السبت ١٠ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم تسنيم حسون

اكثر مما يحتمل شعرك

«أعطونا الثُوارَ وأخَذوا الثورة»...
محمد الماغوط..

اليوم فقط يا شاعر الحزن والأظافر
يا حفيد سلمية الأثري
اليوم اضطرُ مطأطئةً الرأس
كرجلٍ ارتكبَ الطفولة في بلدٍ عربيّ
كخائن يعتذرُ من ثرى ابنته
اضطرُ لمغالطةِ واقعِكَ
لأقول علناً، كبوقٍ يتألم
أنهم.، هم ، كلهُم، كلُ من عليها
«أخذوا الثُوارَ وأعطُونا الثورة»..
تلكَ التي تنبحُ في الأزقة كالكلاب الضالة
وتعوي كقافلةٍ من الذئاب البرية على السفوح الفاجرة ...
 
لم يعُد يا شاعري لدمائِنا أي قيمة
مبتذلةٌ، كبيتٍ شعرٍ رخيصٍ لمراهقٍ عاشق
خليعةٌٍ، كراقصات المقاهي الليلية
ورخيصةٌ، كدماء الجرذان...
 
نحتسي دمائنا في الليالي الصامتة مع فتات الحزن والأمل المستورد
ونتناولُ أشلائناعلى موائد الظلم العامرة...
بلا صلاة شكرٍ، بلا بسملة... بلا كرامة!
 
والجثثُ يا شاعر الحياة، باتت تُشوى على أعتاب بيوتنا، فيما نصْطَفُ بوقاحةِ الثمِلِ
بانتظارِ حصتِنا منا ومنا ومنا..
 
ثوراتُنا كسيحةٌ كعجوزٍ بلا أمل
منبوذةٌ كأطفال المآتم
ساحاتُ إبادةٍ وأوكارُ تعذيبٍ وملاعبُ فناء...
 
إننا الشعبُ اللاقيمة له
فلنحترقْ،
كما يُحرقُ البخور على ردف جمرة صغيرة
أو كما تُشوى الكستناءُ في رحلات الكشافة...
 
ها نحن اليوم
الفقر من أمامنا والبحر من ورائنا
والهزيمة ظلُنا يوم لا ظِل الا ظلهُم..
فأين أنتَ منا يا صاحب النجوم الملطخةِ بدمائنا
وأدعيةِ أمهاتنا
وأنين أبائنا...
أين أنت من سماء شهدائِنا؟!
أين..؟!
 
وأنت يا سيد الموت ،أيُ عروبةٍ تتحدثُ عنها؟
تُنادونَ للحق بالسوط
وللمحبة بالقذيفة
وللوحدة بطلقةِ كراهيةٍ نووية!
 
أنتَ، يا نقيض الإنسانيةِ
من أي إلهٍ اجتثثتَ الفكرة
وحشوتها في أفواهنا الجائعة بدل الخبز...
أرجوك،
كفاك تسكعاً في حانات الظلام
كفاك اتكاءً على أعمدة الإعدام
بريءٌ منكَ اللهُ إلى يوم الدين!
 
انتهى أيها الأحمقُ وقت الاحتفال
وعادةِ الجميلةُ إلى وكرها
و مازلتَ تُصرُ على البقاء
فإلى متى..؟!..!!

«اليومَ يا شاعري كثُرتْ الجُثث، كثُرت كثيراً، أكثر مما يحتمل شِعرُكَ».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى