادتي لدرجة أنني نسيت اسمي الحقيقي (حمد) , كان جميع أفراد العائلة ينادوني بابن الهندية!! هذه العائلة الكبيرة المعروفة بثرائها وغرورها , عندما أكملت شهري الثاني جاءت بي والدتي وألقت بي أمام والدي وعادت لبلادها, فلقد تركها والدي منذ شهور فلم تستطع تحمل مصاريفي فقررت التخلي عني والعودة لبلادها, في البداية رفض والدي حتى مجرد الاعتراف بأنني ابنه رغم الشبه الكبير بيني وبينه , ورفض أن يجمعني مع أبنائه من زوجته المواطنة في بيت واحد ,فأنا لست ابنه مثلهم!!!!!!!!!

فعشت مع جدي وجدتي العجوزين ,برغم وجود أعمامي وعماتي لكن لا أحد منهم قبل أن أعيش معه , كان جميع أفراد تلك العائلة يكرهونني و كأني لست فردا منهم, حتى جدي وجدتي لم يقبلا بعيشي معهم ألا "خوفا من كلام الناس"ورغم أن جميع أفراد العائلة لم يكونوا يرحبوا بوجودي بينهم برغم ذلك كانت (مهرة) ابنة عمي الفرد الوحيد الذي أحبه ويحبني في تلك العائلة القاسية!!!
كانت "مهاري" البنت الوحيدة لعمي بعد سبعة أولاد ذكور فكانت المدللة المحبوبة من قبل الجميع عكسي أنا تماما, لكن رغم ذلك كنا دوما معا انا وهي ربما لاننا الوحيدين المتقاربين في السن؟! كانت مهاري ترافقني في كل مكان أذهب إليه, وكانت والدتها تكرهني بشكل أكبر بكثير من بقية أفراد العائلة و لا أعلم ما السبب في كرهها لي؟!! كانت عندما تأتي مهاري للعب معي في بيت جدي ونجلس لساعات طويلة دون ان نشعر بالوقت ,كانت والدتها تأتي وتجذب مهاري من يدها بقوة وتمطرني أنا بوابل من الشتائم والكلمات القاسية والجارحة وطبعا تلحقها باللقب الذي أصبح يرافقني كظلي "ولد الهندية"!!!

ولا زلت أذكر ذلك اليوم الوحيد الذي بكيت فيه أمامهم, فرغم كل ما عانيته مع تلك العائلة القاسية ألا انني لم أبك أمامهم ولم أكن أرد على كلماتهم القاسية بل كنت أكتفي بالصمت الذي يجعلهم يعتقدون بأنني "عديم الأحساس" ,في ذلك اليوم المشؤوم كانت مهاري ترافقني كعادتها وذهبنا للعب مع أصدقائي الصبيان الذين كانوا يعترضون دوما على مرافقة مهرة لنا, لكني لم أكن استطيع أن أحزنها فكنت أسمح لها بمرافقتنا مع تهديد ووعيد والدتها الدائم لي , في ذلك اليوم ابتعدنا قليلا عن منازلنا واتجهنا إلى "عزبة عمي الكبير" وهناك أحببت أن ألعب لعبة وهي أن أمر من تحت الجمل وهو واقف وكنت أتحدى أصدقائي أن يقوموا بنفس "الحركة" بدون أن يرفسهم الجمل!!

لكن "مهاري" الوحيدة التي قبلت التحدي , ومنعتها في البداية لكنها أصرت فهي تحب أن تقلدني في كل شئ وأن تتحداني دوما, وفعلا حاولت أن تمر من تحت أرجل الجمل ولكنه رفسها فسقطت على الفور , ونزف رأسها بغزارة فانطلق الصبية لابلاغ عمي وزوجته, اما أنا حملت مهاري واتجهت بها إلى المنزل وكانت أول مرة أبكي فيها أمامهم فلقد كانت مهاري مغمى عليها وأعتقدت أنا انها قد فارقت الحياة !!ولكن لم تكفيهم دموعي بل انهاروا علّي يشتموني ويحقروني أمام أصدقائي!!!

مرت ألايام وكبرنا أنا و"مهاري"فمنعتها والدتها من الذهاب إلى منزل جدها حيث أقيم أنا وذلك حتى تبعدنا عن بعضنا ولكن برغم ذلك كنا نلتقى يوميا للحظات فقط, فلم نكن نستطيع أن نبتعد عن بعضنا , كنت أحبها جدا وهي كذلك ولكن.......

عندما أكملت السادسة عشر من عمري كانت مهاري قد وصلت للصف "الاول ثانوي" بينما لازلت أنا في الصف "الثاني الاعدادي" مع أني أكبرها بعام , كان أستاذتي يستغربون مني فأنا طالب ذكي جدا ولكني لا أهتم بالدراسة , كان يشغلني شيئا آخر وهو أن اعتمد على نفسي وأهرب من هذه العائلة القاسية!!!

في تلك الفترة توفي جدي فتأثرت المسكينة جدتي بموت رفيق دربها فبدأت تخرف ,عندها قام عمي الأكبر المسيطر على أموال وأملاك جدي قام بتقليل "المعاش الشهري" الذي كان يعطيه لنا ,فبعد أن كان "الف درهم" ومنها نعطي الخادمة معاشها !!قللها عمي إلى "سبعمائة درهم"فقط !!فلم يكن يتبقى لنا سوى "مئتين" بعد أن تأخذ الخادمة راتبها, وعشنا فترة صعبة جدا ,لم يكن أحد يهتم بنا فجدتي عجوز وبدأت تخرف وأنا لا أهمهم بالمرة فأنا لست فردا منهم!!!!رغم أن اعمامي يملكون الكثير الكثير إلا اننا كنا كالفقراء تماما لا فرق بيننا سوى أننا فقراء نحمل اسم عائلة غنية جدا جدا!!!!!

عندها قررت ترك الدراسة بما أني طالب فاشل , وفي بلادي ف"الجيش" يفتح أحضانه لكل طالب فاشل ليصبح جندي على الأقل قد يخدم بلاده يوما ما!! عندما أخبرت "مهاري" بقراري بكت كثيرا واستحلفتني بأن أعود عن قراري , وأخبرتني بأنني قد أخترت الوقت غير المناسب فهي في "الاول ثانوي" وهي أصعب مرحلة وعام دراسي بالنسبة لها و انها متأكدة تماما بانها لن تنجح هذا العام إذا انا ابتعدت عنها!!لكني وجدتها فرصة مناسبة لتهتم مهاري بدراستها وتبتعد قليلا عني فلقد كانت متعلقة بي جدا, واستطعت اقناعها بأنني عندما سألتحق بالجيش سيصبح لي راتب شهري وسأستطيع عندها أن اتزوجها وان اتكفل بمصاريفها, وأنني متأكد بأنني عندما سأعود ستتغير نظرتهم لي فربما أكون الوحيد الذي استطاع أن يكون شيئا بين شباب هذه العائلة , فلقد كان جميع شباب العائلة فاشلون في الدراسة والعمل ومشغولون بأشياء اخرى أخجل من ذكرها!!!

فاقتنعت مهاري بكلامي وبعد بكاء طويل سمحت لي بالمغادرة , وكنا تلك الفترة نلتقى تحت "شجرة سدر" لا أعلم من الذي قام بزراعتها بين بيتي وبيتها, ومع أنها كانت بنت عمي إلا اننا كنا نلتقي سرا وكأننا نقوم بجريمة ولقد كنا نتحدث عن أحلامنا "فقط" التي ربما تصبح يوما حقيقة!!

وفي المعسكر كان جميع أفراد دفعتي يشعرون بعدم الراحة وعدم رغبتهم في الاستمرار لانهم لم يتعودوا على الطعام القليل والمعاملة القاسية من المشرفين من الرواد,أما أنا فلقد كنت أكثرهم تحملا ولقد كانت حياتي خارج المعسكر أصعب بكثير من داخله , بل بالعكس فلقد كنت أحسن حالا في المعسكر فلقد تخلصت من ذلك اللقب "ابن الهندية" وأصبح الجميع يناديني باسمي(حمد), مرت فترة الدورة الاولى صعبة وطويلة لاني لم أكن ارى (مهاري) وأنا الذي كنت معتادا على رؤيتها كل يوم, لكن الدورة مرت والحمدلله وجاء يوم حفل "التخريج" كنت أنظر الى "منصة الزوار" لعلي أجد أبي أو أحد أعمامي أو أحد من عائلتي لكني لم أر أحدا منهم, وعندما تم مناداتي لاستلام جائزتي ولتكريمي فلقد كنت "الاول" على الدفعة وكانت الجائزة عبارة عن "شيك" بقيمة "عشرين ألف درهم" ,شعرت بالفخر والفرح ورفعت رأسي وأنا اسمع اسمي (حمد بن فلان الفلاني) صاحب المركز الاول, شعرت بأني انسان له قيمة بعد أن كان أفراد عائلتي يعاملوني وكأنني "نكرة"!!!

بعد التخرج سمح لنا المشرفون بساعة احتفالية لنحتفل معا ,وقضيناها "باليوالة" و"الغناء" و"الشل وعد الشعر"وفرحنا كثيرا لاننا سنعود لأحبتنا بعد تلك المدة التي ابتعدنا فيها عنهم وسنجلس معهم اجازة لمدة عشرة أيام.

عندما عدت للمنزل بعد الحفل كانت الساعة الواحدة ظهرا, وكانت جدتي نائمة وكذلك الخادمة و لم يكن أحد يعلم بعودتي واعتقد ربما لم يكونوا يعلموا أنني ألتحقت بالجيش!!!ففكرت بسرعة بمهاري وخرجت من باب منزلنا الخلفي المقابل لبابهم الخلفي كذلك واتجهت الى مكاننا السري الى "السدرة" حتى دون أن اخلع "دريسي" انتظرت مهاري فلقد كانت تعود من المدرسة الساعة الثانية والنصف وكانت تذهب وتعود بالباص وكان يلقيها في مكان بعيد قليلا عن منزلها لكنها كانت تفضل الباص والحديث مع صديقاتها على ركوب السيارة وكانت عكس جميع بنات العائلة اللواتي لايركبن الباص مطلقا وركوب الباص يعتبر من "الكبائر " في عرفهن!!!

ويبدو أنني من شدة التعب غفوت وأنا انتظرها تحت السدرة, وفجاءة سمعت صوت بكاء منخفض فقمت فزعا فإذا بمهاري تجلس بجانبي وتبكي وعندما رأت أني استيقظت بدأ صوت بكائها في الارتفاع والارتفاع, فخفت كثيرا وسألتها عن السبب فأجابتني: لقد عذبوك كثيرا فآثار التعذيب واضحة على وجهك الذي أسمر كثيرا وجسدك الذي أصبح كجسد طفل صغير!!!!طبعا أفرحتني كلماتها فهي دليل حبها الشديد لي, تبادلنا الاخبار سريعا فلقد رفضت مهاري أن تبقيني تحت الشمس وقالت بانه يجب علّي الذهاب إلى المنزل فورا ،وستوافيني "خادمتها" بالغداء ويجب علي أن أكل مافي الصحن "كله" ويجب علي أن أنام بعدها مباشرة وأن أتي لزيارتهم في منزل عمي عند الساعة السابعة مساء وأنها ستقوم بإعداد "شايا رومانسيا" لي بيديها الحبيبتين ,وطبعا كلمات مهاري آوامر عسكرية يجب علّي تنفيذها مباشرة دون نقاش , وبعد أن نفذت أوامرها العسكرية اتجهت للسرير ولأول مرة منذ أن بدأت الدورة أنام نوما عميقا وطبعا كانت "مهاري" ترافقني في احلامي في تلك الساعات .

عند الساعة التاسعة استيقظت واستحممت وبدلت ملابسي سريعا فلقد تأخرت على الموعد ساعتين ولابد انها الآن حزينة بسببي وأنا لا أحب أن أحزنها ابدا, خرجت مسرعا ووجدت "جدتي " في "الصالة" فتوقفت وقبلت جبينها وجلست لاخبرها بأنني قد حصلت على المركز الاول في الدورة ولكنها نادتني باسم والدي !!!!فأدركت تماما بانها الآن قد خرفت تماما فلا فائدة أن أخبرها بشئ وعلّي أن أسرع لارى مهاري.
في منزل مهاري كان عمي يجلس في خيمته التي شيدها في وسط المنزل ووضع فيها العديد من "الطيور" التي يحب أن يربيها , وكانت مهاري تجلس بجانبه لكنها ما أن رأتني حتى وقفت واتجهت نحوي حاملة معها "دلة الشاي" وتوقفت أمامي عند مدخل الخيمة وفتحت "الدلة" وسكبت محتواها على الارض وهي تقول : أنت لا تستحق أن أتعب نفسي وأعد لك "شايا" وأن انتظرك لمدة ساعتين!! وذهبت وتركتني واقفا أمام الخيمة فناداني عمي للدخول ودخلت وأنا اعلم تماما بأنها ستعود بعد لحظات فهي لا تستطيع الابتعاد عني كثيرا!!!
رحب بي عمي كثيرا ولأول مرة في حياته!! وأخبرني بإنني قد رفعت رأسهم عندما حصلت على المركز الأول,وأن الرجال في "المسجد" كانوا يهنئون أبي وأعمامي الذين لم يكونوا يعلمون شيئا عني!! تفاءلت بكلام عمي ووجه الذي كان لأول مرة "سمحا" و"مبتسما" ولأول مرة يمتدحني فاعتقدت بأنني عندما سأقدم له "الشيك" كمهر لمهاري سيوافق مباشرة,بعد لحظات دخلت مهاري تحملت "صينية عشاء" ضحكت كثيرا ونهضت لأحملها عنها وأنا أقول في نفسي :ألم أكن قبل لحظات لا أستحق "دلة شاي" فهل استحق الآن "صينية عشاء"؟؟!! وكأن مهاري كانت تسمع "حديثي مع نفسي" وكيف لا وهي موجودة داخلي !! فردت مهاري على سؤالي : أنت لا تستحق "دلة شاي" صحيح لكنك تستحق "عشاء" فلقد رفعت رأسنا ولأول مرة نفتخر بأحد شباب عائلتنا.

أخذنا أنا وعمي نتحدث ونتناول العشاء بينما جلست مهاري في طرف الخيمة بجانب النار "الضو" تصنع لنا شايا على "الضو" فطعم الشاي المصنوع على "الضو" له نكهة لذيذة عن الشاي المصنوع على "الغاز",تحدثنا أنا وعمي عن الدورة و"علومها" ووجدت الفرصة مناسبة عندما سألني عمي عن "العشرين ألف" ماذا سأفعل بها؟!فأجبته بأنني سأدفعها مهرا لعروس لطالما حلمت بها منذ أن كنت صغيرا, فخجلت مهاري وتركتنا ودخلت لداخل المنزل,عندها قال لي عمي بأنه مستعد للذهاب معي لخطبة العروس لانه متأكد بأن والدي لن يذهب معي,فأخبرته بأنه لا داعي لان نذهب لآي مكان فالعروس موجودة هنا, وأنه هو ولي أمرها و"شورها" بيده ,فاستغرب عمي فأخبرته برغبتي بالزواج من مهاري, وأخرجت "الشيك" من جيبي ووضعته في يده, فأعاد لي "الشيك" وصمت قليلا, عندها فقط تذكرت بأنني مهما أصبحت في اعين الناس رجلا"والنعم" فلا زلت في عيونهم "ولد الهندية"!!!

بعدها تكلم عمي وجاءت كلماته كالصاعقة على رأسي , قال عمي : أنت تعلم بإن "سعيد" ابن خالتها كان يرغب بالزواج منها ودائما كان يلح علّي حتى نعقد قرانهم وفعلا في فترة دورتك عقدنا القرآن وأصبحت مهاري الآن زوجة لسعيد,ولكننا لم نخبرها بعد فهي في فترة امتحانات ونحن لا نريد أن نشغلها عن دراستها وسيكون الزواج بعد أن تنتهي من امتحاناتها ولقد وعدني سعيد بأن يجعلها تكمل دراستها ,حقيقة سعيد شاب جيد أكمل دراسته في الخارج وحصل على شهادات عالية وهو الآن موظف مرموق في شركة البترول.
عندها لم استطع تمالك نفسي فاستأذنت من عمي وخرجت لا اعرف أين أذهب ؟! هل يعقل هذا ؟! هل أصبحت مهاري زوجة لغيري؟! شعرت بأن رأسي سينفجر وفكرت في حالها عندما يخبرونها ,أنها حساسة لدرجة لا يدركونها ,وكلمة بسيطة كانت تبكيها اياما فكيف ستكون ردة فعلها عندما يخبرونها؟! وكيف يتم تزويجها دون سؤالها؟! لكنها هذه هي عادات هذه العائلة الظالمة القاسية فلا رأي للبنات في الزواج واختيار شريك الحياة !!!

كانت إجازتي عبارة عن عشرة أيام لكني لم استطع أن ابقى هناك وكيف سألتقي بمهاري بعدها ؟! وكيف لي أن اسمح لنفسي أن أنظر "مجرد نظر" إلى من هي زوجة غيري !!! اتجهت للعاصمة هربا من مواجهة مهاري, لكنها كانت تتصل بي وتسألني عن سبب ذهابي للعاصمة وكنت أخترع الاعذار الواهية إلى أن انتهت الأجازة وعدت للجيش.

بعد أن انهت مهاري امتحاناتها وعند عودتي في يوم اجازتي الاسبوعية , جاءت أختي "من أبي" الصغيرة لزيارتي في منزل جدي على غير عادتها,وعندما جلست في غرفتي بدأت تخبرني أن زفاف مهاري بعد أسبوعين , وانهم بالامس أخبروها بالموضوع وانها انهارت وهي من الامس تبكي ولاتكف عن البكاء ولدرحة انهم أحضروا لها أحد المشايخ للقراءة عليها فوالدتها تعتقد بأن "النساء" قد حسدنها على الزوج "اللقطة"!!!أحسست بالعجز التام فلا شئ يمكنني عمله !!ومالذي استطيع ان أعمله؟!!

مرت الايام سريعة وجاءت ليلة الزفاف ,في تلك الليلة أجبرت "ام مهاري" ابنتها "مهاري" بالتوقف عن البكاء و إلا قامت بإخبار اخيها الكبير حتى يتصرف معها, وكان فعلا ذلك الشخص القاسي ابن تلك السيدة فهما من نفس العجينة , وكانت مهاري تخافه كثيرا فنفذت أوامره , وبعد أن دخل العريس وبقيت معه مهاري لساعات خرج بعدها صارخا وهو يشتم ويقول عنهم بأنهم خدعوه وزوجوه بمجنونة!!!!!!! وعندما دخلوا الغرفة وجدوا مهاري في حالة بكاء هستيري لم تتوقف بعدها ابدا, فاضطروا لنقلها للمستشفى مباشرة, وفي الصباح عندما علمت بالامر اتجهت مسرعا للمستشفى وعندما سألت موظف الاستعلامات أخبرني بأنه تم نقلها الى قسم "الامراض النفسية" , وعندما دخلت الى غرفتها وجدت والدتها تجلس بجانبها وتبكي بحرقة وما أن رأتني مهاري حتى ركضت الّي واحتضنتني بقوة وهي تقول: أني كنت أنتظرك يا "حمادي"!!!!!!"حمادي"؟؟؟ هذا الاسم كانت تناديني مهاري به عندما كنا صغيرين , فأخذت أنظر إلى والدتها علني أجد عندها تفسيرا لما آراه , ولكنها كانت تبكي وتبكي ,فسألتها عن حالة مهاري فأجابتني: لقد قال الطبيب أن مهاري تعرضت لصدمة قوية جدا وأنها الآن تتصرف وكأنها لازالت في الثامنة من عمرها وكأن الوقت عاد الى ذلك العمر الذي منعتها فيه من رؤيتك, بمعنى آخر لقد أصبحت مهاري مجنونة ياولدي!!!!!!!
لاول مرة تناديني بولدي ولاول مرة لا تذكرني بأن أمي هندية!!بكت كثيرا بعدها واعتذرت لي وطلبت مني أن أسامحها وكأنها أدركت أخيرا انها السبب في الذي حدث لمهاري, أخبرتها أني لن أتخلى عن مهرة وأننا سننقلها للعلاج للخارج وبإذن الله ستعود كما كانت , ابتسمت قليلا ثم قالت : ولكن كيف تسافر ياولدي انت معنا؟! لابد أن زوجها لن يسمح بذلك !!!!

وقبل أن تنهي كلماتها دخل عمي غاضبا ورمي بورقة بيضاء على وجه زوجته وهو يقول : تفضلي هذا ابن اختك المحترم ارسل إليك ورقة طلاق ابنتك ورفض حتى أن يرسل معها "مؤخرها" قائلا بأننا خدعناه وزوجناه بمجنونة ويكفي ما خسره من تكاليف الزفاف الذي لم "يتهنى فيه"!!!!!هل ارتحت الآن؟؟؟ألا يكفي أنك تسببتي في جنون مهاري!!هل انت حقا أم؟!

كانت أم مهاري تبكي وتعتذر لزوجها ولي وتقبل مهاري التي كانت تنظر إلينا وكأنها لا تدرك شيئا مما يدور حولها, طلبت أنا بعدها من عمي أن يسمح لي بإجراء الإجراءات اللازمة للسفر وأنني سأقوم بأخذ اجازة وسأرافق مهاري ووالدتها ,فنظر عمي إلى زوجته وقال: هذا هو ابن الهندية الذي لم تقبلي أن تزوجيه أبنتك "المدللة" هو الوحيد الذي يقف بجانبنا الآن بعد أن تخلى ابن اختك وحتى أبناؤك عنا!!! هل رأيت الفرق الآن بين أبنائك وبين ولد الهندية؟؟!!

زوجوا مهاري دون علمها لابن خالتها

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى