الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم محمود فرغلي علي

الآخرون

لم يبتكرنا الحزنُ
كي نبقى على يده
كسكين يراود برتقالةْ
أعمارُنا خمرٌ
سنشربها
ونشربها
ونكرع نخْبَها حتى الثمالةْ
وليقتلِ التلفازُ نفسَه
أو يمتْ كمدا
فإنّا آمنون
منْ قال أنـّا قد تأثّرنا قليلا
حين خامرنا الدمُ القاني
وألقى فوق شاشتِنا ثقالَه
تفاحة الأيام في يَدنا كقرص الشمسِ يانعة
وزهرةُ عمرِنا رضيت بجنتها مقاما
الموت حقٌ
بيدَ أنّ خيانة العمر المديدِ تظل ضَربا من جنون
: الوضع فوق الاحتمال .................
يقول شيخ صَاحَبَ الأحلامَ والزعماءَ
من خمسين حزنا دون أن يدري
حقيقة أننا نحيا أقانيمَ الجهالة
يا شيخ عُدْ .............
كل الدروب إلى بلاد الله مغلقةٌ عليكَ
وجند ربكَ واقفون بكل حزمٍ
دون بيتك واقفون
ودون حلمك واقفون
ودون موتك واقفونْ
والخير فيك متى صغرتَ
ودرت خلفا للوراء
ببطن أمك تحت بطن الأرض متسعٌ
لكي تبقى جنين
 
: قتلوا صغيري قبل أن يدري الحروف ..............
تقول أرملة وترفع بعض أرطال من اللحم المكيّس
يا صغيري لا تصدقْ دمعَها
في الموتِ لو تدري السلامةْ
والخيرُ فيك
متى انتقلتَ من القيامةِ للقيامةِ
دونما تبلو طريقا شائكا
يُدعى الحياةْ
طوقُ النجاةِ بأن تكون ولا تكون.
 
: دأبوا على قنصِ البراءة ساعةَ الإفطار
ينطقها أبٌ بحرارة المحمومِ يهطلُ دمعُه
وكأنه للوعة الخضراء يغرفُ من معين .
أسمعتَ يا ريانُ ؟
يا ريان أدخلهم سراعا
فرحةُ الأكفان أن تمضي بمن ماتوا جياعا
ظامئين
فليقتل التلفاز نفسه
ليعيدَ تكرار الكلام عن السلام، نتائجِ الكرة
، قانونِ المرور،
برامجِ التخسيس ،
مشكلةِ المياه،الغازِ
، والتعليمِ ،والأزياءِ ،
توفير الحياة لمن يجيء من البنات
ومن يهل من البنين
يا نشرةَ الأخبار مازلنا بخيرٍ
نحن أحياءٌ تماما
والميتون الآخرون:
 
: طفل يفجّر نفسه في شاحنة
: الطقس معتدل الحرارة في الشمال
: سقطت على رأس الطريق المئذنة
: فازوا بأربعة من الأ...........
: رتل من الآلات يمتشق الطريق إلى البلاد
: أزياء هذا الصيف تبدو ساخنة
: حظر التجول طول ساعات النهار
 
فليقتل التلفاز نفسه
وليرعوى المذياعُ من بثّ المرارة في الأثير
مقامنا ما طال حتى نبتغي بدلا لعيش في بدايته
ونبيع أُخْرانا بأولنا
لأجلِ جميلة وقفت تبث الموت في الأنباء
بالوجه الصبوح لساعة أو بعض ساعة
وتكور النهدين لا
لا بل خضرةُ العينين
لا بل حمرةُ الخدين
تنهانا عن التصديق ِ
يا تلفاز خابَ شريطُك الدامي
وخاب أنينُ صوتك يا إذاعةْ
ما كان لليمونِ أن يمضي إلى دمنا
وينشر روحه فينا
،لنرفل في المرارِ
يجوز أنّ نفوسَنا كالوهم ضائعة مضاعة
لكنها أعمارنا
و خيانةُ العمرِ المديدِ تظل ضَربا من جنونْ
يا نشرة الأوهام لن تجدي فتيلا
نحن أحياء تماما
والميتون الآخرون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى