اغترابٌ لامرئي
لاتَقْرَئِينِي بَوَعْيٍ، إنَّنِي لُغَةٌ
مِنَ التَّآوِيْلِ لَمْ تَسْتَكمِلِ المَعنَى
مَابَيْنَ نَومَيْنِ يَصحُو فِي مُخَيِّلَتِيْ
نَصٌّ يَدُورُ بِلَا مَتْنٍ وَلَا مَبْنَى
وَيَعتَرِينِي دُوَارٌ كُلَّمَا احتَدَمَتْ
سَحَائِبٌ رَفَضَت أنْ تُنزِلَ المُزْنَا
لَقَدْ تَعِبتُ كَثِيْرًا، حَدَّ لا لُغَةً تَقْوَى
لِتَشرَحَ فِي المَوَّالِ مَا كَنَّا
تَذُوبُ غرنَاطَةُ الحَمْراءُ في عَرَقِي
وَكُلُّ أندلُسٍ في دَاخِلي حَزْنَى
تَذُوبُ خَارِطَةُ الأشياءِ تُرْغِمُنِي
لأنْ أقولَ بأنَّ الأرضَ قَدْ تَفْنَى
وأنْ أقولَ: أخي الطينيُّ، لو بَعُدتْ
بِهِ المَسَافَةُ يَبقى من دمي أدنى
سَأخسَرُ الوَقتَ، يَكْفِي أنَّهُ حَجَرٌ
رَحَىً تَدُورُ وَتذرو أضلُعِي طِحنا
هُنَا هُنَاك، وَلا جَدوَى، إذاً عَبَثٌ
يَقُولُ (كَافْكَا) وَبَعضُ القَولِ مَا أغنَى
لَقَد تَصَبَّبَ مِنْكَ الشِّعرُ، لَو مَطَرٌ
لأنبَتَ الزَّرعَ فِي جَنبَيكَ وَالمَغْنَى
وَلَوْ تَجَسَّدَ مَعنَى الحُزنِ في لُغَةٍ
لَكَانَ أبكَى عَلَيكَ الإنْسَ وَالجِنَّا
يَكْفِي بَقَاءً، رِيَاحٌ مَا تُشَاكِسُني
لَوْ عَاقِلٌ في هُبُوبٍ طَائِشٍ جُنَّا
سَيَقذِفُ المَوجُ، هَذَا الحُوتُ مُنتَظِرٌ
آنَ التِقَامِي وَهَذا المَوجُ مَا ضَنَّا
لَكَمْ تَكَدَّسَ فِي عَينَيكَ مُحتَقِناً
دَمْعٌ يُكَابِرُ ألّا يَعبُرَ الجَفنَا
كُنْ أنْتَ، لا أحَداً.... حَتّى إذا أَذِنَتْ
لَكَ المَلَائِكُ بعد الصَدَّ تُستَثنَى
إذاً يَصِيرُ غُرُوبُ النَّجمِ مَشرِقَهُ
وَكُلُّ يُسرَى بِكَفِّ المُنتَهَى يُمْنَى
خُذنِي إلَى حَيْثُ لَامَأوَى سِوَى أُفُقٍ
ولا مُقَاماً سِوَى الأحلَامِ لِي سُكْنَى
خُذنِي لأُهرِقَ أيَّامِي وَأسئِلَتي
بَحثاً عَنِ الذَّاتِ حَتَّى أدرِكَ المَعنَى
خُذنِي إلى الحُبِّ تَرميمًا لِعُزلَتِنا
إذا تهدَّمَ فينا بعضُ مَا يُبنَى
إذاً سَأَخرُجُ مِنْ ذَاتِي أُرَاقِبُهَا
حَتّى أعُودَ إلَيْهَا مِثلَمَا كُنّا
لا طَعمَ لِلْعَيْشِ إنْ لمْ يَبْتَدِعْ شغفاً
وَيَحمِلَ الذَّاتَ مِنْ أدنى إلى أسْنَى
مُنْذُ ارتَضَيْتُ ضَيَاعاً كِدتُ أفقِدُنِي
حَضَنْتُنِي مِثْلَ طِفلٍ حِيْنَمَا عُدنَا