الأحد ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عادل سالم

الأدب وقيم التسامح - القسم الرابع والأخير

 رابعة حمو: وباتت التعليقات مثلا على صفحات العالم الإفتراضي نسخة افتراضية عن المديح والنقد الواقعي والملموس،
 لبنى ياسين:الفيسبوك سلاح ذو حدين، فمن جهة يبرز اسم المبدعين، ويسهل الوصول إلى جديد نصوصهم، وإصداراتهم للإطلاع عليها، ومن جهة أخرى، تجد تحت مسمى شاعر أو شاعرة أو كاتب أو كاتبة ما يندى له الجبين خجلاً.
نجمة حبيب: ظاهرة الكتابة الضحلة التي تثير الأعصاب، موجودة قبل عصر الانترنت.
 مادونا عسكر: لا شكّ أنّ سهولة النّشر في الشّبكة الإلكترونيّة ساهمت في إظهار المزيد من الإبداع
 كوكب دياب: ورداءة النصّ تكتسح مساحات شاسعة من الشبكة، نظرًا إلى سرعة انتشار الرديء في أوساط أنصاف المتعلّمين وأرباعهم وهم كثر.
 عزة رشاد: نعم سهولة النشر في الانترنت سببت ازدهارا للإنتاج الأدبي من حيث الكم، لكن فرز الجودة غاب وتداخلت عوامل شتى للعبث به.

العودة إلى القسم الثالث من الحوار انقر هنا
العودة إلى القسم الثاني من الحوار انقر هنا
العودة إلى القسم الأول من الحوار انقر هنا


 هل أدت سهولة النشر في الشبكة لزيادة الإبداع الأدبي؟ أم أبرزت الكثير من الأدب الرديء وجعلت من الجميع شعراء وكتابا؟

- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

ذكرتُ منذ قليل أنّ التقانة الحديثة سلاح ذو حدّين. ولسهولة النشر، مع هذه التقانة، في الشبكة العنكبوتية مساوئ وإيجابيات، ومن أبرز مساوئها أن أصبح كلّ من كاد يرسم الحرف مبدعًا ومعلّمًا غيرَه الإبداع، وصار كلّ من يضغط على لوحة المفاتيح كاتبًا من الطراز الذي يحصد آلاف "اللايكات" (الإعجابات) في ساعة واحدة ممّن لا يقرؤون ولا يكتبون... وهذا أدّى إلى إبراز نصوص رديئة وقرّاءً أردأ منها يتأثرون بها شكلاً ومضموناً، فيكتبون ويؤثّرون بآخرين تأثيرًا ينحدر به النصّ الأدبيّ إلى أردأ المستويات أو أدنى.
وفي المقابل، فقد أسهمتْ سهولة النشر في الشبكة لانتشار الإبداع الأدبيّ لدى بعض الأدباء الملتزمين قضايا أمّتهم والمغمورين أيضًا، إن لم نقل إلى زيادة الإبداع لديهم، ولكن الوجه السلبيّ لسهولة النشر يظلّ هو الأقوى، ورداءة النصّ تكتسح مساحات شاسعة من الشبكة، نظرًا إلى سرعة انتشار الرديء في أوساط أنصاف المتعلّمين وأرباعهم وهم كثر، وانكماش النصّ الراقي أمام هؤلاء لاعتبارات كثيرة، بالإضافة إلى انحسار التوجيه التربوي والأدبيّ في الأسرة والمدرسة والمجتمع، إلى ما تجب قراءته وكتابته...

ولا نستغرب، مع هذا، أن نجد كلّ من حرّك فأرة الحاسوب عنده أو ضغط على مفاتيح اللوحة أمامه، قد أصبح شاعرًا أو ناثرًا أديباً أو ناقدًا...، لا بل أصبح يعلّم غيره ما علّمته إياه بعض المواقع الهشّة، فنراه يدعو حينًا إلى التخلّي عن قوالب الشعر بقوالب مستنسخة أو هجينة، وحينًا آخر إلى استبداله فنون النثر بفنون ممسوخة، وهو لا يدري أنه يفعل ذلك عن جهل بخصائص كل فّن فيخلط هذا بذاك، بل ربّما وجدناه يدّعي في كلّ علم ما لا يعلمه بَشَريّ... وهو بذلك كمن يريد استبدال شكل الإنسان ومضمونه بأشكال مختَلَقة من المخلوقات الهلامية، وتكاد تنتطبق عليه بعض أبيات من قصيدتي "جَهْلٌ مُركّب..".
هـالَني بعضُ العجائبْ ... مُعْرِبٌ في نصفِ عاربْ
إن يُــجــــــــادِلْـــكَ بــنـحْـوٍ ... يَـرفــــــــــعِ اسـمًا بالنواصبْ
غـيـــرُ مـحــــــتاجٍ لــــدرسٍ ... نـاجحٌ لـو كــــــــــــان راسبْ


- الدكتورة نجمة حبيب

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

في النهاية الأيام تغربل الغث من السمين. قد يثير اشمئزازك بعض ما تقرأه من تفاهات، وقد تلعن الساعة التي فتحت حساباً على الفيسبوك فقد آلمك أشد الألم هذه التخريب للغة والذوق العام ولكنك لا تلبث أن تقول: يالله ماشي الحال، الصوت البشع يسلي صاحبه. ثم إن هذه الظاهرة، ظاهرة الكتابة الضحلة التي تثير الأعصاب، موجودة قبل عصر الانترنت والفيسبوك. هنالك عشرات الكتب وقعت وتقع تحت يدك كل يوم لا تستأهل الورق ولا الحبر الذي طبعت بها. أما أكثر ما يقلقني ولا أستطيع حياله شيئاً هو السرقات الأدبية . رأيت أكثر من مقالة لي مكتوبة قي مواقع ادبية محترمة ولكن دون الإشارة إلى اسمي وقد كتبت لهم أسألهم ليصححوا الموضوع فتجاهلوني. عزّتني ابنتي الصغرى قائلة: يا ماما المهم ان فكرتك وصلت الى الناس واستفادوا منها ولا يهم كثيراً إن كنت أنت او غيرك من قدم هذه الخدمة للمجتمع.

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

نعم سهولة النشر في الانترنت سببت ازدهارا للإنتاج الأدبي من حيث الكم، لكن فرز الجودة غاب وتداخلت عوامل شتى للعبث به

- الدكتورة رابعة حمو:

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

دعني أقول أنني من الأشخاص التي تهتم بالتكنولوجيا وتعي أهميتها الإعلامية. وأعتبر إلى جانب الوظائف المتعددة للشبكة العنكبوتية أنها فضاء للتواصل الحيّ بين الأدباء والقراء. فالأدباء والشعراء قد حظوا بمجتمع كامل على مواقع النت. مجتمع يقرأ فيه بعضهم لبعض، ويتبادلون التهاني بصدور دواوينهم الجديدة، أو روايتهم الحديثة يجدون قراءات مباشرة وفورية بمجرد نشر مقاطع أو قصائد لهم على صفحاتهم الشخصية مثلا، أو على مدوناتهم. ولا ننسى أن ظهور صفحات مخصصة لإعادة نشر هذه القصائد وهذه الأعمال الأدبية جعل الشعر والأدب أكثر كثافة وحضوراً وهذا شيء بتصوري إيجابي. مسألة التلقّي نفسها لم تعد تحتاج إلى منبر أو جريدة أو مجلة، وباتت التعليقات مثلا على صفحات العالم الإفتراضي نسخة افتراضية عن المديح والنقد الواقعي والملموس، وهي نسخة تبدو كأنها «متفوقة» في سرعتها على النسخة الواقعية القديمة.
وكذلك فإن نشر الشعر على الفايسبوك صار بالنسبة إلى بعض الشعراء خطوة تمهيدية لنصوص ينبغي أن تنتهي حياتها على الفايسبوك، ولنصوص أخرى تستحق حياة مستمرة في ديوان ورقيّ مطبوع. هناك شعراء شبان ولدوا في زمن الفايسبوك، وبات أوسع من أي مدونة أو مطبوعة ورقية. أما الشعراء الذين عرفوا القراءات التقليدية، فهم أكثر من تأثروا بالتأكيد بالتلقي الافتراضي لنصوصهم. بالنسبة إلى هؤلاء، انعدمت المسافة تقريباً بين زمن الكتابة وزمن النشر وزمن القراءة، وصار بإمكانهم أن يختبروا ردود فعل القراء مباشرةً، بعدما كانوا يرسلون قصائدهم للنشر في الصحف، من دون أن تصلهم ردود الأفعال تلك. كانت العلاقة مع القارئ مسألة شبه مجهولة وتراكمها بطيء.

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر

لا شكّ أنّ سهولة النّشر في الشّبكة الإلكترونيّة ساهمت في إظهار المزيد من الإبداع، خاصّة أنّنا نعاني اليوم من ازمة الكتاب. ولكن بالمقابل وللأسف الشّديد ليس كلّ ما نقرأه قابل للنّشر والقراءة. ونرى كثيرين يتفاخرون بأدبهم ويدّعون الإبداع في حين أنّهم يثرثرون فقط. ليس كلّ من نشر كلمتين ونمّقهما أصبح كاتباً أو شاعراً. الكتابة مسؤوليّة واحترام للقارئ.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

كما أسلفت في الحديث عن الفيسبوك، هي سلاح ذو حدين، فمن جهة يبرز اسم المبدعين، ويسهل الوصول إلى جديد نصوصهم، وإصداراتهم للإطلاع عليها، ومن جهة أخرى، تجد تحت مسمى شاعر أو شاعرة أو كاتب أو كاتبة ما يندى له الجبين خجلاً، وتجد من يصفق له تصفيقاً حاراً، خاصة عندما يكون "هو" متملقاً بما فيه الكفاية ليتسلق على الأكتاف، أو تكون "هي" امرأة تظهر من مفاتنها أكثر مما تظهر من مواهبها.

- كيف تقيمين أداء ديوان العرب على الساحة الأدبية؟؟

- الدكتورة رابعة حمو

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

أذكر أنني قد انضممت لكتاب ديوان العرب منذ ما يقارب على عشر سنوات، ومنذ ذالك اليوم وأنا أتابع منشورات الديوان بشكل مستمر. وأهم ما لفت نظري في ديوانكم والذي يحقّ له أن يُسمى بهذا الإسم أنه ديوان شامل ومتنوع يضم بين جنباته الكتاب العرب من كافة دول عالمنا العربي وهذه المظلة من الاحتضان لكافة أصوات الكتاب العرب شيء عجزت عنه مؤسسات ثقافية كبيرة أن تقوم به، وهذا شي جميل ويُحسب لديوان العرب هذه المحاولة الرائعة. بالاضافة إلى التنوع الكبير في المواضيع المطروحة من نقد وشعر وقصص قصيرة إلى دراسات محكمة وأدب طفل ومسرح الخ.. هذا التنوع شي مهم يجعل من ديوان العرب بمثابة مكتبة متكاملة تجمع على ارففها ما يبحث عنه القراء بشكل سهل للقراءة والوصول إليه. ويجب أن لا أنسى الفضاء الحر الذي يوفره ديوان العرب للكتاب في حرية التعبير والنشر دون مبضع الرقيب أو مشرط السلطة. وأخيرا تشجيع ديوان العرب للنشر والكتابة في المسابقات التي دأبت على أقامتها في القصة مما يطفي الجدية والرغبة في جعل ديوان العرب فاعل على ارض الواقع وعلى عالم النت.

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر


بالنّسبة لي أداؤكم متميّز ورفيع ومشكورين على تعبكم. " ديوان العرب" موقع رصين، يمنح القارئ الكثير من الرّقي الثّقافي والأدبي، مبتعداً عن نشر كل ما هو مبتذل وسخيف.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

ما أجده متميزاً في ديوان العرب هو انتقائيته، واستمراريته بنفس الوتيرة، وبطريقة منظمة تثير الإعجاب، وأعتقد أن هذا هو أهم الأسباب التي أدت إلى استمراريته بشكل واضح على الساحة الأدبية.
الإنتقائية في وقت كهذا أمر هام جداً، فأن يوضع الغث والسمين في سلة واحدة أمر مؤسف حقاً، وهو ما سيدعو من يحترم قلمه إلى الإنسحاب السريع من المكان.
وأعتقد أن هذا تحديداً ما ميز موقع ديوان العرب، وجعله يفرض وجوده بين المواقع الأخرى.

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

أداء جيد جدا وأرجو لكم التوفيق دائما

- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

لا شكّ في أن لديوان العرب يدًا طولى في إغناء الساحة الأدبية بالنصوص الملتزمة، ودورًا فاعلاً في توسيع دائرة الأدب الرفيع، ولم يتأتَّ ذلك لولا الإشراف الدقيق على الديوان والعناية الفائقة باختيار النصوص للموافقة على نشرها، ولولا تقييد الكتابة فيه وعدم فتحها على مصراعيها لأيٍّ كان لَسادت فيه خربشات من هنا وهناك ولاختلط على القارئ الغثّ بالسمين...
ولكن حبّذا لو يُفتح باب "النشر والتعديل والتحديث" في الديوان لمن تجد فيهم إدارة الديوان أقلامًا جيّدة وحرفًا أنيقًا وكفاية أدبية وفكرية وعلمية، فتوَفّر عليها بعض العناء في الأعمال التقنية والإشرافيّة، وتوفّر للكاتب تحديثًا لنصوصه الإبداعية متى رأى ضرورة وفائدة لذلك.

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

"ما حد بيقول عن زيتو عكر"، ولكنني سأقول بعض الحقائق عن طبيعة مسيرة هذا الصرح الثقافي الجميل ديوان العرب
إولاً: هو اسم على مسمى. هو فعلاً ديوان العرب فصفحاته مفتوحة لكل عربي وعربية. ومواضيعه متنوعة وجادة وتغطي اهتمامات كافة شرائح المجتمع. فيه البحوث الأكاديمية الجادة، والنص الأدبي المبدع من رواية وقصة وقصيدة. وفيه مقالة الرأي السريعة التي تواكب الحدث. وفيه ايضاً الطرفة اللماحة للمستعجلين من القراء الذين لا صبر لديهم على القراءة المطولة

ثانياً: هو محكوم بهيئة استشارية مشهود لها بالخبرة والمهنية.

ثالثاً: صاحب هذا اليوان متأبط بديوانه حتى العبادة. لا يلهيه عنه لاهٍ حتى إنه عندما اجبرته الظروف ان يغيب عنه أوكل عنه من قام بالمهمة، فمرت الفترة بسلاسة وجون إرباك يذكر. كثيرون أنشأوا مواقع لسنة لسنتين او ثلاثة ولكنهم ما لبثوا أن هجروها فضاعت أعمال المساهمين هباء. أما صاحب ديوان العرب فشاب وما تاب. حماه الله في صحته كي يظل اميناً على ابداعاتنا يرعاها ويخزنها ويحميها لنا من الضياع والسرقة

- المثقفون العرب هل هم مستقلون في ما يبدعون، أم أنهم أسرى الحاكم، والسلطة، وأصحاب النفوذ، والمال؟؟؟

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

في كل زمان ومكان هنالك أناس يباعون ويشرون من الحاكم والرقيب الديني وأصحاب المال والنفوذ. كما أن هنالك من نقيت ضمائرهم وخلصت ذممهم ورفضوا أن يكونوا إلا دعاة إنسانية وصوت حق ومبشِّري خير وجمال. هنالك من رفضوا جوائز قدمت لهم من سلطات بلادهم احتجاجاً على أداء تلك السلطات. وهنالك من ساوموا على مبادئهم طمعاً بجائزة أو منصب أو وجاهة. كنت اتمنى أن يتسع المجال وأذكر بعض هذه الأسماء ولكن الوقت ضيق وصاحب الديوان يستعجلني في المقالة فعذراً.

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر


ليس كلّ المثقّفين العرب مستقلّين في ما يبدعون كما ليس كلّهم أسرى الحاكم والسّلطة. ولكنّنا نشهد أحياناً انجراف المثقّف العربي في الواقع الحالي، بيد أنّ دوره الأساسي الارتقاء بالإنسان وتوعيته. أعتقد أنّه عندما يصبح المثقّف أسير الحاكم والسّلطة والمال تنتفي عنه الثّقافة والإبداع. فالمثقف لا يقبل أن يأسر فكره أحد ويبقى له الحرّيّة في التّعبير عن آرائه وهواجسه ولكن بحرّيّة وموضوعيّة. إذا غاب المثقف عن مجال التوعية أنّى للغارق في ظلمة الواقع أن يبصر نور الأمل والمعرفة؟

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

ليسوا كلهم في سلة واحدة لكن الأغلب يدجن نفسه الآن بما يلائم الجوائز أو الترجمة

- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

الإجابة في السؤال نفسه. فالمثقّفون العرب في هذا العصر لم يختلفوا عن سابقيهم في العصور السالفة، فهناك قلّة منهم مستقلّة حرّة في إبداعها، وإن ضٌيّقَ عليها الخناق، كسرت القلم وأغلقت الدفتر وانتظرت الفرج، أو راحت تكتب بصمتٍ وتدفن ما تكتب في أماكن سرّيّة تخشى أن تنال منها يد نائل، أو راحت تنشر ما استطاعت الى ذلك سبيلاً، مواجِهةً مصيرها بكبرياء وعنفوان، صانعةً نعشها بأيديها، لتموت وهيَ واقفة.

وهناك فئة مؤيّدة، أحيانًا تابعة لأصحاب النفوذ وأرباب السلطة وأمراء المال، وأحيانًا أسيرةٌ خاضعة لأهواء الحكّام ومَن يليهم مِن أزلام، أقلامهم مأجورة، وعقولهم مسحورة، والأدب العربيّ يدفع بهم الثمن مِن صدقيّته ويتّجه في اتجاهات ليست له في الأصل، بعيدًا عن الأهداف التربوية والأدبية والسلوكيّة التي يجب أن يحملها في طيّاته...
وهذه الفئة في أغلبها فئة وصوليّة، تسعى إلى الشهرة والوقوف عاليًا ولو على تلٍّ صغيرٍ، أو إلى التزعّم ولو على مجموعة بشرية لا يتجاوز عدد أفرادها عدد الفريق الرياضيّ الذي يصفّقون له أحيانًا مِن على شاشة التلفاز... ولا عجب عندئذٍ أن تكثر الانقسامات في صفوف المثقفين العرب ليكونوا صورة عن الواقع المعيش، فيختار كلٌّ منهم متبوعه الذي يزحف خلفه ليحقّق له شهوته إلى الزعامة وما الزعامة تلك إلا هراء.. إذ لا زعامة فوق زعامة من يتزعّمهم ويستأجرهم ليصبّوا أدبهم في خدمته قلماً وقالبًا.
بالإضافة إلى هاتين الفئتين نجد هناك فئة، قد لا تكون تابعة خاضعة أو وصوليّة، ربّما كانت مخدوعة بما تراه لسبب أو لآخر...
ولكي يكون المثقفون العرب مستقلين في إبداعاتهم فلا من بدّ أن يستقل الأدب عن السياسة والمال والشهوات العليا والدنيا...، وأن يدركوا معنى الاستقلالية ليعملوا ضمن نطاقها.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

ما أجده متميزاً في ديوان العرب هو انتقائيته، واستمراريته بنفس الوتيرة، وبطريقة منظمة تثير الإعجاب، وأعتقد أن هذا هو أهم الأسباب التي أدت إلى استمراريته بشكل واضح على الساحة الأدبية.
الإنتقائية في وقت كهذا أمر هام جداً، فأن يوضع الغث والسمين في سلة واحدة أمر مؤسف حقاً، وهو ما سيدعو من يحترم قلمه إلى الإنسحاب السريع من المكان.
وأعتقد أن هذا تحديداً ما ميز موقع ديوان العرب، وجعله يفرض وجوده بين المواقع الأخرى.

- الدكتورة رابعة حمو:

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

سؤالك شائك جداً لأن العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة ملبسة بشكل كبير ويحكمها الشك والريبة وأحياناً التعارض والتناقض أو التداخل والهيمنة. فالعلاقة الملتبسة بين المثقف والسلطة تنتج هاجس خوف يستولي على المثقف من السلطة ومن الذات وكذلك من الآخر، وحتى من الحرية نفسها. كل ذلك يعمل على اعاقة المثقف عن تحقيق ذاته، لأن الدولة التي تمتلك وتحتكر كل شيء فتوصد في وجهه الابواب، كما أن لدور النشر أيضاً سلطتها التي تختفي وراء سلطة أكبر من المعايير الخاصة بالنشر والتي ترتبط بالسوق التجارية والمال التي تجعل منه أما تابعاً متحيزاً للسلطة، أو مثقفاً نوعياً يقف في وجه السلطة ويكون مستعداً للتحدي والتضحية، أو ان يهرب الى الرموز والإشارات والتأويلات لإيصال صوته وإسماع صرخته التي بالكاد يرجع صداها أو ان يهرب الى أقرب منفى ممكن. ولذلك فإن واقع المثقفين العرب يترواح بين مثقفين وقعوا في براثن الحكومة وسلطتها القوية القابضة على مرافق الدولة، والتي سعت بكل حهدها لتدجين هؤلاء المثقفين وجعلهم بوقاً يصدح في ركب الحكم والحكومة. ولكن علينا أن لا ننسى أن هناك مثقفين قد انحازوا الى قضايا أمتهم ودافعوا عن حقوقهم في الحرية والتطور وهذا جعلهم يندرجون في خانة المثقفين المناضلين الذين يسعوا لفتح كوة في جدار الصمت والتعتيم ولم تنحج محاولات السلطة لاستمالتهم وشراء اصواتهم وبقوا طيوراً تغرد خارج سرب السلطة وشباك نفوذها وهيمنتها السياسية والمالية والتجارية.

- كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر

بداية يجب أن نشكرهم على الوقت الّذي يمنحوننا إيّاه لقراءة كتاباتنا، ونرجوهم التّكثيف من القراءة. فالشّعوب الّتي لا تقرأ هي تلك الّتي تسقط وتُهزم بسهولة.

- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب


 على القارئ أن يكون ملمًّا بمفهوم الأدب وأنواعه، وخصائصه وتاريخ تطوّره عبر العصور ومطّلعًا على أهدافه ومعايير نقده قبل الحكم على نصّ بالجودة أو الرداءة، أو محاولة محاكاته أو التأثّر به، فالصائغ الخبير – من خلال خبرته- هو مَن يميّز الذهب من التراب ومن باقي المعادن، والقارئ المتمكّن والخبير هو منْ يبحث في النصّ عن معايير الأدب الجيّد كما يبحث الصائغ في الذهب عن معايير جودته.

دمتم، ودام الأدب أدبًا، ودام للغة العربية وأدبها مَن يحفظهما من الأذى والهذيان، ويحرص عليها من أيدي العابثين بروحها وجسدها من الوِلْدان.

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

أحلم بقارئ يقرأ جميع المستويات: الخفيف للتسلية وقت اللزوم، شرط ألا يستغني عن الأدب الحقيقي بل يمنحه فرصة فلسوف يجد فيه من المتعة ما يتفوق بها عن الخفيف

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

كنت أتمنى أن أكتب غير ما كتبت، ربما كانت كلماتي وإجاباتي تنضح بالأسى، ولكن كما يقال :" كل إناء ينضح بما فيه"، أتأمل أن الآتي سيكون أفضل، وأنني في لقاء قادم سأكتب ما يفرح القارئ، ويجعله يبتسم.

- الدكتورة رابعة حمو

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

لا يسعني في نهاية هذه المقابلة إلا ان اشكر القراء على سعة صدرهم وصبرهم واتوجه بالشكر العميق لديوان العرب الذي أتاح لي الفرصة بلقاء القراء عبر الفضاء الافتراضي وأتمنى من القراء تشجيع النشأ الجديد على الثقافة والأدب التي أرى أنها من أهم المعارك الحضارية في عصر العولة والسرعة المذهلة في التكنولوجيا ذلك لأن الثقافة هي اللبنة الأقوى لحماية الهوية ومكوناتها الثقافية والاجتماعية في عالم يسير ويتطور بشكل كبير وجسرنا لعبور المستقبل بخطى ثابتة لا تلغي الماضي ولكنها تتخذ منه سنداً وطريقا للتطور الانساني نحو المستقبل.

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

محبتي وتقديري واحترامي لكل من قرأني وأنصفني. شكري لفريق عمل ديوان العرب لسهرهم على سلامة هذا البيت الجميل الذي يجمعنا عرباً وعروبيين ويعوضنا عما فقدناه من وحدتنا وعروبتنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى